كانت ليلة قمراء .. لاح فيها شعاع الرحيل ، مغادرة الوطن والأهل والأحبة والأصدقاء .. دخلت إلى منزلي وأوصدت الأبواب والنوافذ .. ثم اتجهت إلى حقيبتي أحزمها تهيؤاً للرحيل .. أمسكت الورقة الصغيرة التي دونت فيها جميع مستلزمات الرحلة .. وبدأت أعيد النظر فيها مرة ، ثم النظر إلى داخل حقيبة السفر.. تأكدت أنني لم انس شيئاً .. ثم أغلقت الحقيبة بصعوبة بالغة .. حيث كانت تئن بحملها .. فلم أعتد السفر دون أن ألم كل ماتراءى أمام ناظريّ في غرفتي .. ولبثت أفكر قليلاً .. إن كنت قد نسيت شيئاً !..بعد تجهيز الحقائب .. قمت بتوديع والدتي وجميع أفراد اسرتي الذين كانوا قد اجتمعوا تلك الليلة لوداعنا .. ثم قبلت رأس والدتي .. وودعتها وأنصرفنا خارجين من المنزل .. فإذا بالسائق ينتظرنا لتوصيلنا إلى المطار .. كانت الساعة الثانية عشرة ليلاً .. من ليلة الجمعة الخامس عشر من شهر مايو عام 2009 ، انطلق بنا السائق وأنا أتأمل مدينتي الحبيبة التي سأفارقها وقد لا أعود إليها إن لم يكتب لي الله عمراً .. بدت المباني شاحبة تحت وطأة العاصفة الترابية تلك الليلة .. وبدأت تأخذني الوساوس والظنون في أن قد تتأجل رحلتنا بسبب طبيعة الأجواء تلك الليلة .. وبعد فترة وصلنا إلى المطار .. فقمت بانزال الحقائب .. وانصرف السائق بعد أن أنتهى من مهمته .. ثم قمت بمساعدة من أحد العاملين في المطار في حمل حقائبي إلى مكتب قطع صعود كوبونات الرحلة وتسليم الحقائب .. بعد أن تركت عائلتي الصغيرة بانتظاري في استراحة انتظار العوائل في مكانها المخصص في المطار .. كان الزحام شديداً والطوابير متعددة .. ولكن بعد دقائق .. وصلني الدور .. فقمت بقطع كوبونات
صعود الطائرة .. وأنا اترقب قلقاً من أن تتجاوز حقائبنا حملها المسموح به .. ولكن سارت الأمور على مايرام ولله الحمد فلم تتجاوز الحقائب وزنها المصرح به.. أستلمت كوبونات صعود الطائرة وانصرفت مع اسرتي متجهين إلى صالة انتظار الرحلة بالمطار بعد أن تعرفت على رقم البوابة المخصصة لإنتظار الرحلة .. بعد الاستراحة في المقاعد المخصصة لانتظار افتتاح بوابة الرحلة .. كان هناك متسع من الوقت لمدة ساعة من الزمان .. فقمت بإخراج جهاز الحاسب المحمول بصعوبة بالغة من إحدى الحقائب .. وبدأت أقوم ببعض الاعدادات الخاصة لتخزين الملفات والصور .. وكتابة المذكرات والخواطر .. بعد أن يئست من تلقي إشارة استقبال الشبكة اللاسلكية المخصصة للانترنت بالمطار .. ومر الوقت سريعاً .. وبدأ منادي الرحلة المتجهة لمطار الدولي في ميلانو في الإعلان عن موعد صعود الطائرة .. وأصطفت حشود المسافرين والذين كان من بينهم الكثير من الآسيويين فاستقلينا الطائرة وجلسنا في أماكننا المحددة .. حتى أقلعت الطائرة وسط جو مغبر لانكاد نرى شيئاً من معالم عاصمتنا الحبيبة من نافذة الطائرة .. ادلهمت عليها عتمة الليل .. وغدت الطائرة في مشوارها لمدة 4 ساعات ونصف .. حتى بدأت خيوط الفجر في التسلل من مخدعها خلف الأفق البعيد .. وظهرت الشمس .. حتى وصلت بنا طائرتنا إلى وجهتها المقررة لها .. حيث ستكمل مشوارها بعد أن تلقي حملها في ميلانو متوجهة إلى مطار مدريد في اسبانيا ..وعند الساعة السابعة صباحاً.. حطت طائرتنا في مطار Malpensa الدولي ، وبعد إنهاء إجراءات المطار واستلام الأمتعة .. خرجنا من المطار .. فإذا بأحد الأخوة العرب من بلاد المغرب يسألنا إذا كنا نريد تاكسي .. فأفدته برغبتنا في ذلك .. ثم قام بتوصيلنا إلى الفندق الذي اخترناه للسكن في ميلان وهو فندق Crown Plaza City الذي يعتبر تحفة في الجمال والتصميم ..وكانت إجرة التوصيل 85 يورو وهي أجرة مرتفعة نوعاً ما بالنسبة لميلانو .. فعادة يقوم سائقي أجرة المطار بإيصال المسافرين إلى وسط المدينة بأسعار تتراوح مابين 85 إلى 100 يورو .. حسب مفاصلتك لسائق سيارة الأجرة ..
صعود الطائرة .. وأنا اترقب قلقاً من أن تتجاوز حقائبنا حملها المسموح به .. ولكن سارت الأمور على مايرام ولله الحمد فلم تتجاوز الحقائب وزنها المصرح به.. أستلمت كوبونات صعود الطائرة وانصرفت مع اسرتي متجهين إلى صالة انتظار الرحلة بالمطار بعد أن تعرفت على رقم البوابة المخصصة لإنتظار الرحلة .. بعد الاستراحة في المقاعد المخصصة لانتظار افتتاح بوابة الرحلة .. كان هناك متسع من الوقت لمدة ساعة من الزمان .. فقمت بإخراج جهاز الحاسب المحمول بصعوبة بالغة من إحدى الحقائب .. وبدأت أقوم ببعض الاعدادات الخاصة لتخزين الملفات والصور .. وكتابة المذكرات والخواطر .. بعد أن يئست من تلقي إشارة استقبال الشبكة اللاسلكية المخصصة للانترنت بالمطار .. ومر الوقت سريعاً .. وبدأ منادي الرحلة المتجهة لمطار الدولي في ميلانو في الإعلان عن موعد صعود الطائرة .. وأصطفت حشود المسافرين والذين كان من بينهم الكثير من الآسيويين فاستقلينا الطائرة وجلسنا في أماكننا المحددة .. حتى أقلعت الطائرة وسط جو مغبر لانكاد نرى شيئاً من معالم عاصمتنا الحبيبة من نافذة الطائرة .. ادلهمت عليها عتمة الليل .. وغدت الطائرة في مشوارها لمدة 4 ساعات ونصف .. حتى بدأت خيوط الفجر في التسلل من مخدعها خلف الأفق البعيد .. وظهرت الشمس .. حتى وصلت بنا طائرتنا إلى وجهتها المقررة لها .. حيث ستكمل مشوارها بعد أن تلقي حملها في ميلانو متوجهة إلى مطار مدريد في اسبانيا ..وعند الساعة السابعة صباحاً.. حطت طائرتنا في مطار Malpensa الدولي ، وبعد إنهاء إجراءات المطار واستلام الأمتعة .. خرجنا من المطار .. فإذا بأحد الأخوة العرب من بلاد المغرب يسألنا إذا كنا نريد تاكسي .. فأفدته برغبتنا في ذلك .. ثم قام بتوصيلنا إلى الفندق الذي اخترناه للسكن في ميلان وهو فندق Crown Plaza City الذي يعتبر تحفة في الجمال والتصميم ..وكانت إجرة التوصيل 85 يورو وهي أجرة مرتفعة نوعاً ما بالنسبة لميلانو .. فعادة يقوم سائقي أجرة المطار بإيصال المسافرين إلى وسط المدينة بأسعار تتراوح مابين 85 إلى 100 يورو .. حسب مفاصلتك لسائق سيارة الأجرة ..
كان الجو غائماً مع بداية صباح ذلك اليوم وكان الهتان ينعشنا بتساقطه من وقت لآخر .. حتى دخلنا المدينة ووصلنا إلى الفندق الذي يقع وسط شارع حيوي في قلب ميلان .. ومن حسن الحظ أن محطة المترو تقع إلى جوار مدخله مباشرة على الشارع الرئيسي ، وهذا سيسهل علينا الانتقالات من الفندق إلى وسط المدينة أو إلى محطة قطارات ميلانو .. دخلنا إلى الفندق وأتممنا إجراءات الدخول إلى الغرفة .. كان تصميم الغرفة رائعاً وجميلاً بحق ، حيث كانت الغرفة ثلاثية وسعرها كان مناسباً لنا .. حيث حجزت الغرفة بسعر 103 يورو لليلة واحدة من موقع شبكة فنادق الهوليدي إن على الأنترنت ..وهذا هو موقع فندقنا الذي حجزت منه إقامتنا http://www.crowneplazamilan.com/
كانت الغرفة جذابة للغاية وبلمسات أنيقة .. حيث كانت أفضل مما تصورت من حيث الراحة والرحابة ، كما يوجد بها تلفزيون بشاشة LCD ، وبعض التجهيزات التكميلية ..
بعد الراحة في الغرفة لفترة من الوقت .. قررنا التوجه لمحطة القطار وذلك للانتقال إلى مدينة لوغانو Lugano الرائعه حيث سنقضي فيها نهار ذلك اليوم .. إنطلق بنا القطار يجتاز بنا الفيافي والأودية والهضاب .. ومررنا ببلدة كومو Como الإيطالية الجميلة وبحيرتها الخلابة .. وبعد فترة يسيرة من الوقت توقف بنا القطار في محطة لوغانو .. Lugano ...
------------
تعريف بالمدينة :
تقع مدينة لوجانو جنوب سويسرا في الأقليم المتحدث باللغة الإيطالية المسمى بأقليم Ticino ، ويبلغ عدد سكانها حوالي 130 الف نسمة، حيث تعتبر تاسع مدينة في سويسرا بالنسبة لعدد السكان .. وتقع مدينتنا هذه على مقربة من الحدود الإيطالية ..تتميز المدينة والأقليم بالجو الدافيء صيفاً ، إسم هذه المدينة يرجع للتسمية اللاتينية Lucus والذي يعني الخشب ، أو الخشب المقدس ..بعد الحرب العالمية الثانية .. وتحديداً خلال فترة الستينيات والسبعينيات الميلادية تدفق لهذه المدينة جموعاً كبيرة من لسكان القاطنين في المناطق الإيطالية المجاورة ، وعاصرت تلك الفترة إنتعاشاً كبيراً في مجال الأنشطة البنكية والتي جعلت المدينة تتربع على ثالث اقتصادات سويسرا ، وبما يصل إلى 100 مؤسسة بنكية في المدينة ذاتها .
