بسم الله الرحمن الرحيم
طرحت فيما سبق موضوعاً عن زيارتي لبلدة بورتوروز Portoroz على هذا الرابط(اضغط هنا) والتي اسميتها في موضوعي ذاك بـ ( عروس الإدرياتيكي ) حيث أنها البلدة الفتيّة والسياحية على الساحل الادرياتيكي ، وهنا مواصلة مع ذلك التقرير أحببت أن أفرد تقريراً خاصاً لجارتها التي لايفصلهما عن بعض سوى مطعم بحري صغير يطل على الإدرياتيكي .. جارتها تلك التي اسمها (بيران) Piran وهي بمثابة البلدة القديمة التي تراءت في نظري عجوزاً إلى جانب جارتها العروس Portoroz بورتوروز لما يطغى عليها من الطابع التاريخي والعتق الذي تبدّت به بيوتاتها ومحلاتها وممراتها ومبانيها المختلفة .. وهنا أطرح تقريري عن هذه البلدة السلوفينية الساحلية.. فإلى هناك..
بيرانPiran ( بالايطالية بيرانو ) ، هي بلدة ساحلية على البحر الادرياتيكي تقع إلى الجنوب الغربي من سلوفينيا وتعتبر المركز الإداري في تلك المنطقة ، لايُعرف بالضبط أصل تسمية هذه البلدة ولكن يفضل البعض إشارة الإسم إلى الكلمة الإغريقية pyr والتي تعني ( النار) في إشارة إلى المنارة البحرية الواقعة على طرف الساحل .
وحسب احصائية العام 2002 م ، بلغ عدد سكان الإقليم الإداري الذي تترأسه بيران 16758 نسمة توزعوا على مساحة قدرها 46,6 كلم مربع ، ويبلغ عدد سكان بيران ذاتها 4576 نسمة فقط حسب احصائية عام 2002 م على مساحة قدرها واحد كيلو متر مربع فقط . اللغة الرسمية في البلدة ثنائية ( السلوفينية والايطالية)
ويذكر فيما يتعلق بسكان هذه البلدة أن المنطقة كان يقطنها 7379 نسمة عام 1910 نسبة الايطاليين كانت 95,97 % بينما كانت نسبة السلوفان 0.09 % ، وفي عام 1945 بلغ عدد السكان في بيران 5035 مواطن ، نسبة الايطاليين
منهم بلغت 91,32 % بينما بلغت نسبة السلوفان 8,54 % ، وفي عام 1956 انحدر عدد السكان إلى 3574 نسمة ، كانت نسبة السلوفان من بينهم 67,6 % ( تحول مذهل ! ) بينما بلغت نسبة الايطاليين 15,5 % . حيث تبدل هذا التشكيل العرقي ليتجه الايطاليون إلى إيطاليا ، ويستقر السلوفان في مكانهم .
تقع بلدة بيران على حافة شبه جزيرة على خليج بيران ، وتقع إلى الشرق منها بلدتي Izola وبلدة Koper في مواجهة ايطاليا عبر خليج تريسته Trieste والبحر الإدرياتيكي ، وتبلغ أعلى نقطة فيها 289 متراً وتسمى : باريتوفيك براي بادني Baretovec pri Padni.
الخلفية التاريخية والثقافية لبلدة ( بيران Piran)
قبيل العهد الروماني ، استوطنت قبائل ( اليريان هيستري ) المكان وكانت تلك القبائل عبارة عن الفلاحين والصيادين البريين وصيادي الأسماك ، كما كان من بينهم بعض القراصنة والذين أربكوا حركة التجارة الرومانية آنذاك شمال البحر الادرياتيكي ، كانت شبه جزيرة بيران تابعة للامبراطورية الرومانية خلال الفترة مابين 178 الى 177 قبل الميلاد ليستوطنوا بعد تلك الفترة وخلال السنوات اللاحقة في البيوت القروية
تعتبر بيران مسقط رأس الملحن وعازف الكمان ( جوسيبي تارتيني) والذي لعب دوراً رئيسياً في الموروث الثقافي لتلك البلدةوقد تمت تسمية الساحة الرئيسية في بيران باسمه عام 1892 بعد رحيله ، وقد قام سكان بيران بنحت مجسماً لتجسيد الذكرى 200 لميلاده ، حيث تم تكليف الفنّان( انطونيو دال زوتو) بعمل تمثال برونزي للمايسترو ليتم رفعه فيما بعد على قاعدة خاصة به في العام 1896 م ، ويقع التمثال في منتصف الساحة ( ساحة تارتيني) في مواجهة كاتدرائية ( سانت جورج) .
يقام الاحتفال في بيران يوم 15 اكتوبر من كل عام بمناسبة الانفصال البحري عام 1944 عن بلدة Koper ..يوجد في الإقليم مطار وميناء اقليمي ، كما تعتبر بيران مقر جامعة البحر المتوسط- الأوروبي
تحتضن هذه البلدة العتيقة العديد من الممرات الضيقة التي توزعت على جنباتها البيوت القديمة والتي أعطت للبلدة طابعاً وسحراً تاريخياً ، كما تمثل هذه البلدة بحد ذاتها متحفاً تاريخياً مفتوحاً يضم في مكنونه إرثاً تاريخياً .
تعتبر بيران المركز الاداري وإحدى أهم أماكن الجذب السياحي في سلوفينيا
لم أضع الكثير من الوقت للبحث عن موقف لسيارتي، فقد وجدت المواقف متاحة في كل مكان على الساحل الإدرياتيكي ( وطبعاً بنظام المواقف المدفوعة ) ، قمت بمحاذاة سيارتي في أحدى الصفوف .. ونزلنا من السيارة متجهين إلى ذلك المطعم ..
هذه هي المسافة الفاصلة بين العروس (بورتوروز) والعجوزة (بيران ) فقط بمجرد أن تتهادى على هذا الممر المحاذي للشاطيء ستصل إلى بيران ..
بعد قضاء نصف النهار في بلدة Portoroz الساحلية ، توجهنا إلى مطعم قريب يقع في طرف البلدة على الساحل ، وبما أن هذا المطعم يقع على شاطيء البحر ، فبالتأكيد سيكون هناك وجود للأطباق البحرية التي اعشقها .. بعد القيادة لفترة قصيرة شاهدنا هذا المطعم .. والذي توسط مكاناً بين البلدتين وهما Portoroz ( العروسة ) وبلدة Piran (العجوزة ) !
هنا المطعم الذي قررنا تناول غداؤنا فيه ، كان المطعم خليّاً من الزبائن ، فقررنا الجلوس على إحدى الطاولات الخارجية في مواجة الخليج الإدرياتيكي ..
لقطة من الجلسات الخارجية للمطعم الواقع على البحر مباشرة ، وترون إلى الخلف في نهايته معالم بيران ( عجوزنا الفاضلة ) التي نحن بصدد وصالها هذا اليوم !
لوحة تبينإسم المطعم ، هذه اللوحة وُضِعَت على باب المطعم عند الدخول للجلسات الداخلية .. إسم المطعم ( ريفيرا أدرياتيك )
وهذا كان غداؤنا .. سباغيتي ... أما أنا ففضلت تناول القشريات ولم أجد أفضل من تناول الجمبري المشوي !
استغربت منظر هذا الجمبري ذو ( الكلاليب ) ! ، سبق أن لحظت مثل هذا النوع من الربيان في قسم الأسماك في أسواق كارفور ( يوجد قسم خاص للقشريات المستوردة من اوروبا وبالأخص .. فرنسا )
يبدو أن هذه طريقة المطعم في الترحيب بالزوار ! .. بعد تناول الغداء لبعض الوقت .. دلف طفلي إلى قسم العاب الأطفال ، حيث كانت هناك ساحة صغيرة خلف المطعم تم توفير بعض العاب الأطفال الإهتزازية والمطّاطيّة ..
وهنا .. لقطة لأحد المباني الواقعة أسفل الجبل الذي تقع خلفه البلدتين ( العروس ) و ( العجوز ) .. وهذه آخر لقطة التقطتها قبيل مغادرة المطعم وقبيل التوجه إلى العجوزة ( بيران ) !
قررت إبقاء سيارتي في ساحة المواقف الآنفة الذاكرة عند التوجه لذلك المطعم ، فالعجوزة بيران ليست عنا ببعيد ! ولربما هذه فرصة للتجوال قليلاً على الأقدام .. كنوع من السياحة .. وتذكرت عروض السياحية التي كنت أشاهدها في نشرات الفنادق في اوروبا ( الجولات السياحية على الأقدام) والتي في العادة تكون في محيط البلدات القديمة .. حيث يكون هناك مرشد سياحي مع عشرات السياح الذين يسيرون معه ويتوقفون بوقوفه ، وينصتون له وهو يشرح لهم كل شيء تقع عليه أعينهم ..