القطار يمر بنا إلى جوار بحيرة Como الخلابة ..
أثناء سير القطار ، إذا بالمناظر الساحرة تتبدى لنا عن اليمين وعن الشمال في جو بديع لايوصف ، البحيرة الساحرة ، والجبال العالية وقطرات المطر التي تتساقط من فينة لأخرى ، والغيوم .. نعم ! الغيوم كان لها شأن آخر ! فقد أحاطت بالمناظر الطبيعية من حولنا في إطار بديع يأسر الوجدان ويحبس الأنفاس .. آه ياتحفة البلاد الاوروبية ! سبحان من أبدع فيك هذا الجمال الذي ينطق بعظمة الخلاق المتعال .. تسلل إلى فؤادي عشق هذه المدينة قبل أن أصلها .. وكانت اللحظات التي تمر علينا ونحن جلوساً في القطار أشبه بحلم يداعب أجفاناً أتعبها المواصلة والسهر من ليل الأمس لأقرص يدي كي أتأكد أن مانعايشه الآن حقيقة واقعة وليس مجرد حلماً عابراً ! .. الإحساس بهذا الجمال يتوجب اليقضة المستمرة وعدم الركون إلى المقعد والإستلقاء حيث يستسلم المرء للنعاس .. والنعاس كان يمد أذرعه على عيناي كي يخفي عني هذه الجماليات التي نبصرها من حولنا ..لأعدل من جلستي بين حينة وأخرى ، ولأجد أن سحر الطبيعة الذي نحن في خضمه معيناً لنا على إبقاءنا يقضين .. فيالقوة هذا الجمال ! وسبحان من أبدعه ! كل لوحة تفيض بالسحر المبين تحاول جذب أنظاري تلقاءها .. من شجر ومن مطر .. أو بحيرة انعكست عليها الغيمات والأشجار .. وكأنها تستعرض حسها وجمالها غروراً أمام الناظرين .. بدت كعروس قد ارتدت فستان زفافها وبدت تستعرض نفسها أمام عشاقها .. بوداعة ورقة وعذوبة كعذوبة الرحيق النازف من أفواه الأزهار المتوهجة حمرة ودلالاً .. كم فتنتني تلك المناظر قبل أن أصل إلى لوغانو .. تمنيت حينها كما لو كنت طائراً يختال بجناحيه مابين البحيرة والجبل .. حرٌ لاتقيده قيود .. يداعبه الهواء فينتشي مزهواً بوجوده في جنة أرضية لاتستطيع أن تصفها الكلمات ولا أن تفي حقها صور العدسات ..
وأثناء مرور القطار إلى جوار بحيرة كومو الخلابة ، تبدت لنا الأشجار الباسقة التي أحاطت بالبحيرة إحاطة السوار بالمعصم.. لاترى إلا لونين .. اللون الأخضر الفتان ، واللون الرمادي البديع المتمثل في البحيرة والسماء والغيوم البهية والجبال الشمّاء.. كنت أتمنى أن يستمر القطار في المسير دون توقف ، كي أمتع عيناي بهذه اللوحات الربانية المتناهية الجمال .. بيد أن هناك فاتنة باتت تنتظرنا .. ألا وهي لوغانو الجميلة ..
بعد مرور ساعة من الزمان .. إذا بالقطار يتوقف بنا عند محطتنا المنشودة .. لوغانو .. ياله من شعور رائع تدفق في كياني ونضح الانتعاش في شراييني وأوردتي وأنا أشاهد مدينة طال انتظاري وشوقي لرؤيتها ولكنه ليس كأي شوق ! فهو شوق لمعشوقة لم أرها من قبل في حياتي .. وتلك المعشوقة هي لوغانو ..
جانب من رصيف محطة قطارات لوغانو ، ما أجمل التقاط الأنفاس هنا قبيل الذهاب لاستكشاف خبايا هذه المدينة السويسرية الرائعه الجمال !
ومن هنا ، بعد توقف القطار ونزولنا مع من نزلوا .. بدأت أتأمل الرائح والغادي ، كلن يسير وفق وجهته ، هناك بعض السياح والسكان الذين قرروا الارتحال مع قطارنا هذا الذي حط رحاله بباب لوغانو .. أما نحن فسنمضي قدماً للنهل مما نهلوا منه قبيل مغادرتهم لوغانو .. وبدأت في تجميع الأفكار ! في التوجه إلى مركز المدينة ، وبدأت أتأمل ساحة محطة القطار والمنطقة المحيطة بها .. حيث بدأت في الإحماء .. تأهباً لتحريك قدماي اللتان قد غطتا في نوم عميق أثناء سفري بالطائرة إلى ميلانو ، ومن ثم ركودهما في سيارة التاكسي أثناء الانطلاق إلى الفندق ، ومواصلة مع رحلة القطار إلى لوغانو ..
السحاب يناجي ربه في سماء لوغانو
الناحية الأخرى من ساحة محطة القطارات في لوغانو ، حركة الناس لاتهدأ ، والحافلات تمضي في حال سبيلها ، منها ما أناخ بباب محطة القطار لإنزال بعض السياح ومنها ما حمل الأخرين إلى نقطة التقائها في مركز المدينة .. من هذا المكان تبدت لي بحيرة لوغانو على استحياء ، فلا بد لي من المبادرة للإقتراب منها لكشف غطاء هذه العروس التي تنتظرني فالحياء يمنعها من التبدي لي أكثر وأكثر .. فالحياء قد الجمها ، والخجل قد شل حركتها .. ويالها من عروس فاتنة ، ستنبئ اللقطات القادمة شيئاً من حسنها الفتان .. وسبحان الله المبدع الخلاق ..
إجتزت الشارع الذي تقع عليه محطة القطار.. وهنا صورة لواجهة المحطة ويبدو فيها بعض المسافرين والسكان الذين حملوا معهم أمتعتهم ، وكما يلاحظ من خلال الصورة أثر الأمطار على هذا المسار المواجه لمحطة القطار ..
وأثناء سيري تلقاء المدينة لاحظت أنني في مكان مرتفع عن المدينة والبحيرة ، إذ أن لوغانو تقع في الأسفل حيث كنا على هضبة مرتفعة هي التي تقع عليها محطة قطارات لوغانو .. وقفت هنا لبرهة أمتع نفسي بمشاهدة البحيرة الخلابة من هذا المكان المرتفع ، حيث سيتعين علي فيما بعد التماس طريقي نزولاً إلى حجر معشوقتي السويسرية ..
ومع كل خطوة أخطوها ، إذا بالمنظر البانورامي الساحر لمدينة لوغانو يتبدى لي أكثر فأكثر ..وهنا اعجبتني أسطح المباني الزاهية بألوان القرميد ، ومن خلف تلك المباني رأيت البحيرة البديعة تضاحك هذه البيوتات في جو شاعري لايوصف ..
لازلت في بداية اليوم ، وهو يوم الوصول من الرياض الى ميلانو .. فإلى لوغانو الساحرة التي سأمضي فيها هذا النهار .. بالرغم من السهر المتواصل والتعب إلا أنني حرصت على أن لا أضيع كل لحظة تمر علي وأن استغل زيارة هذا المكان الساحر فحتماً سيكون للجمال مفعول أقوى من مفعول القهوة والشاي ليبقيني مستفيقاً ، فقد طار النوم من عيناي لحظة وصولي إلى هذا الجمال الذي إسمه " لوغانو " ، يا الله .. ما أجمل هذه الساحة التي تبللت بفعل هطول الأمطار ، وما أنعش هذا الهواء المحمل بنسائم الندى المتهدلة من أحضان الغيمات .. وتلك التيارات السابحة مع الأثير التي أدخلتني في خضم مويجات البحيرة ، كنت بالأمس استنشق الأغبرة والأدخنة ، أما الآن فأقوم بعملبة تصفية طبيعية للرئتين ولأرد لهما شيئاً من الجميل الذي لازالتا تبدياه لي حتى وصلت إلى هذا العمر فهذا حق من حقوقهما علي ، ولربي سبحانه الحق الأعظم من الشكر والثناء والتسبيح الذي وهبني تلك الرئتين .. كانت لحظة صفاء وتأمل أثناء رنوّي تلقاء تلك المناظر الخلابة ..
ما أروع الاستمتاع بمشاهدة الطبيعة الساحرة أثناء الصباح الباكر ، وفي بداية اليوم ، إحساس لايوصف .. إحساس بالغ الروعة والعذوبة يمر في لحظات تمر كالبرق .. وهكذا اللحظات الجميلة في حياتنا دائماً .. لاتزال في تأملاتك مشدوهاً بحلل الجمال إلا وتنقضي تلك الهنيهات ..
تجولت داخل هذه الساحة وبدأت في تأمل لوغانو من الأعلى والإستمتاع بمشاهدة كل جانب من الحسن الذي قامت باستعراضه لنا من طلتها الفاتنة ..
وقبيل مغادرة هذه الساحة التي تشرف على لوغانو من الأعلى ، حانت مني التفاتة لألتقط هذا المنظر قبيل مغادرتها ..
يبدو أننا سنضطر للنزول عبر هذا السلم لبلوغ مركز البلدة القديمة .. قد يكون هناك شيءٌ من العناء .. خاصة مع تسارع النبضات ولهفة الإشتياق لعناق هذه المدينة الحالمة
بعد قضاءي لبعض الوقت في تلك الساحة التي تشرف على لوغانو وبحيرتها الساحرة تأملت هيئتي وقد نال منها البلل من راسي غلى اخمص قدماي .. وفي الحقيقة فإني لم احتط لذلك الأمر ، ولم أتزود بمظلة تحميني من تساقط المطر .. ولكن لاتثريب علي ، فصاحبكم قد ملكه الإشتياق لعناق المطر الذي طال انتظاره كثيراً في بلاده ، قد احتبست في جوفه الأغبرة وادخنة عوادم السيارات التي عم أثرها شوارع مدينته التي يقيم فيها ! .. كم كانت سعادتي فائقة وانا اتهادى عبر هذا المسار النازل صوب البلدة القديمة ونسائم الانتعاش الربيعية تداعب أنفي وقطرات الندى تنزل باختيال من على ملابسي .. اتبعت هذا المسار حيث كانت هذه نقطة بدايتي لسبر أغوار هذه المدينة الحالمة ، وكان غالبية ممن رأيتهم يسيرون في الطرقات قد حملوا مظلاتهم وقد تحسبوا لهذا الأمر .. فحالهم قد يختلف عن حالي حيث قد عهدوا الالتقاء مع هذا الضيف المائي الذي يرشقهم بلطف وحنية من حين لآخر .. أستمريت في طريقي نزولاً عبر هذه الدرجات وأنا اتلفت يمنة ويسرة ، حرصت على تأمل كل زاوية وكل محل امر به أثناء نزولي تلو البلدة القديمة ..
وهنا بدا لي المكان من أوسع زاوية حيث تبدت تلك الدرجات المتوالية على جانبي هذا المسار النازل ، غيرأنه تبدى لي حينها .. في ذات اللحظة .. أن ذلك المسار يعتبر مساراً صاعداً في نظر غيري من المشاة ..
لقطة من المسار الذي نزلنا من خلاله أثناء التوجه لقلب البلدة القديمة .. هدوء وسكون مطبق .. لايقطع سكونه سوى قطرات المطر المنسدلة من بعض الميازيب هنا وهناك ، أو حينما تتلاشى تلك الذرات البلورية داخل فتحات تصريف المياه المنتشرة على امتداد هذا المسار فتسمع همسها من هنا ..
البحيرة ، رؤوس المباني ، برج الساعة والأشجار الوارفة اصطت أمام ناظريّ في لوحة بهيجة من إبداع الخلاق العظيم ، حرصت على حبس ظل هذا المنظر ، فقد لايتكرر لي رؤيته أو أن أرى منظراً آخر أجمل منه قد ينسيني هذا المنظر الماثل أمامي ، وفي كلا الحالتين فلم أوفر على نفسي اقتناص هذا المنظر ..
وهنا شهدت منظراً آخر لايقل جمالاً عن سابقه ، حيث تداخلت السحب في شكل بديع مع قمم الجبال التي أحاطت بفاتنتا هذه .. والتي ارتمت في أحضانها تلك البيوتات الجميلة الملونة .. فما أسعدهم بالإقامة في ربوع هكذا جو حالم ! وما أمتعهم بهذه المدينة المتفجرة بالجمال !
وصلنا إلى محطة العربات التي تنزل بالركاب إلى قلب المدينة الصغيرة ، فاستقلينا هذه العربة وتوجهت بنا للأسفل .. كانت المسافة قصيرة بالفعل كما تبين لي حينما نقلتني العربة إلى الأسفل .. ولكنها بلطبع لن تبدو كذلك لو اجتزناها نزولاً !..
بعد نزولي من العربة .. بدأت أتلمس طريقي في دروب البلدة القديمة .. بدأت الممرات تضيق ، وبدأ عدد المشاة في زيادة سواءاً كانوا من السياح أم من سكان وزوار المدينة .. وبدأت أميل ببصري ذات اليمين وذات الشمال ، فلا ألمح إلا المباني المزخرفة بأسلوب هندسي بسيط ، وقد تزينت بعضاً من تلك المباني بأصص النباتات والأزهار التي بانت للمارة وكأنها تلقي عليهم تحية الصباح .. والجميع سائرون .. ونحن سائرون .. الجميع قد حمل مظلته كي تقيه من قطرات المطر ، أما نحن فنتهادى بين درر المياه المتراشقة علينا مع كل خطوة نخطوها ببهجة وإنشراح ! .. توقفت عند أحد المحلات لشراء مظلتي لأفراد عائلتي الصغيرة ، بينما فضلت أن أكون حسير الرأس كي تلهمني قطرات المطر ما كان ينقصني من الإلهام ، كي أستطيع كتابة ماتعذر علي وصفه بعدما جفت القريحة فلعل هذا المطر ينعشها وينعش الفؤاد والمخيلة ولو ببعض الكلمات التي تمكنني من الوفاء في وصف هذه الحسناء الباهية ..
لقطة من المسار الذي نزلنا من خلاله أثناء التوجه لقلب البلدة القديمة .. هدوء وسكون مطبق .. لايقطع سكونه سوى قطرات المطر المنسدلة من بعض الميازيب هنا وهناك ، أو حينما تتلاشى تلك الذرات البلورية داخل فتحات تصريف المياه المنتشرة على امتداد هذا المسار فتسمع همسها من هنا ..
في كل مكان من البلدة القديمة ، تحتشد المحال المختلفة البضائع والسلع ، تزين جنبات الممرات والأزقة الضيقة التي زادها ضيقاً مرور السياح من خلالها ، وعبر هذا المسار ، كان هذا الجو الحالم ودرجة الاضاءة الكونية الخافتة في هذا الوقت أكسبت المنظر الكوني المتراءي لنا بجو رومانسي يفوق الوصف . زاد من جماله تلك الإضاءة الخافته المنبعثة من بعض المحال التي اصطفت على جنبات هذا المسار الأنيق ..
في هذه الصورة ، تُشـاهـد العربة الصغيرة التي تحدرت بنا من الأعلى ، والجميع كلٌ في شأنه ، والمباني الجميلة قد تمازجت الوانها المميزة مع الأرضية في تناسق وإنسجام بديعين ، نحن في البلدة القديمة في لوقانو .. ولازلنا في بداية الطريق .. وفي بداية المشوار .. فهناك الكثير من الجماليات التي تنتظرنا سواءاً داخل المدينة الحديثة ومنطقة الحركة والأسواق .. أم على ضفاف البحيرة الساحرة الآسرة ..
لقطة من أحد ممرات المدينة القديمة حيث توزعت بين جنباتها بعض المحلات المختلفة يمنة ويسرة وترون المدرجات المميزة على جنبات هذا الممر الرئيسي الذي يخترق البلدة القديمة ... والناس .. سائرون .... ونحن معهم سائرون .. إلى أين ؟؟ .. سنمضي قدماً في حال سبيلنا وسنشاهد ماشاهده من سار قبلنا على هذا الممر ..
وهنا بدأت الحشود تتكدس على إحدى الممرات المزدانة بالمحلات المختلفة ، محلات الخضار واللحوم والكماليات الأخرى ، بل وبعض المطاعم التي اتخذت لها مكاناً جانبياً على هذا الممر ..
يبدو أن حيوية المكان قد سرت فيها تلك النسمات المنعشة التي اختلجت عبر أثيرها الهامس عذوبة وصفاء .. مدينة سويسرية .. بسحنة إيطالية ! اللغة المتداولة هنا الايطالية .. الوجوه إيطالية .. بالرغم من أن المدينة سويسرية .. طابع المحلات والأكشاك إيطالي حسبما تبين لي من أكشاك الخضروات وبعض التحف ، والجيلاتو ( الآيس كريم ) ..وهنا لابد أن تتوقف قليلاً وتضيع بعض الوقت من أجل أن ترنو ببصرك في كل الاتجاهات ، تتأمل المباني ذات الألوان البسيطة الجذابة ، وتلك الشبابيك الكلاسيكية التي أعطت للمشهد كمال بهاءه ،وكذلك إمعان النظر فيما حولك لمشاهدة الباعة ومحلاتهم المختلفة ..وسط هذا الجو الماطر المنعش ..
مشاهدة محلات الفواكه والخضروات في هذه المدينة سيكون أمراً معهوداً للسائح والمتجول في ثناياها .. أشبه بمحطات للمشاة يتذوقون منها ماطاب لهم تذوقه .. كان لون الفاكهة ناصعاً ومظهرها شهياً للغاية .. من الصعب أن تقاوم فليس لك إلا أن تشتري بعضاً مما يأسر عيناك من بريقها الأخاذ .. ذلك البريق الذي اكتسبته من جمال الطبيعة .. ويغامرني شعور غامر بالفرحة ، وأبدأ في الاسترسال لهذا الجمال الجارف والذي أطار النوم من مقلتي لأعيش وهج اللحظة ولحظة الوهج .. آه .. ما أروع أن ننتقل في زمن وجيز من جو حار مشمس مغبر إلى مكان بارد منعش ماطر وسماء ملبدة بالغيوم .. وجبال تسجي هاماتها السحب .. وبحيرة فاتنة تتهادى فيها المراكب ويعوم في الأوز .. ومبانٍ جميلة ومحلات شتى تتوزع بين طيات البلدة القديمة ..
تناثرت الساحات الصغيرة في طيات البلدة القديمة وأضحت واحات يلتقط فيها الغادي والرائح الأنفاس ، يميل ببصره تلو ما أحاط به من المباني الجميلة والمحال الأنيقة .. هكذا كنت أسير ,, أتتبع كل شاردة وواردة .. امتع سمعي بنغمات المطر المتساقط على اسطح المنازل وأسقف المحال .. وفي كل ثنية من ثنايا إحدى الساحات التي أمر بها في طريقي .. أبدأ في تخمين المشاهدات التالية بعد أن أنعطف إلى أحد الممرات التي تتفرع من هذه الساحات الصغيرة ..
أنواع شتى من الثمار ، من مختلف الأشكال والأحجام .. والألوان كذلك .. يسقى بماء واحد فسبحان الله الخلاق المتعال .. لم أشأ أن أتوقف هنا كثيراً فقد باتت هذه المحلات مألوفة لناظري ولابد لي من رؤية مالم تألفه عيناي من قبل من مفاتن هذه المدينة الخلابة .. طفقت أسير في دربي متجهاً صوب البحيرة .
وهنا قررت الالتفات صوب الجهة الأخرى لساحل البحيرة لألتقاط هذه الصورة التي تظهر فيها العبارة البحرية التي تأخذ السياح في جولة على البحيرة أو عداها من الوجهات لبعض المناطق والبلدات القريبة من لوغانو ..
وحين نأت بنا المسافة قليلاً عن لوغانو الساحرة ..
دعتني نفسي إلى إلقاء نظرة أخيرة عليها ...