عندما بدأت أسير على هذا الممر ، إذا بي أشاهد هذه الحشود من السياح ، فلمحت أحدهم يشير إلي مناديني ، فأعطاني عدسته وطلب مني أن التقط لهم صوراً جماعية ، كان هناك بعض الحرج قليلاً حيث أصبحت محط أنظار العديد من السياح من كافة الأعمار والأجناس ! إلا أنني استطعت القيام بالمطلوب ولله الحمد ، فشكروني وشكرتهم وأنصرفنا متمنين لهم يوماً سعيداً .. ثم انطلقت أواصل سيري تلقاء العجوزة بيران !
لقطة للعجوز الهادئة ، التي تبدو من ملامحها الطيبة كما الشيخوخة .. بيران ، عند الإقتراب منها أكثر ..
أحد المباني التي شدت انتباهي والذي جللته الأشجار ، إذ يبدو أنه من المعالم الأثرية في بيران ..
صورة لأحد مرافي السفن المنتشرة بكثرة على طول الساحل الإدرياتيكي .. وهنا .. في بيران ..
غابة متشابكة الصواري من الزوارق المختلفة الأشكال والأحجام .. قابعة في مرفأ من مرافي بيران ، وفي الخلف تبدو بعض المباني في بلدة بيران ..
من هنا ، بدأت في استكشاف البلدة أو ( العجوزة) بيران ، حيث هذه المباني التي تقع على هذا الممر الضيق والذي يحده البحر من الجهة الأخرى ( إلى اليسار) ، أما مركز البلدة وساحتها فيقعان إلى اليمين ( خلف ) هذه المباني التي تشاهدونها في الصورة ..
لقطة أخرى لمرفأ آخر من العديد من مرافيء اليخوت في بلدة بيران ..
لقطة تُظهر مرفأ اليخوت ومن خلفه الشارع الضيق الذي ينتهي في طرف البلدة على البحر ثم ليلتف على بيران من الجهة اليمنى .. وإلى اليمين بعض المباني التي تقع خلفها البلدة القديمة حيث سيكون لي لقاء مع الماضي العريق !
وهنا .. لقطة من ذات المسار البحري الذي يفصل بيران عن البحر ، والصورة عبر التفاته إلى الخلف ..
بداية الإقتراب من هذه البلدة ، يبدو أني بدأت أسمع صوت أنيناً تمازج مع نشيج هذه المباني الأثرية والتي تحكي قصة الماضي لهذه البلدة العتيقة وماحوته من المباني الشاحبة والتي تشكو هجرة أهلها الأقدمين، والذين أسسوا بنيانها .. وأقاموا أركانها ..
أحد المطاعم في بيران ويقع بالقرب من مدخل البلدة
بداية الدخول لبلدة بيران ، إلى اليسار يُشاهَد المرفأ .. وإلى اليمين الميدان الرئيسي وساحة البلدة
صورة لزاوية من زوايا الساحة الرئيسية في بلدة بيران
وهذا مجلس بيران البلدي الذي تم تدشينه في العام 1877 م .
وهنا الساحة الرئيسية لبيران ، وتبدو كبيرة المساحة ، كما يُشاهَد في الصورة مجسم الفنّان تارتيني Tartini الذي سبق الحديث عنه في بداية التقرير ، وذاك المبنى الأحمر الذي يقع خلف التمثال يعرف باسم Venetian House ( البيت الفينيسي ) ويعتبر أقدم مبنى في الساحة ، أما ذلك البرج الطويل فيتبع لكنيسة اسمها كنيسة سانت جورج .
أما في البلدات القديمة في اوروبا ومراكز المدن ، تقبع المقاهي والمطاعم في أي زاوية من زوايا البلدة ، أعتبرها فرصة لالتقاط الأنفاس والاستراحة لبعض الوقت إذا أضناك التجوال ..
منظر للساحة العامة من الخلف ، ويظهر فيها كذلك مجسم الفنّان تارتيني Tartini
مجسم الفنّان - العازف - جوسيبي تارتيني
لقطة أخرى للساحة العامّة ( ساحة تارتيني ) Tartini's square في بيران ، ويظهر إلى اليمين في آخر الصورة ( قصر ) المحكمة .
وهنا ، عند الدخول أكثر إلى قلب البلدة ، لاحظت بعض محلات الملابس الشعبية ويبدو في الصورة فستاناً معروضاً خارج هذا المحل ، حيث تبدى لي أنه على هيئة الملابس الشعبية لأهل المنطقة
وهنا وصلت لإحدى الساحات الصغيرة في ثنايا البلدة حيث تبدّى لناظرَيَّ هذين التمثالين اللذَين يقعان في مدخل أحد الأحياء السكنية في بيران .