فهاجت الذكريات .. وتذكرت روائع السويعات الحالمات .. تنبض بوهج الجمال .. ولآلي الأقمار تبرق في مخمل الليل، والمواويل رقراقة تسيل .. لمحت لوغانو وهي تودعنا بعذوبة .. وتعاتبنا برقة قاسية .. ( أن إبقوا ! ) .. فما تلبثتم لدينا إلا يسيرا .. وهيج ذلك شجوناً مضت وتذكرت قسوة الفراق حين غادرنا بريغنز Bregenz قبل 3 سنوات ..فأعاد التاريخ نفسه .. سبحان الله .. ما أشبه الليلة بالبارحة !
وإنداح عذب الشعر في فؤادي هامساً ..أستودع الله في ( لوغانا ) لي قمراً *** في الألب من فلك الطليان مطلعه
وكــــــــم تشـفّــع بي أن لا أفـارقـه *** وللضـرورات حـــالُ لا تشــــفّعُه
وكم تشبث بي عند الرحيل ضحـــى *** وأدمعـــي مـستهـلات وأدمــعـــه
وتذكرت كذلك قول شاعرٍ آخر .. قاسى مرارة الفراق ذاتها .. فشدا ..يامن يعز علينا أن نفارقه *** وجداننا كل شيء بعدكم عدمُ
كفكفي الدمع لوغانو .. أيا غادة إيطالية فاتنة ترتع في أحضان رياض الروعة السويسرية الطاغية ..
سنعود إليك يوما.. لاشك عائدون بإذن من خلق جنان الدنيا والآخرة .. وعسى أن نكون من أصحاب النعيم المقيم الذي لايزول ..
وهنا .. وصلت إلى هذا الميدان الجميل والذي توسطه هذا النصب الذي اعتلاه مجسم جمالي لأوزتان معدنيتان .. حركة الحافلات لم تهدأ في هذا المكان .. كنت تأملت في أن أكون قد اختصرت على نفسي المشوار ووفرت بعض الوقت للوصول إلى هذا المكان لو كان لي علم مسبق بأن للحافلات نقطة توقف هنا .. لكن لاتثريب علينا فلو أننا قد وصلنا إلى هذا المكان لفاتتنا المشاهدات التي مررنا لى جوارها لحين الوصول إلى هذا المكان .. توقفت هنا لبعض الوقت لألتقط الأنفاس .. ولأعيد ضبط إعدادات آلة تصويري التي استمتعت بأخذ حمام معش وسط هذا الجو الماطر .. ولفحص مستوى البطارية من الشحن ، وقد احتطت لأمر التقاط الصور في رحلتي هذه فقد كان في جيبي أكثر من بطاقة ذاكرة ، بالإضافة إلى بطارية إحتياطية مشحونة .. فقد اعتدت أن تضمحل حياة البطارية أثناء لحظات الهيام بالتقاط الصور لأجد الكاميرا تتوقف نبضاتها مع مرور الوقت دون أن أدري .. ولعله من الجدير بمن كان مغرماً بالتصوير والتقاط كل مشهد في رحلته أن يحتاط ويتزود بأكثر من بطارية وبطاقة ذاكرة .. فأوجه الطبيعة الخلابة لاتنتهي .. ولايوجد مدى لالتقاط الصور خاصة في بيئة ساحرة تأسر الألباب !
وأخيراً .. إنتهى بي المسير إلى الشارع الرئيسي في مدينة لوغانو .. لقد وصلت إلى نقطة البداية لجولتي في هذه المدينة .. أنا أقف على رأس الشارع .. والبحيرة تقع في الجهة المقابلة .. والمباني المختلفة الأشكال والألوان والمحال المزدانة بمختلف البضائع والسلع تحيط بالبحيرة كإحاطة السوار بالمعصم ، آن لي أن أبدأ جولتي الحقيقية في لوغانو الآن !!
يالسعدي ،، هاقد تبدت البحيرة الجميلة أمامي ، ليس بيني وبينها إلا أن أجتاز هذا الشارع .. إنه الشارع الحيوي الذي يلتف على البحيرة وتمثل من فوقه المباني الأنيقة والعمائر الجميلة والفنادق المترفة .. ترنو ببصرك صوب الأفق البعيد فترى الجبال والسحاب في منظر آسر .. وتقترب ببصرك تجاه الساحل فترى المراكب العائمة وأسراب الأوز تتهادى في خيلاء على صفحة المياه الفيروزية .. وإذا اقتربت ببصرك أكثر فأكثر .. ستلاحظ المسار الجميل المنسق والذي تزخرفه الأشجار الوارفة والأكشاك المتناثرة على امتداد مسار البحيرة ، وسترى الناس صغاراً وكباراً .. رجالاً ونساءاً .. يسيرون وسط موجات من الانتعاش التي ذرفتها الغمامة التي تسقف البحيرة ..وهبات النسيم البحري الأخاذ .. بدأت أستجمع نشاطي .. وأفكر في أولى مراحلي للتجوال في هذه المدينة الخلابة ..ولاضير إن تأنيت قليلاً في استكشافي .. فالنهار قد ولد منذ ساعات .. وقد وصلت إلى قلب المنطقة الساحرة في هذه المدينة الخلابة ..
وبينما أنا سائر في طريقي بدأت اجول على المسار الجميل للبحيرة باتجاه قلب المنطقة الحيوية في لوغانو ،استأذنني الأهل في الوقوف عند أحد الأكشاك الصغيرة ثم أتوا إلي ببعض الهدايا الخفيفة من التذكارات التي تحمل اسم المدينة .. لوغانو .. ثم لاحظ طفلي الصغير محلاً للآيس كريم فبدأ يلح علي في طلب شيء منه .. حتى أعطيته سؤله .. فرغم أن البرودة قد عمت المكان وسط هبات النسيم الأخاذ وتساقط جمان الهتان البارد على جسده الغض .. بيد أنني عزمت أن لا أحرمه مما تشتهيه نفسه ، وأن لايحرم من أي لحظة سعيدة تمر عليه في هذه المدينة ..ومن حقه الاستمتاع كذلك فهو أحد أعضاء الرحلة الميامين .. ثم طفقنا نسير عبر كورنيش البحيرة ..حتى وصلنا إلى هذه النافورة البديعة الجمال ، كاللؤلؤة التي زينت صدر الحسناء .. تلك الحسناء التي اسمها لوغانو .. اخذت قسطاً من الراحة إلى جوار هذه النافورة الجميلة ، وأخذنا نصيبنا من الصور .. لتكون تذكاراً لاينسى لمدينة ستظل ذكراها محفورة في الخاطر ..
بعد ذلك أطرقت النظر فيما حولي من الجماليات حول البحيرة فإذا بي أشاهد هذه النافورة الأخرى والتي لاتقل جمالاً عن سابقتها .. فلم ننسى أن نعطيها حقها من الصور .. فنحن نحتار أينما يممنا في ربوع هذه المدينة الحسناء .. صرنا لانسير خطوة أو خطوتين إلا وتستوقفنا إحدى المفاتن الجميلة في المدينة ، كل فتنة تدلي بحجتها كي تستهلك شيئاً من ذاكرة الكاميرا .. وكما أسلفت .. فقد كان لدي سابق علم بهذه البيئة الجميلة التي كانت بانتظار قدومنا إليها فأحتطت بشأن ذاكرة الصور ومخزون الطاقة التي تسري في جسد الكاميرا .. أسترحنا هنا قليلاً .. وبدأنا نتأمل المنطقة التي نحن في محيطها .. لنرصد فتنة أخرى في هذه المدينة البهية ..
ومن هنا ، تراءى لي هذا الشارع الذي هو مضمار تجوالنا في المدينة ، وهذه الأرصفة الجميلة المنسقة .. وسط حركة السيارات التي لاتهدأ ..
لفت نظري هذا المجسم الجمالي الواقع داخل هذه الحديقة الصغيرة الرائعة التنسق والتي تقع قبالة البحيرة الخلابة .. فكرنا بالاستراحة هنا لكن عند إعادة التفكير .. رأيت أن تجوالنا في لوغانو هو بمثابة استراحة من نوع آخر .. استراحة ممزوجة بالمتعة ومشاهدة المفاتن التي تزخر بها لوغانو .. فلن نشعر بالتعب في مدينة كهذه .. ولن يتسلل إلى قلوبنا شيء من الملل .. لأننا كنا واثقين أن هناك ماسيبدده ..توقفت دموع الهتان عن النزول .. وبدأ الجو يشرع انشراح أبوابه على مصراعيها .. تبدى ذلك لنا من خلال سرعة سريان النسمات العليلة التي زاد هبوبها .. تلك النمسات العليلة التي تطرق الهاجس الناعس .. إذ يبدو أن لوغانو تمر بحالة من السرور .. كيف لا وقد قُدر لها أن تحتل هذه البقعة الخلابة من العالم !
كان منظر البحيرة بالفعل أخــآذ ..
أجل !! ..
كان آخاذ ! ..
حاولت اجتياز الطريق لمعانقة البحيرة .. ولكن وجدت نفسي بلا حراك .. فقد كانت قدماي مستمرتان بفعل منظر البحيرة الفتان ! .. يالله .. وما اروع هذا المكان .. وما أبهى هذا السحر المبين ! .. وببراعة لم تكن في الحسبان .. كسرت قيد جمودي وتمكنت من التحرر من هذا التسمر الذي كبلني للوصول إلى هذه البحيرة الخلابة ..وأجتزت الطريق إلى أن وقفت على ضفاف البحيرة ، فتأملت المراكب الجاثمة على ضفافها .. مراكب ( البدّالات ) التي توزعت هنا وهناك .. فكرت في استقلال أحد هذه المراكب لأخذ جولة ماتعة في البحيرة الساحرة ، وسط هبات النسيم الممزوجة بقطرات الندى التي لامست الفؤاد قبل أن تلامس البدن .. والتفت يمنة ويسرة لعلي المح المسؤل عن تأجير هذه المراكب .. فلم أحظى بمشاهدته .. فقررت الانطلاق في مشواري متخذاً من هذا المسار الجميل الذي امتد بمحاذاة البحيرة .. وتأملي لمياهها المتماوجة بالمراكب العائمة .. وبما عام عليها من الأوز التي داعبته الأمواج برقة وتحنان..
ووصلت إلى هذه المنصة التي امتدت داخل البحيرة والتي خصصت للوصول إلى المراكب الطافية على صفحة البحيرة .. مررت عبر هذا الجسر الصغير حتى منتهاه .. وبدأت أتأمل الأفق المستنير بروعة اللازورد في أجواز الفضاء ..ذلك الأفق الذي احتجبته الجبال السامقة .. والغيوم الهلامية البديعة .. وأنا سادر في هيامي ، أرقب بشاعرية بحيرة لوغانو .. يشجيني عزف أمواج البحيرة على صخور المرفأ .. وأصوات الأوز التي بدت سعيدة بهذا الجو البديع .. تمنيت لحظتها لو أني أوزة أعيش في هذا المكان الساحر .. لاهم يشغلني ولا نصب ولا وصب .. فما أسعدهم بهذا الحال ..لقطة من جانب المرفأ .. وقد بدت فيها البحيرة الفاتنة ، ويُشاهد فيها مجموعة المباني التي بدت مشدوهة بجمال البحيرة الخلاب .. وأنى لها ان تلتفت يمنة ويسرة .. وهذا الجمال قد أسرها !
وبينما أنا سائر على ضفاف البحيرة .. إذا بي ألمح هذا القطار الصغير .. فقررت التوجه إليه ، لأخذ جولة بانورامية مابين البحيرة والمباني المزركشة .. وسار بنا القطار الصغير مخترقاً الشارع الرئيسي في لوغانو .. حرصنا على الجلوس في آخر العربات وأنظارنا للخلف .. كي نشاهد الصورة الحية للمدينة ، في خضم حركة السيارات الدائبة .. وزحف المشاة الذي لا ينقطع ..
مررنا بهذا الفندق الرائع والذي يعتبر أرقى وأجمل فنادق لوغانو .. فندق ( عدن) حيث تبدى لي وكأن الذين بنوا الفندق أطلقوا عليه هذه التسمية في جنة عدن الأرضية - لوغانو - تيمناً بجنة عدن ..وشتّان بينهما ! .. نسأل الله من فضله العظيم .. لم أفوت على نفسي التقاط هذه الصورة أثناء مرور القطار الصغير بنا إلى جواره ..
والتف بنا القطار الصغير إلى أحد الشويرعات الصغيرة داخل المدينة ، لتتبدى لنا مجموعة من التحف والمجسمات الجمالية والتي صيغت بمهارة وإتقان على ضفاف بحيرة لوغانو الساحرة ..
ومن هنا .. مر بنا القطارالصغير أيضاً ..
وفي الصورة .. أحد المجسمات الجمالية .. تتبدى فيها الرقعة الخضراء التي زادت من جمال مضمار البحيرة جمالاً إلى جمالها ..تمنيت لو أنني قفزت من مكاني أثناء سير القطار الصغير بنا من هذا المكان كي استمتع بالتجوال في هذا المكان البديع ، ولأحبس ظل هذا المكان الفتان على سجيتي دونما عجل ولا وجل..
وهنا مجسم آخر .. لايقل بهجة عما سبقة من معالم جمالية .. نماذج صيغت بحس فني راقٍِِ .. زركشت هذا الشاطيء الجميل ، الخضرة والماء والجو الحسن .. سبحان الله العظيم .. مناظر آسرة .. لم تملها العينان .. ترى .. هل سيكون لدي متسع من الوقت للعودة راجلاً إلى هذا المكان بعدما يحط بنا قطارنا الصغير في نقطة انطلاقنا الأولى ؟! أدركت أن هذه المدينة لايكفيها مرور عابر .. بل تمنيت لو أنني أقمت فيها لبضع ليال .. وربما سيكون هذا مستقبلاً إذا كتب لي ربي عمراً ..
وهنا مسحة جمالية خلابة أخرى لم أشأ تفويتها .. حقاً أن المار بهذا المكان سينسى نفسه .. وسيمر الوقت عليه سريعاً دون أن يدري ..كم سيكفيك من الوقت للاستمتاع بكل مشهد ساحر آسر !
ومررنا إلى جوار هذا المسار الجميل الذي يخترق إحدى الحدائق الخلابة في لوغانو .. وقد اصطفت في بدايته محلات الايس كريم وكافيتيريا تركية صغيرة.. إضافة إلى بعض محلات الهدايا والتذكارات ..
شدني شكل هذا المبنى وقررت الحاقه بما سبقه من الصور التي احتبستها في جوف كاميرتي .. لازلت في أول أيامي في رحلتي التي تستغرق 16 ليلة .. في كل مدينة سأقضي يوم أو يومان أو ثلاثة .. ولك أن تتخيل عدد الصور التي ستتهاوى إلى كاميرتي المتواضعة .. أدركت حينها بعد العودة إلى بلادي أن صوري قد تجاوزت العشرة الآف صورة !!وصلنا إلى قلب لوغانو .. وقد بلغ منا الجوع مبلغه .. فقررنا الاستراحة هنا وتناول وجبة الغداء في هذا المطعم الماثل أمامي .. ماكدونالدز .. دخلت إلى المطعم فوجدته يعج بالزبائن ولم يتسنى لنا العثور على طاولة شاغرة .. فقررنا تناول طعام الغداء في الخارج .. زاد من متعة تناول الغداء توافد الحمائم والعصافير على طاولتنا حيث حط أحد الطيور على الطاولة في جرأة وبسالة وأقتنص شيئاً مما كنا نستطعمه .. بدا الأمر مسلياً لطفلي فقام بتفتيت وجبته وقام بالقائها للعصفور الذي استحسن تصرف طفلي الصغير .. إلا أن الأمر تطور قليلاً فإذا بالطيور تتوافد الواحد تلو الآخر على طاولتنا .. وكذلك الطاولة المجاورة لطاولتنا .. لننسى أنفسنا ونقلد صغيرنا .. ولنقدم للطيور شيئاً من الطعام .. حتى أدركنا في النهاية أننا قد أطعمنا الطيور ونسينا أنفسنا !
بعد تلك الجولة الجميلة بالقطار الصغير إلى جوار البحيرة ووسط شارعها الحيوي ، مجتازين المباني والفنادق الأنيقة التي اصطفت على جنبات الطريق الرئيسي .. وصلنا إلى نقطة إنطلاقنا الأولى .. لنجد هذه العبارة تستعد للانطلاق ببعض المسافرين والسياح .. فقررنا تجربة هذه العبارة لأستغلال كل لحظة من لحظاتنا في لوغانو الحالمة ..
لقطة من ساحل البحيرة أثناء وقوفنا مع السياح الآخرين والذين احتشدوا بانتظار إبحارالعبارة بنا داخل البحيرة ..
يبدو أن العبارة التي كنا بصدد استقلالها قد غادرت المرفأ .. فشعرنا بخيبة أمل .. بيد أن يأسنا قد بدده قوم عبارة أخرى إلى مرفأنا ..
ولم يكن بمقدور نجلي الانتظار أكثر فأكثر لتجربة ركوب العبّارة .. فتقدمنا ناحيتها .. وبدأ الجميع بالاستعداد لمغادرة هذا المرفأ والتوجه للعبارة الماثلة أمامكم ..
لحظة تامل ..
بدت لي هذه الأوزة العائمة على وجه الماء .. كملكة للجمال ، تتأمل صورتها على الماء .. في جنة من جنان الرحمن في الأرض.. لاتحرك ساكناً بالرغم من مغازلة المياه لجسمها الغض من حولها ، وتداخل الموجات حول بدنها الناعم .. أترى .. مالذي كان يختلج في صدرها ؟ أكانت تسترجع أيام الماضي الذي فات ؟ حينما كانت مع صويحباتها يتدافعن وسط الماء ؟ أم أنها باتت حزينة أنها ستفارق هذه الدنيا التي عاشتها في بحبوحة النعيم الزائل ؟ وددت لو أنني قفزت من مكاني إلى المياه ، لأقترب منها .. واستلهم منها ماتشعر به وماتكتنزه من همومها .. فلعل إن كانت مغمومة .. بددت لها حزنها وأشعرتها أنها أسعد حالاً من كثير من بني البشر .. أما إن كانت في لحظة استرخاء واستمتاع .. فسأتركها في حالها لتعيش حياتها السعيدة .. حينما أرى هذه الطيور تسبح في البحيرة .. يتسلل إلى خاطري شعور شجي ، يحمل في طياته معاني الجمال .. وإبداع الخالق جل جلاله .. وأرقب حركتها التي لاتهدأ .. فتارة تعوم .. وتارة تغطس رأسها في جوف المياه .. وترفعه إلى السماء في مشهد يتبدى لي فيه إحساسها بالنعيم التي تتمركز فيه ، وبنعمة الله وتسبيحها له سبحانه .. نسأل الكريم المنان من فضله ونسأله نعيماً لايزول ..
بدت لي هذه الأوزة العائمة على وجه الماء .. كملكة للجمال ، تتأمل صورتها على الماء .. في جنة من جنان الرحمن في الأرض.. لاتحرك ساكناً بالرغم من مغازلة المياه لجسمها الغض من حولها ، وتداخل الموجات حول بدنها الناعم .. أترى .. مالذي كان يختلج في صدرها ؟ أكانت تسترجع أيام الماضي الذي فات ؟ حينما كانت مع صويحباتها يتدافعن وسط الماء ؟ أم أنها باتت حزينة أنها ستفارق هذه الدنيا التي عاشتها في بحبوحة النعيم الزائل ؟ وددت لو أنني قفزت من مكاني إلى المياه ، لأقترب منها .. واستلهم منها ماتشعر به وماتكتنزه من همومها .. فلعل إن كانت مغمومة .. بددت لها حزنها وأشعرتها أنها أسعد حالاً من كثير من بني البشر .. أما إن كانت في لحظة استرخاء واستمتاع .. فسأتركها في حالها لتعيش حياتها السعيدة .. حينما أرى هذه الطيور تسبح في البحيرة .. يتسلل إلى خاطري شعور شجي ، يحمل في طياته معاني الجمال .. وإبداع الخالق جل جلاله .. وأرقب حركتها التي لاتهدأ .. فتارة تعوم .. وتارة تغطس رأسها في جوف المياه .. وترفعه إلى السماء في مشهد يتبدى لي فيه إحساسها بالنعيم التي تتمركز فيه ، وبنعمة الله وتسبيحها له سبحانه .. نسأل الكريم المنان من فضله ونسأله نعيماً لايزول ..
وأنقل بصري إلى صفحة البحيرة الساحرة .. لألمح طيوراً أخرى تتهادى فوق المياه ، وبعضها قد زاد من سرعة تبختره في جوف البحيرة لتلافي العبارات الغادية والرائحة .. وإذا نقلت بصري خلف البحيرة ورأيت هذا الجبل الأشم وإنعكاس خياله على سطح الماء .. بات لمشهد البحيرة جمال من نوع آخر .. جمالاً يؤجج الهيام !
والغيوم ؟؟
آآآه .. يالجمال الغيوم ..
الغيوم لاتغيب عن العين .. تتماوج في كبد السماء .. وتنثر بلورات الماء الزلال على هامات الجبال .. لتتدفق من فوق الأخيرة أنهاراً تتحدر من عليتها حتى تذوب في قلب البحيرة ..
أنقل بصري إلى الجهة الأخرى .. فأرى المباني ترمق غزلاً الجبال التي تقابلها من الجهة الأخرى من البحيرة ، وأينما يممت بصري .. فلا أرى إلا الوداد يكتنف المكان .. وحناناً يتدفق عبر الأثير ..
بعد أن توافد الركاب إلى داخل العبارة .. والتي ستحملهم إلى وجهات شتى .. كانت وجهتنا قصيرة .. جولة قصيرة داخل البحيرة .. ومن ثم .. الانتقال إلى معلم جمالي رائع من معالم لوغانو الساحرة .. وبالرغم من أن المطر قد بدأ يتهاوى من أحضان السماء .. إلا أنني آثرت الخروج إلى المنصة العليا في العبارة لملاقاة هذا الضيف العزيز وإحتضانه احتضان الحبيب الذي قدم من غيبته الطويلة .. وذلك الضيف هو المطر ..
وانطلقت بنا العبارة داخل البحيرة .. سرت في بدني قشعريرة ممتزجة بالانتعاش وبالبرودة في الوقت ذاته .. والهتان بدأ يتساقط رويداً رويداً حتى اشبع ملابسي بللاً .. فلا حرج بالنسبة لي من ذلك فهذا البلل الذي اصابني من أديم السماء ماهوم إلا تحية القتها علي الغمامة التي اعتلتنا في ذلك اليوم .. لقد انغمست في الطبيعة السويسرية حتى الثمالة .. فلم أعد افكر بشيء آخر سوى أن يستمر هطول المطر على ملابسي ..بل وليغرقني وأغرق أكثر وأكثر تحت أمواج متعالية من الهيام..
العبارة تبتعد بنا عن المرفأ شيئاً فشيئاً ، وبدأت الرؤية لهذه الدنيا تأخذ في الإتساع رويداً رويداً .. في كل لحظة أتحرى مشهداً أجمل في لحظة اتساع الأفق أمام ناظري .. والتقط الصورة تلو الصورة .. والمركب يسير بنا مبتعداً عن الشاطيء .. وهبات النسيم تبدأ في الإشتداد مع إسراع العبارة وتلاعب الأمواج التي تثيرها من حولها بها ..
----------------------------
مقطع من تصويري للعبارة اثناء بداية إبحارها
------------------
وهنا مشهد لفندق Eden الذي مررنا به آنفاً .. وكم هي تجربة جميلة التقاط الصور من داخل العبارة ومشاهدة بعض المناظر التي تتجلى بصورة أوسع للمرتحل عبرها والتي لايمكن الإلمام بها أثناء وجودي على اليابسة ..
توقفت بنا العبارة عند أولى محطاتها .. ونزل منها بعض الركاب .. وكنا مع من غادروها .. لنقطع هذا الشارع ونتوجه إلى قمة سان سلفاتور الرائعه التي تشاهد منها المدينة من الأعلى ، حيث تتبدى لك البحيرة والمباني والجبال الشامخة والسحب التي قد تتداخل معها في منظر لايوصف .. في الصورة يظهر فندق فيكتوريا أحد الفنادق الجميلة في لوغانو وهو من فئة الأربع نجوم ..
ومن هنا .. مررنا بهذا الفندق وهو فندق الهوليدي إن .. من الفنادق الجميلة كذلك في لوغانو .. كنت أتوقع أنه يبعد مسافة بعيدة عن قلب المدينة إلا أنني لاحظت أن المسافة ليست بذاك البعد عن مركز لوغانو .. إضافة إلى وجود محطة إنطلاق للقطار الصغير بالقرب منه ، كذلك توفر وسائل النقل العام إلى جواره .. وقد سبق أن حجزت في هذا الفندق 4 ليالي غير مرتجعات العام الماضي إلا أن بعض الظروف حالت دون السفر إلى هناك .. ولم أستفد من حزي لذلك الفندق سوى بعض النقاط التي اضيفت لعضويتي في برنامج العروض الخاصة بسلسلة فنادق الهوليدي إن ..
وصلنا لمدخل العربة الكهربائية التي تصعد إلى قمة سان سلفاتور .. وبالرغم من أن نهار هذا اليوم قد شارف على الرحيل .. فقد ظننت أن محطة العربات قد أوصدت أبوابها لإنتهاء يوم عملها .. إلا أنني لاحظت عند دخولي للمحطة أنه لازال هناك متسع من الوقت للصعود .. فقمت بشراء التذاكر .. وانتظرنا لحينوصول عربة قادمة أخرى من الأعلى إلى الأسفل ..
بعد وصول العربة قمنا بالولوج إليها .. وبدأت العربة تصعد شيئاً فشيئاً على السكة الحديدية التي وضعت خصيصاً لها .. كانت العربة خالية من الركاب فلم يكن فيها سواي وأسرتي .. وربما استحسنت هذا الشيء الذي رأيت أنه يضيف شيئاً من الخصوصية في رحلتنا هذه ..
منظر للعربة التي سنستقلها والتي ستصعد بنا إلى قمة سان سلفاتور ..
وهذا هو المسار الذي ستسلكه بنا عربتنا صعوداً للوصول إلى القمة ..
وبدأت العربة في الصعود .. ومع مرور الوقت إذا بالرؤية تتسع شيئاً فشيئاً .. وتتبدت لنا لوغانو بصورة أكبر من سالفتها .. كنت أتحرى أن تصعد بنا العربة أكثر فأكثر حتى يتسع مدى الرؤية وألتقط صوراً أشمل للمنطقة التي تحتضننا ربوعها ..
أثناء ارتفاع العربة بنا شيئاً فشيئاً إذا بنا نمر من فوق مسار سكة القطارات التي تربط ايطاليا بسويسرا ..
مشهد من سكة العربة اثناء الصعود إلى أعلى .. بدأ الجو في البرودة شيئاً فشيئاً .. وبدأت أصوات السيارات وحركة المدينة في الأسفل تخبو في مع كل لحظة تصعد بنا فيها العربة إلى الأعلى .. بينما لوغانو مشغولة في إماطة لثامها عن محياها الفتّان .. شيئاً فشيئاً ..
ومع كل لحظة ترتفع فيها العربة فوق السكة إلى الأعلى تبدأ البرودة في السريان إلى مفاصلنا .. ويتكثف الهواء مشكلاً هذا الضباب الذي بدأ يعم المكان ..
في النهاية .. وصلنا إلى منطقة القمة وكانت خالية من الناس .. لم يكن فيها سوانا .. البرودة في إزدياد .. والضباب قد بدأ يسجي منطقة القمة .. حتى بدأت قطرات الهتان في رشقنا ونحن في هذا المكان .. كانت منطقة القمة عبارة عن ساحات متعالية عن بعضها البعض .. ويوجد في الساحة الرئيسية هذه مطعم ومقهى في الهواء الطلق إضافة إلى مطعم مغلق ..
لقطة من بعض الجلسات الخارجية للمقهى في الساحة الرئيسية لمنطقة القمة .. لم يكن الجلوس هنا أمراً مهيأً لنا .. حيث البلل قد عم المكان .. وجلل المقاعد والطاولات كذلك ..
ومن هنا بهرني هذا المنظر البانورامي الساحر .. والإطلالة الخلابة على بحيرة لوغانو ، في مشهد لاتصفه الكلمات ، ومنظر من أروع المناظر التي رأيتها في حياتي !
نسيت نفسي في هذا المكان .. وبرغم القشعريرة الباردة التي سرت فيني إلا أنني أرى نفسي معذوراً بإطالة المكث في هذا المكان ..زاد من روعة المكان هدوءه .. أحسست بخصوصيتنا في هذا المكان وشدني أكثر منظر الغمام الذي بدأ خجولاً في الولوج إلى كبد السماء من بين ثنايا الجبال !
قررنا التوجه إلى الداخل بعد زيادة تهاطل المطر ، وقررنا تناول شيء من القهوة في هذا المقهى الأنيق ..
ومابين فينة وأختها .. كانت يدي تختلس كاميرتي من جيبي لأعود إلى ذات المكان الرائع ذو الإطلالة الساحرة على البحيرة لإلتقاط المزيد والمزيد من الصور .. كم كانت الحيرة تأسرني بعنف وأنا في هذا المكان .. فمع كل ضغطة للعدسة واقتباس المشهد الخرافي الماثل أمامي ، اشعر بأن هناك منظراً آخر يمثل من أمامي .. لأعاود حبس الظل بين هنيهة وأخرى .. سبحان الله العظيم مبدع هذا الكون .. سبحان من اعطاهم هذه الطبيعة والجمال .. اللهم إنا نسألك نعيماً دائماً لايزول .. سبحان الله العظيم .. بالأمس في مثل هذا الوقت حينما كنت في بلادي كنت أغلق النوافذ والأبواب وأمتنع عن الخروج بسبب الغبار .. أما اليوم وأنا واقف هنا فالعكس .. أخرج من الأماكن المغلقة إلى الأماكن المفتوحة .. وأحلم أن أطير في هذا الجو وأن يتخللني بكل مافيه من جمال وروعة وانتعاش ..
من ذاك المكان .. قررت أن اقوم بجولة على المنطقة المحيطة بالمقهى الداخلي .. لألمح هذه الجلسة المكشوفة في الناحية الأخرى والتي تطل اطلالة لاتقل جمالاً عن الإطلالة السابقة ، إلا أن المكان قد تسوّر بالسحاب !! ما أعظمك يالله وما أعظم صنعك سبحانك .. ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ..
عدت إلى المقهى الداخلي ثانية بعد أن اشتد البرد وأستأنف المطر هطوله ..حتى شعرت بأنني بحاجة لتدفئة جسدي ببعض القهوة المنعشة في هذا المكان الدافيء..
ولم أفوت على نفسي الجلوس في هذا المكان للاستمتاع بهذه الاطلالة الرهيبة على البحيرة ..
وظللت مشنفاً بعبير القهوة الزاكية والمنظر الساحر الذي استوقفني عن التفكير بأي شيء آخر .. كانت لحظات لم ولن تغب عن بالي .. لحظات السكون المطبق ونحن بعيدون عن العالم في هذا المكان .. لم يخترق هذا السكون سوى ذرات الهتان التي تتوالى من خلف زجاج المقهى ..وأنفاسي ونبضات فؤادي الهائمة بهذا السحر المبين ..
ولم أنس التقاط صورة لكوب القهوة التي أسكنت الدفء فيني وأشعرتني بأني أالقهوة فوق الغمام .. كنت وددت لو أن معي يراعي .. كي أضخ ماحواه من مداد على صفحة السماء ، أعبّر عن ما بداخلي .. وبما يهيج من بين اضلعي من مشاعر لايتسع لها كتاب ، إلا أنني لم أكترث لذلك كثيراً .. فمشاعري لن يفيها مداد .. وإن استرسلت في الكتابة فلا أدري متى سأتوقف .. وإلى أين سأصل .. قد أراني عبرت البحار والأنهار ، وسموت على الجبال والوديان .. وارتحلت عبر القارات إلى حيث المجهول ..فأراني قد نسيت نفسي وأهلي وأصدقائي وأحبابي لأجدني سادراً في عالم النسيان .. فأحاول أن اعود لواقعي فلا أقدر حيث قد يكون مدادي قد توقف حينها ، فلا يكون لي راحلة تعيدني إلى واقعي الذي جرفني عنه بعيداً تيار مدادي ..
بعد قضاء وقت شاعري في ذلك المقهى الداخلي .. قررت الخروج إلى هذه الساحة لألحظ هذا الممر الذي يؤدي إلى ساحة أخرى .. ومن جانبه درج يصعد إلى ساحة أخرى أعلى من سابقتها .. حاولت أن اتقدم فإذا بالبرودة تخالج بدني .. وذرفات الهتان بدأت من جديد في النضح علينا .. أما الضباب ؟ فقد احتل المكان ..
وهنا لمحت لافتة تشير إلى منطقة القمة ( سان سلفاتور ) وقد تم توضيح أوقات الدخول والعودة منها وأسعار تذاكر الصعود بالعربة ..
وأرمي بنظرة على بعض الطاولات التي سكنت تحت بلورات المياه المنسدلة من أفواه الغيمات ..
وسلكت دربي صوب إحدى الزوايا .. لأمتع ناظري بمشهد السحاب الذي لفنا وجعلنا في غلالات من نسيم نديّ تداعب فيه قطرات الهتان وجهي بنضححها العذب الزلال..
يا الله .. ليت لي أن أقيم طيلة حياتي في هذا المكان .. وأعيش وحدي هنا حيث الغمامة تكون أنيسي والمطر جليسي ..
وهنا لاحت لافتة لناظري تشير إلى منطقة المشاهدة للمنطقة الواقعة أسفل القمة .. كل شيء مهيأ لزوار هذا المكان الخلاب ..
أما هنا .. فلمحت لوحة علقت على أحد جدران المنتزه ، لوحة لبحيرة لوغانو والتي يتم مشاهدتها من هذا المكان المرتفع ، وبالرغم من أني قد التقطت للمنظر الحي أكثر من صورة إلا أن قطرات المطر شدتني لحبس تلك الذرات المائية وهي مسجاة على هذه اللوحة المعلّقة..
ومن هنا تراءى لي برج الاتصالات المنصوب في أعلى نقطة في القمة ، وقد بدأ الضباب يعانقه في مشهد بديع !
أظن أنني قد مررت من هنا قبل قليل .. يبدو أن الضباب بدأ في الألتفاف حول المكان .. ونحن في نهاية النهار .. سمعت منادي عربة القاطرة الصغيرة التي حملتنا إلى هذا المكان يلفت انتباهنا إلى أن العربة ستغادر المكان متجهة إلى الأسفل فقد التهم الوقت سريعاً لحظات السكون والإنسجام .. وشارفت منطقة سان سالفاتور على اقفال ابوابها للزوار ..
------------------------
مقطع من تصويري للعربة أثناء النزول من أعلى قمة سان سلفاتور
صعدنا إلى العربة وبدأت تتحرك متوجهة بنا نحو الأسفل ..ومررنا بالمناظر التي شدتنا حين صعودنا للقمة ..
لقطة أخرى من داخل العربة للمنطقة الواقعة في الأسفل .. بدأت العربة تقترب بنا من محطة الصعود .. وبدأت تتبدى لنواظرنا تلك المباني الملونة التي احتضنتها لوغانو ..
وفي النهاية .. وصلت بنا العربة إلى الأسفل .. ونزلنا منها ، وقبيل مغادرة محطة العربات التقطت هذه الصورة للعربة وهي جاثمة في محلها ..
النهار قد أزف رحيله .. بعد مغادرتنا للمحطة .. بدأنا في غذ الخطى والاسراع متوجهين إلى قلب المدينة من حيث أتينا حيث سنتوجه إلى محطة القطار ثم إلى ميلانو حيث نقيم ..
وهنا لمحت هذا المجسم الجمالي والتقطت له هذه الصورة .. وما أكثر المجسمات الجمالية في هذه المدينة ..
اتخذت هذا المسار مرة أخرى للعودة من حيث أتيت ، حيث نقطة المركز في قلب المدينة الحيوي .. أسير عبر هذا الممر الجميل .. وأنا استرجع مشاهداتي في هذه المدينة الجنة .. بحيرة ساحرة عن يميني .. ومبانٍ أخرى جميلة تتنوع بين محلات البضائع الفاخرة والماركات العالمية والمطاعم المختلفة والفنادق الراقية تزين المسار الجميل الملتف على بحيرة لوغانو .. ما أجمل تلك اللحظات التي كنت اتهادى فيها على شاطيء بحيرة لوغانو .. لحظات ستظل محفورة في النفس .. وياسبحان الله العظيم مبدع هذا الجمال .. أتأمل المكان الذي احتضنني ، إضاءة كونية خافتة .. هتان يتساقط .. نسيم منعش أخاذ ممزوج بعذوبة مياه البحيرة يهيم في داخلي وينعش الرئتين المتعبتين من اغبرة وأدخنة بلادي الغالية .. اقف لحظات تأمل البحيرة الساحرة .. ثم التفت يمنة لأمتع ناظري بمشاهدة الوز يداعب نفسه داخل البحيرة بإدخال رأسه في المياه تارة ثم إخراجه منها منتشياً بعنفوان الجنة الأرضية .. ألتفت خلفي فأرى عالم آخر .. عالم حي نشط .. حركة السيارات والمشاة من الجانب الآخر المقابل للبحيرة
ثم أعيد البصر تلو البحيرة ، التفت يمنة فلا أرى مدى لهذا المسار الخلاب المرصوف على جانب البحيرة الذي تتخلله الأشجار الباسقة ، والتفت يسرة فألحظ المشهد ذاته .. اعود مرة أخرى ... لأتجول على الأكشاك الجميلة الواقعة على ساحل البحيرة والتي تبيع صنوفاً شتى من التحف والتذكارات والهدايا .. وكذلك تواجد بعض أكشاك التموين والآيس كريم .. وبعض المكاتب التي تخصصت في حجز الرحلات بالعبارة داخل البحيرة .. كم أنت فاتنة يالوغانو .. وكم هو رائع أن أصل اليك في نهاية المطاف كآخر مدينة سويسرية تناهى إليها بصري وحطت رحالي فيها ..كم هو رائع أن تزور مكاناً تطمح لرؤيته من زمن بعيد .. لتجد نفسك هناك وتعيش تجربة جديدة .. ومغامرة مثيرة .. يحدوك حب الاستكشاف والبحث عن كل جديد .. سعدت بزيارة لوغانو أيما سعادة وأنا أجول بناظري بين هذا المكان وذاك .. مابين البحيرة والجبل .. إلى حيوية المدينة الصاخبة ..
ثم أعيد البصر تلو البحيرة ، التفت يمنة فلا أرى مدى لهذا المسار الخلاب المرصوف على جانب البحيرة الذي تتخلله الأشجار الباسقة ، والتفت يسرة فألحظ المشهد ذاته .. اعود مرة أخرى ... لأتجول على الأكشاك الجميلة الواقعة على ساحل البحيرة والتي تبيع صنوفاً شتى من التحف والتذكارات والهدايا .. وكذلك تواجد بعض أكشاك التموين والآيس كريم .. وبعض المكاتب التي تخصصت في حجز الرحلات بالعبارة داخل البحيرة .. كم أنت فاتنة يالوغانو .. وكم هو رائع أن أصل اليك في نهاية المطاف كآخر مدينة سويسرية تناهى إليها بصري وحطت رحالي فيها ..كم هو رائع أن تزور مكاناً تطمح لرؤيته من زمن بعيد .. لتجد نفسك هناك وتعيش تجربة جديدة .. ومغامرة مثيرة .. يحدوك حب الاستكشاف والبحث عن كل جديد .. سعدت بزيارة لوغانو أيما سعادة وأنا أجول بناظري بين هذا المكان وذاك .. مابين البحيرة والجبل .. إلى حيوية المدينة الصاخبة ..
ولايزال الصراع مستمراً مابين خيوط الشمس الذهبية التي تدافع ارتحال هذا النهار الجميل والضباب الذي طغا على الجبال وتناهى إلى البحيرة الساحرة ..
أما الهتّان ؟؟
الهتّان !!..
لازال الهتّان يتساقط من فينة لأخرى .. يبث فين نفوسنا البهجة والإنتشاء ممزوجاً بعبق البحيرة الفوّاح .. وهواءها الأخّاذ !
وهنا أيضاً .. منظر جمالي آخر زاد من روعة الامتداد الأخضر الذي طوق البحيرة الحسناء ..
وأثناء عودتنا من ذات المسار الذي سلكناه آنفاً .. توقفنا عند هذا المحل للآيس كريم ، تحت الحاح طفلي العزيز .. حيث سرت فينا عدوى حب هذا المثلج اللذيذ من طفلنا إلينا..
كان منظر الآيس كريم لايقاوم ، وبالرغم من إزدياد الصقيع مع تهاطل المطر مع نهاية هذا اليوم ، إلا أن ذلك لم يمنعنا من تناول نصيبنا منه ..
ويقترب المساء ، وتزداد حركة المدينة ، وتتسابق السيارات والمركبات ، كلٌ إلى شأنه .. وبدأنا نسعى إلى شأننا كذلك .. متوجهين صوب محطة قطارات لوغانو ..
آثرت أن لا أفارق هذه الفاتنة المتفجرة جمالاً وعنفواناً إلا بحبس هذا الظل في هذا المكان .. فلعله لايكتب لي مستقبلاً العودة إلى هنا ثانية ، لأعيش جمال هذه المدينة داخل هذه الصورة والتي قررت الاحتفاظ بها كخلفية لسطح مكتبي .. ليس ذلك غروراً .. بل لأن الصورة قد أدلت بشهادتها عن جمال لوغانو !
بيد أنه قد ظهر لي أن صورة واحدة قد لاتكفيني ، فأستدرت إلى الناحية الأخرى وحبست ظلاً آخر ، لايقل جمالاً عن سابقه ! فلعلي أرتمي في أحضان هذه الصورة إذا اشتدت أشعة الشمس المحرقة عليّ وأنا في بلادي .. ولأرمي نفسي داخل هذه البحيرة لأطفيء لهيب الحر ولأغمس رأسي في بحبوحة الإنتعاش .. فلن يكن بمقدور الأوز أن ينافسني على ذلك حينها !
ومن هنا ، ومن حيث أتيت .. سلكت هذا الطريق مرة أخرى .. متوجهاً صوب محطة القطارات .. وإلى اليمين مررنا بجوار سوبرماركت coop السويسري المعروف ، وقررنا التبضع منه بعض الاحتياجات التي تكفينا لليلة وليوم الغد .. إلا أننا لاحظنا أن المحل قد أوصد أبوابه منذ الساعة السادسة مساءاً .. فأستأنفنا رواحنا
-------------------------------------
وفي الختـــام ؟؟
وحين نأت بنا المسافة قليلاً عن لوغانو الساحرة ..
دعتني نفسي إلى إلقاء نظرة أخيرة عليها ...
فهاجت الذكريات .. وتذكرت روائع السويعات الحالمات .. تنبض بوهج الجمال .. ولآلي الأقمار تبرق في مخمل الليل، والمواويل رقراقة تسيل .. لمحت لوغانو وهي تودعنا بعذوبة .. وتعاتبنا برقة قاسية .. ( أن إبقوا ! ) .. فما تلبثتم لدينا إلا يسيرا .. وهيج ذلك شجوناً مضت وتذكرت قسوة الفراق حين غادرنا بريغنز Bregenz قبل 3 سنوات ..فأعاد التاريخ نفسه .. سبحان الله .. ما أشبه الليلة بالبارحة !
وإنداح عذب الشعر في فؤادي هامساً ..أستودع الله في ( لوغانا ) لي قمراً *** في الألب من فلك الطليان مطلعه
وكــــــــم تشـفّــع بي أن لا أفـارقـه *** وللضـرورات حـــالُ لا تشــــفّعُه
وكم تشبث بي عند الرحيل ضحـــى *** وأدمعـــي مـستهـلات وأدمــعـــه
وتذكرت كذلك قول شاعرٍ آخر .. قاسى مرارة الفراق ذاتها .. فشدا ..يامن يعز علينا أن نفارقه *** وجداننا كل شيء بعدكم عدمُ
كفكفي الدمع لوغانو .. أيا غادة إيطالية فاتنة ترتع في أحضان رياض الروعة السويسرية الطاغية ..
سنعود إليك يوما.. لاشك عائدون بإذن من خلق جنان الدنيا والآخرة .. وعسى أن نكون من أصحاب النعيم المقيم الذي لايزول ..
--------- إنتهـــى ________آخر الفرسان 2009 ــــــــــــــــــ لوغانو وأحلى الذكريات ــــــــــــــ
------------------
مقتطفات من التقرير القادم في المدونة
---------------------
في Ljubljana تسير ورأسك مرفوع إلى الأعلى حيث تتسامى عيناك دون شعور إلى هامات مبانيها الشامخة البديعة المزخرفة والتي تحكي قصة تمازج الحضارة مع التاريخ .. ولن تخطيء عيناك مشاهدة أحجار القرميد الأحمر المميز الذي يكسو واجهاتها ، تسير بين شوارعها التي تحكي قصة الأمس القريب .. حينما عانى الاتحاد اليوغسلافي المنهار الإنقسام والتفكك إلى دويلات .. نهضت دولة من تلك الدول بسرعة فاقت قريناتها المنفصلات .. فدخلت سلوفينيا التاريخ الأوروبي الحديث من أوسع أبوابه .. وبزغت شمس الحضارة الحديثة على ليوبليانا وأشرقت نجمة برّاقة في سماء أوروبا التي نعرفها اليوم
من هنا بدأت في إكتشاف يوغسلافيا
من جمهورية سلوفينيا
جنة أوربا المفقودة
أوروبا القديمة
من قلب العاصمة Ljubljana
حينما تسير في شوارع العاصمة السلوفينية Ljubljana - ليو بليانا _ لن تشعر بأنك في بلد مغمور تداعت عليه أسوار التاريخ والحروب والإنقسامات
ستشعر بأنك في عاصمة متوهجة بالحياة ، الطرقات التي تحتشد بالمشاة والسياح ..من كل مكان .. والشوارع التي تصدح بحركة السيارات التي لاتتوقف
تعتبر سلوفينيا من أحدث دول اوروبا إنضماماً للإتحاد الأوروبي عام 2004 ، ومن ثم الإنضمام لإتحاد دول الشنجن ، وكذلك من أحدث الدول المنظمة لرابطة اليورو ..
وحينما تسير في قلب المدينة .. متجهاً بخطاك إلى نهرها العتيق ، والذي تقلدت به المدينة كالإسوارة .. ستبدأ الدماء تتقد في شرايينك مع إتقاد الحركة في شوارعها التي تتوالى عليك حتى تصل إلى الساحة الرئيسية بالمدينة ..
أحد المستعرضين في ساحة " بريسيرين "
مشهد عام لساحة ( بريسيرين )
تتوهج على ساحة بيرسيرين بعضاً من أبرز معالم ليوبليانا : الجسر الثلاثي الذي تم بناء القسم الأول منه عام 1842 ومن ثم بناء الجسرين الأخرين من الحجارة عام 1931 على يد المعماري " خوزية بليتشنيك" Jože Plečnik
مبدع مبدع ..يا بومشاااري..
ردحذفدكرتني بأيام سويسراااا.. اما لوغانو فما عجبتنا كثير يمكن الأجواء ماكانت مواتية
الله على هذهالذكريات .. ويكفي انك وصلت احساسك للقوب
لقد اكثرت من الثناء على العذراء
ردحذفوالعذارى يغرهن الثناء
بسم الله ماشاء الله
ابداع يتدفق يا أبو مشاري
تتنقل من رائعة إلى رائعة
والعشاق يلهثون خلف ما تكتب
لوقانو ، الجبال و السهول والماء
هذه الثلاثة كافية بأن تشبع حواس أي سائح متلهف للطبيعة !
اخي المهند
ردحذفسعدت بمروركم العطر
تبقى لوغانو قطرة المطر الوحيدة التي لم تجف بعد فراقها
ولكن مهما كانت تجربتكم الجميلة فان لوغانو في اي وقت تبقى لوغانو !
سرني حضوركم العطر
اخي الكريم ya7eeef
ردحذفوأنا سررت اكثر بمروركم العطر
دمتم بكل الود
اخي الغالي مفرح
ردحذفسرني مروركم المبارك ومالدينا الا بعضاً من لآلئكم الحسان من جميل المفردة وقوة العبارة وروعة التصوير
لقد الهمتنا لوغانو أن هناك جمالاً آخر من نوع خاص لمسته في لمستكم ومروركم البهي على تقريرها
تقبل فائق مودتي وتقديري
ابدعت أخي .. والصور نقلتني الى حيث كنت
ردحذفكل التحايا
ماجد
مراحب اخي الكريم ماجد
ردحذفسعدت بزيارتكم الكريمة للتقرير
وأتمنى ان التقرير قد نال استحسانكم
دمتم بحفظ الكريم المنان
مشكور على ها المجهود الخرافي والي بصراحة الم بجميع التفاصيل والاماكن الي في لوجانو الساحرة
ردحذفانا كنت في لوجانو في شهر 6 الماضي جلست فيها 3 ايام صراحة مدينة ترضي جميع الاذواق يعني مدينة ماينمل منها
لكن مستغرب انك ما بيت في لوجانو مع انه تسوى
وبالتوفيق يارب
Tariq
سويسرا شي عجيب
ردحذفوصورك طلعت الموضوع اروع
تحيات اخيك
الحمدلله على السلامة تقرير في قمة الروعة الله يخلي لك عيالك ويحفظكم انشاءالله
ردحذفالأخوة الأعزاء
ردحذفطارق
dreamer
اشكر لكم مروركم العطر شرفتم الموضوع
دمتم بود
------------
اخي الكريم غير معرف اشكركم على مروركم المبارك ومشاركتكم الطيبة والله يجزاك خير ويصلح الحال
وجعل ماكتبتموه في ميزان حسناتكم
دمتم بود
-----
اخي الكريم ابو رؤى
اسعدني حضورك الكريم والاروع وجودكم النير
كل الود
الاخ ابومشاري
ردحذفكل عام وانت والاهل بخير
ماشاء الله تبارك الله دائما مبدع اخوي ابو مشاري
ردحذفتقرير اكثر من رائع
اخي الكريم تشرفت بزيارتك العطرة والأروع حضوركم المبارك
ردحذفوكل عام وأنتم بخير
allh yatek al afea ala alswar ana alhen fi swesra wbkrh raeh ala legano mn bad alswar
ردحذفمساء الانوار أخي الكريم المهند
ردحذفسعدت بتعليقكم الكريم واسأل الله أن يحفظكم في حلكم وترحالكم واهنيكم على تلك الاجواء الجميلة ماشاء الله تبارك الرحمن
مع تمنياتي لكم بقضاء أوقات رائعه حالمة في مدينة الجمال لوقانو الساحرة
تحياتي لك واشكر لكم مروركم المبارك