بعد الوصول إلى مركز البلدة القديمة - بيران Piran- قررت الغوص في أعماق هذه البلدة التاريخية ، والتجوال داخل ممراتها الضيقة ، وتأمل طبيعة المساكن وكيف يعيش السكان هناك .. ذكرتني البلدة القديمة بقريتنا القديمة في بلادي والتي هجرناها منذ أكثر من عقدين من الزمان ، ولمحت طيف الماضي الجميل وحياة البساطة وأنا أنتقل من ممر إلى آخر .. سبحان الله ، كم كانت أيامنا السالفة أجمل من الآن .. وما الذ بساطة العيش والتي كانت تتمازج مع صفاء النفوس التي كدرها مرور الأيام وصروف الزمان .. من يرى هذه الممرات وهذه الأبنية فلا أعتقد أنه سيتخيل أنها في أوروبا .. أترككم مع صور جولتنا داخل بيران
أرضية الممرات قد تم رصفها ببعض الأحجار التي رُصَت إلى بعضها البعض ، كذلك الأقواس الموجودة في زوايا المداخل في الممرات ، تعطي فكرة عن النمط البنائي السائد عند نشأة هذه البلدة ..
متعة التجوال داخل هذه الممرات والتنقل من سرداب إلى آخر لها مذاق خاص خاصة في البلدات القديمة ، حتى لدينا في بلادنا .. نستشف الماضي وعبق التاريخ عبر خطوات نخطوها مابين هذا الممر وذاك .. ويزيد من المتعة تأمل الأنماط البنائية لكل مسكن هنا ، ومع المشي لبضع خطوات .. تتدخل الممرات لتجد نفسك ضائعاً في دوامة الماضي !
ترى كم يضم هذا المكان من دار تقبع هنا ، وهل تخالون أن أحداً لايعرف جاره هنا ؟ .. حقيقة لم أشاهد أحداً في ثنايا هذه البلدة إلا بعض المارة من السكان المحليين ولست متأكداً إذا ماكانت جميع المساكن هنا مأهولة أم لا ..
لاحظ بعض الملابس المعلقة في منتصف الممر ، يبدو أن هذه المنطقة فقيرة وبالفعل .. جميع مساكن بيران بهذه الحالة ، العتق وبساطة البيوتات .. هل يمكن أن يتلازم القِدَم مع الحالة المعيشية المتواضعة في كل الأحوال ؟
يبدو أنه يقع في هذا الممر الضيق جداً أحد المقاهي .. أعتقد أن الحياة لاتزال تجري في شرايين بيران حتى اليوم ..
برّادة مياه شاهدتها في طريقي أثناء تجوالي .. ولا شك أن مصدر المياه أحد المنابع الطبيعية كما هو الحال في برّادات المياه في أوروبا حيث يكون مصدر مياه الشرب في الأماكن العامة من ينابيع الجبال أو الأنهار ..
ومن ممر إلى آخر .. أستمريت في طريقي ، تارة يضيق الممر وتارة يبدأ في الإتساع ، تارة ينخفض مستوى الإرتفاع في أسقف الممرات وتارة يرتفع ..
ومع استمراري في التهادي في جنبات البلدة القديمة ، تتبدى لي الأنماط البنائية العتيقة والمنازل القديمة ، وأتأمل النوافذ الخشبية العتيقة ، ماراً ببصري تلقاء الفوانيس التقليدية التي توزعت على طول الممرات ..
بعد قضاء وقت ماتع في التجوال داخل البلدة القديمة ، والتنقل بين الممرات ، ومشاهدة الأنمطة البنائية القديمة المختلفة واستشفاف الأسلوب المعماري القديم لبلدة بيران ، خرجت من تلك الحنايا ، واتجهت صوب المنطقة المشرفة على البحر متخذاً المسار البحري مجالاً لمشاهدة هذه البلدة مع إطارها الخارجي .. وأترككم مع المشاهدات ..
هنا شاهدت هذا السلّم الذي تم نصبه على ضفاف البحر .. والبعض يمارس السباحة في هذا المكان ..
والأكشاك .. تعتبر محطات توقف للسيّاح .. من الجميل إقتناء بعض الاكسسوارات والتذكارات التي تحمل إسم البلد الذي نزوره كي تبقى ذكرى جميلة تعيد إلى أذهاننا رحلاتنا الماضية والتي لن تنسى بإذن الله مع مرور الأيام .
منظر للممشى المحاذي للادرياتيكي أثناء التفاتة للخلف .. تلك هي المسافة التي قطعتها عند ذلك الجبل الوارف والذي يقع تحته المطعم الذي تناولنا غداءنا فيه ، لم أشعر بمسافة الطريق ، ربما بسبب آلة الزمن السريعة التي نقلتني إلى الماضي والذي لا أزال قابعاً فيه !
ومع الاستمرار في المسير ، بدأنا نقترب من طرف الخليج البيراني ، لنشاهد هذا المعلم الأبرز والذي استمدت منه البلدة إسمها ( حسبما تذكر بعض المصادر ) وهي المنارة البحرية أو (بيت النار) حيث ترجمتها حرفياً في بداية التقرير Light house والتي كانت ترشد السفن فيما مضى للوصول إلى ميناء كوبر Koper
منظر للمنارة البحرية التي تقع على طرف بيران Light House
وتنتشر الأكشاك التي تبيع الاكسسوارات واللوحات والمقتنيات الخفيفة على طول المسار البحري في بيران ، كمحطات توقف ، أو تأمل أو تبضع في بعض الأحيان من قبل السيّاح ..
إلى هنا نصل إلى نهاية المطاف
لا أعتقد أن الإقامة في بلدة بيران تستحق أن يفرد لها حتى يوم ، يمكن أن تقيم في بورتوروز إذا كنت تهوى سياحة الشواطيء والاستجمام والجلوس على شاطيء البحر حيث المقاهي والمطاعم المختلفة .. أو أن تخصص يوماً لزيارة بورتوروز وبيران إذا قررت الإقامة في العاصمة السلوفينية ( ليوبليانا Ljubljana )
عنصر السياحة هنا التجوال والتأمل ، فالتاريخ عن يمينك ، والبحر عن شمالك ، وقد تستحسن أن تتوقف عند أحد المقاهي أو تبتاع كوباً من القهوة أو عبوة من المرطبات ، أو شراء البوظة والجلوس على ضفاف الإدرياتيكي ..
مطعم (مورسكي ) يقع قبالة الإدرياتيكي ، حيث يستمتع رواده باستنشاق النسمات البحرية العليلة .. أثناء تناول الطعام ، أو إرتشاف كوباً من القهوة .. إن أضناك المشي والتجوال .
منظر للبروميناد المحاذي للبحر والذي يقع عليه المطعم المذكور في الصورة أعلاه .. من زاوية أوسع .. وتظهر ( المنارة البحرية Light House ) التي تشتهر بها بيران Piran.
لقطة أخرى للمسار المحاذي للبحر وتبدو فيه المنارة البحرية بشكل اوضح .
وكما هو معروف ، فالسياحة لاترتبط بفئة عمرية معينة، وإلى اليمين أحد المقاهي التي تقع خلف المنارة البحرية حين الالتفاف على خليج بيران Piran.
مقهى مفتوح في الهواء الطلق يُشرف على البحر ..
وقبيل الرحيل ،
آثرت أن التقط هذه الصورة لمرفأ بيران ..
كنت أتمنى أن استقل إحدى هذه القوارب وأبحر في الخليج الادرياتيكي لبعض الوقت وأتأمل كرواتيا المقابلة لنا ، ولكن يبدو أنه حان الوقت لمغادرة هذا المكان ، والذي أعادني قروناً إلى الوراء ..
عبر آلة الزمن ..
والتي كانت ... قدماي فقط !
وداعاً أيتها العجوز الطيبة بيران Piran ، كم كنت هادئة ولطيفة معنا ، أقول ( وداعاً) .. فاعذريني .. فقد لا أعود إلى هذا المكان ثانية طيلة حياتي .. فقد قمت بالواجب وهو الوصال .. ومن عادتي لا أزور ذات المكان في رحلاتي .. ولكن وفائاً لك .. فقد كتبت هذا التقرير من أجلك أنتِ.. فهل تتقبلينه ؟!
تم بحمد الله
راجع ايضاُ بعض الوجهات في سلوفينيا :
ماريبور Maribor - مدينة القرميد الأحمر
رحلة إلى مدينة المغارات البديعة Postonja ( بوسـتــونـيـا )
Jesenice .. طبيعة لم تعكرها أدخنة المصانع .
رحلة المغارات العجيبة ، بوستونيا Postonja
بورتوروز PORTOROZ عروس الإدرياتيكي
بـيــران Piran عجوز الإدرياتيكي - 2009
هذه هي " بليد BLED " حيث السحر والخيال !
أيــام .. وليالٍ في : لـيوبلـيـانـا Ljubljana - الجزء الأول
أيــام .. وليالٍ في : لـيوبلـيـانـا Ljubljana - الجزء الثاني
أيــام .. وليالٍ في : لـيوبلـيـانـا Ljubljana - الجزء الثالث
أيــام .. وليالٍ في : لـيوبلـيـانـا Ljubljana - الجزء الرابع والأخير
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق