الجمعة، 30 أكتوبر 2009

نشيج الأطلال ( 3 )



ومابين هذا المكان .. وذاك المكان .. تركت الذكريات آثاراً غائرة .. بعدما أنشبت أظفارها في فؤادي المتيم بعشق ما فات .. تلك الأظفار التي لم يبرد حر جراحها إلى يومي اليتيم ..

أتنقل من بستان إلى آخر .. ومن مساحة إلى أخرى .. ولست بحاجة لمرّي أو قصّاص للأثر كي أسترشد منه عمّا جرى وكان .. فكل ذكرى ترتمي أمامي أينما رنا بصري ..




يممت وجهي من تلك المزرعة العامرة سابقاً .. إلى ساحة أخرى من ساحات قريتنا .. وتسمى تلك الساحة بـ ( الضرغامي ) .. وكم من معالم وآثار إحتضنتها تلك المساحة من قريتنا على مر السنين ، كانت ساحة تحيط بها البيوت الطينية من بين جوانبها ، ويقف على مشارفها تلٌ رملي صغير يسمى ( النقــا) . ولقد كانت تلك الساحة ملتقى فتيان القرية ، خاصة وقت المساء حيث يحلو السمر ، ويطيب اللقاء .. وإلى جوار تلك تلة ( النقا ) يقع مصلى العيد القديم في ساحة ( الضرغامي ) وتقع وراء ظهره مقبرة الديرة القديمة .. كان ( الضرغامي ) مكاناً للعب الكرة والتسلية كما المشاكسات البريئة بين فتيان القرية .. وهناك أيضاً يقع أحد الشعاب التي تحتضن السيول الجارية حيث تتداخل مع ساحة ( الضرغامي ) ، وحينما ينزل المطر .. يتحول المكان إلى بحيرة من مياه السيول ، أما وقت الأعياد.. فيغدو للضرغامي شأناً آخر ! ، تبتهج الساحة بتوافد الجميع صغاراً وكباراً ، رجالاً ونساءاً إلى مصلى العيد ، فيتردد صدى تكبيرات العيد وأداء الصلاة في الضرغامي .. وتتداخل أصوات الألعاب النارية التي يلهو بها الفتيان مع تلك الأجواء الروحانية والتي لا تحرك في المصلين ساكناً أو تسبب لهم إزعاجاً أثناء أداء صلاة العيد ..



الجانب الغربي من ساحة الضرغامي حيث تبدو بعض المنازل التي كانت تتوهج بالحياة ، وبنور من سكنها قبل أن يخبو المكان بفقدهم عليهم رحمة الله .. ويبدو أسفل الصورة إلى اليسار ذلك (الشعيب) الذي يلفظ أنفاسه في الضرغامي ، ومن بين تلك الذكريات التي بدأ يراعي يستلها من ذهني ، ماكان يقوم به البعض من صبيان القرية وكنت من بينهم حيث كان يحلو لنا اللهو في ذلك الشعيب وننثر الرمال من إحدى ضفتي ذلك (الشعيب ) في محاكاة للسيول التي إعتدنا رؤيتها تتعاقب في ذلك المكان .. آنذاك !..



وهنا الجانب الجنوبي الشرقي من الضرغامي حيث يبدو مصلى العيد سابقاً قبل بناء المصلى الحديث في البلدة الحديثة ( المخطط ) الذي تقام فيه الصلاة في الوقت الحاضر .. أرمق الأحجار التي تشكل هذا المصلى فأرى فيها سمة البناء القديمة البديعة من تلك الأحجار المميزة باللون الأصفر ..ويبدو من وراء المصلى ( النـقــا)الذي يشرف على الضرغامي والذي كان نقطة تلاقي فتيان القرية وتسامرهم عليه مساءاً ، لازلت أتذكر الألعاب البريئة التي كان يحفل بها ذلك ( النـقــا) مثل الحفر التي يحفرها بعض الفتية حيث كانوا يتنافسون فيما بينهم على إحداث أعمق حفرة فيما ، وأحياناً إكمال تلك المتعة بدفن أجسادهم فيها ..
ومن بين تلك الأنشطة البريئة التي لازلت أذكرها ماكان يقوم به البعض من دحرجة لعلب الببسي الفارغة من أعلى التل إلى الأسفل ..
رغم بساطة الحياة ذلك الوقت وعدم وجود وسائل الترفيه الحديثة إلا أن تلك الألعاب الجماعية والفردية باتت تثير البهجة في النفوس..
وحين يقبل العيد .. يصبح هذا التل في صبيحة يوم العيد حصناً منيعاً يلهو فيه الفتيان بالألعاب النارية المختلفة .. والتي كانت فرقعتها تختلط مع تكبيرات العيد فتملأ الجو بهجة لم أعد آلفها في أعيادي هذا الأوان .. فيالروعة تلك الأيام !..





هنا تبدو ساحة الضرغامي بصورة أوسع .. حيث كان البعض يستمتع بممارسة لعبة كرة القدم والبعض في لعب الـ ( حبشه) أو المطاردة لبعضهم البعض هروباً من الآخر ..



وهذا هو الشعيب الذي ذكرته آنفاً والذي كان يلتقي في طرف ساحة الضرغامي من الغرب .. وكم من السيول جرت بين ضفتيه ، ظلت بعض الشجيرات شاهدة على حياته التي كانت سابقاً .. ولكن ولله الحمد لازالت الدنيا بخير .. فمع كل موسم ماطر يجدد هذا الشعيب ذكرياته مع تلك المياه المنهمرة من أديم السماء ليتلاقيان في جو حميمي يثير البهجة في النفوس لمرتادي هذا المكان موسم الأمطار ..



هنا .. تقدمت داخل ساحة الضرغامي جاعلاً مصلى العيد الذي في الصورة من خلفي .. حيث أنني بصدد التوجه إلى مكان ملأ الجو بعبق ذكرياته ، إلا أنه سيثخن الجراح في القلب ويمعن في كمد النفس ..



هنا .. تقف هذه البقالة والتي كانت نقطة إجتماع فتيان القرية فيما مضى .. . تحكي للزائر قصة حزينة من قصص الأمس ، حينما كان الجميع يتسامرون هنا ، ويتجاذبون الأحاديث الودية .. ليفترقوا عن هذا المكان بحلول المساء ، بعد أن توصد هذه البقالة أبوابها ..



واقتربت من هذا البقالة ، لعلي الحظ أتوجس في بدنها نبضاً أو التمس فيها شيئاً من حياة الماضي .. وتسابقني دقات قلبي .. لمعرفة كيف أصبح الحال هذا اليوم !




هذا هو حالها اليوم .. لم يبق فيها شيء من الذكريات سوى هذه الأنقاض التي تهاوت على أرضها غارزة آثاراً في النفس مع أنقاضها التي هوت بها مع ماضيها في أرض البقالة .. أين أنت أيها الماضي الجميل الا تكف عن الارتحال في كل حين ؟ حينما تجمعنا أجمل الأيام وأمتع اللحظات ، تخلفنا وراءك ، لتمعن في تعذيبنا بما تركته من ذكراك الأليمة؟
دوام الحال من المحال ..
لم أعثر على أي قصاصة من قصاصات الماضي التليد الذي لاح لي شعاعه في هذه البقعة المعتمة من هذا المشهد الوليد ، وخذلتني آمالي في أن الحظ أثراً للماضي داخلها ، أو حتى شيئاً من أثر لموطيء قدم ، حتى كلّت عيناي في إجتذاب طيف أثرِ لقدم من الصبية والشباب الذين أبهجوا هذا المكان وأحيوه في حين سلف .. كنت اعتصر غمّاً حينما أعود بالفكر أدراجه عقوداً سرت سريان النار في الهشيم وألقت برماد سنينها على شعرات رأسي التي لاحت كبياض للراءي مع شعاع الشمس ..

لم أنس لحظات تسامرهم في هذا المكان ، وقد كانت هذه البقالة أشبه بواحة ظليلة في قلب ساحة الضرغامي ، يلتقط فيها العابرين أنفاسهم ويبلون رمقهم ويتبادلون التحايا ويتجاذبون أطراف الحديث ، غامرين أجواءهم بالابتسام والضحكات البريئة التي خرجت من صدور لم تضنيها أكدار الزمان ولا فقد الأحباب او تحول الحال ..

واطرق رأسي ملياً ، ثم أيمم البصر إلى إحدى الزوايا المظلمة داخل البقالة فأتذكر حينما كنت وأحد الأصدقاء نتسامر هنا بعد فراغنا من أداء واجباتنا المدرسية .. حيث نأتي إلى هنا في بعض الأحيان .. ونتسلى بتناول عصير البرتقال ذو العلبة البيضاء POM بمعية بسكوت التين FIG ROLL حيث كانت سعادتنا لاتوصف وكأننا ملكنا الدنيا .. غير أن ذلك الصاحب قد توفاه الله منذ عقدين ونصف ، ولمّا يكمل السابعة عشر من عمره ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته .

لم أطل المكث في هذا المكان .. فلازال في القلب متسع لشيء من الكدر والغم ، آثرت توفيره في
مكان آخر ، لن يقل إيلام إجتذاب ذكرياته شيئاً مما حل بالنفس وأنا واقف بهذا المكان ..



وآه .. أيتها الدنيا .. ليتنا إذا تركنا ماضينا ، ورحلنا عنه ، جذب أطنابه معك وتركنا مولياً عنا دون أن يترك أثراً له يبقى ألمه غائراً في القلب مابقيت ذكراه ..



ثم غادرت هذا المكان ..



واصلت سيري ، تاركاً بقالة الذكريات من وراءي، لأدخل الجزء الغربي من القرية حيث تقبع المنطقة القديمة المعروفة بإسم ( البــلاد) بتسكين الباء واللام سوياً .. كان هذا المكان نائياً عن دارنا التي كانت في باب القرية ، ولقد كنا نحسب حساباً لهذا المشوار الطويل حتى نصل إلى ( البلاد) ..واليوم ، فبعد أن توالت السنين سراعاً كأنها إلى نصب توفض .. بت أرى هذا المكان وكأنه قابع إلى جوار مساكنا تلك .. ومضيت أغذ الخطى في جوف هذه السكة الضيقة ، لم تبد بهذا الضيق في عيناي من قبل ، ولكنها الأيام .. الأيام التي تتسع بمرورها آفاق .. وتضيق كذلك بمرورها آفاق .. تباعد الأحباب وتوسع المسافات بينهم .. وفي ذات الوقت تضيق الصدور بما خلّفت وراءها .. وتضيق المشاهد في أعيننا كذلك ..






مررت ببعض البيوت القديمة التي تهدمت وأصبحت أطلالً تحكي قصة الماضي السعيد ، يوم أن كانت تلك البيوت عامرة بساكنيها ، مومضة بأصحابها ، أما اليوم ، فبعد أن رحلوا عنها فقد آثرت الإرتماء على أحضان الأرض ولها نشيج وأزيز كأزيز المرجل ، لايشعر به إلا من عاصر أيامها الهانئة السالفة وشهد وضعها اليوم كيف كان ! وهكذا ستكون أجسادنا مثل هذا البيوت بعد أن ترحل أرواحنا عنها وتغادرها حيث ستخر فوق الثرى كما خرّت تلك المساكن الذاوية على عروشها .. رحم الله من كان ميتاَ من أهلها ، وأمد في عمر من كان حياً منهم ، وشفى وعافى من أعتل منهم ..




وبينما أنا سائر .. إذا باللهفة ولهب الفضول يدفعني أن أطل برأسي داخل إحدى حوايا الذكريات وصناديق الماضي ..لأجد الماضي يتحدث من داخل هذا المكان في الصورة أعلاه .. يا الله .. كيف تبدل الحال .. وأصبح هذا المكان في خبر كان .. لم أستطع أن أداري الأحزان وانا أتخيل أن هذا المكان كان يضم بين جنباته أب وأم وأطفال يلهون في هذا المكان .. كانت هنا حياة .. نعم ! كانت هنا حياة .. واليوم أرى الجسد ممداً أمام ناظري بلا حياة ..






وأطل برأسي من داخل أحد البيوتات التي كانت في أبهى مناظرها في زمن سلف .. وأدعك عيناي وأنا أرى هذا الحطام المتراكم والمنهار على الأرض .. أحقاً كان هذا هو الدَرَج ؟؟ ياسبحان الله .. يبدو أنه لم يستطع الصمود طويلاً بعد غياب أهل الدار .. فخر صريعاً على الأرض لأراه ممدداً ولعلي أسمع نشيجه إذا أصغيت السمع مليّاً ..


وشعاع الشمس بادي من فوق هذا الدرج فلعل الشعاع يحاول أن يؤنس وحدة هذا الدرج .. ومايدري هذا الشعاع أن الروح قد فارقت الجسد منذ سنين !..


خرجت من ذاك المكان .. وبدأت أجول بين بين تلك الأطلال وكاني أجول في مقبرة خاصة بالمنازل .. وأحادث هذه البيوتات .. هل تذكرين أصحابك الذين ضممتيهم بالأمس بين جنباتك؟؟ فلا الومك إن لم تجيبيني النداء .. فحتى لو خاطبتيني فلن أستطع فهم كلماتك التي لخبط النشيج حروفها ..




وعبر هذا المسار ، تذكرت الأيام التي بادت، حينما كنت أجري مع الصبية نحو بقالة في نهاية هذا الممر .. تسابقنا أنفاسنا لشراء حلوى وعصير من بقالة قبعت هناك .. يا الله .. رائحة المكان هي ذاتها التي كنت اشم عبقها في ذلك الحين .. أشعر بأني عدت إلى الماضي عبر آلة زمنية ..فوجدت من كانوا بهذا المكان قد ارتحلو بآلة زمنية أخرى إلى المستقبل وتركوني وحيدا.. أندب حظي في هذا المكان ..


هنا .. أنا والمنازل المتهدمة .. ولاسوانا هنا .. وكأننا في قاعة دراسية جالسون بصمت ، نستمع لأستاذنا ( الزمن الماضي الذي ولّى بدون رجعة ) يلقي علينا درساً من مادة الأيام الخوالي .. وكان عنوان الدرس .. مهارة الاستماع للنشيج..


تداخلت الأسوار فيما بينها .. وتعانق هذا السقف مع ذاك الآخر .. ومن بين تلك البيوت تراءت لي بعض القباب التي ظلت شامخة ثابتة على مر الأزمان ..


وبينما أنا سائر بين هذا المنزل وذاك السرداب .. إذا بي أسمع نداءاً خفياً .. .. أمعنت الأصغاء جيداً وتلفت من حولي لأتتبع مصدر الصوت .. فلم أرى سوى ذاك الباب الخشبي الصغير ..




ثم رفعت رأسي عالياً لأبحث عن مصدر الصوت فلم أرى إلا هذه الأطلال التي لا أدري إلى متى ستبقى صامدة على هذا الحال ..


أصبح المكان كله ينشج بالبكاء ، الأبواب ، المنازل ، السكك التي تتخلل بيوتات القرية .. أصبحت في عالم خيمت عليه الأحزان فلم يجد لغة يناجي من يمر هاهنا سوى أنات وآهات خلفتها صروف السنين


أستمريت في سيري بين بيوتات القرية ، وليستوقفني الفضول مرة أخرى ، فأطليت برأسي داخل إحدى البيوت المهجورة .. لأشاهد هذا البناء الصغير المميز ، فتذكرت الـ ( جـصـّـة ) .. يا الله .. كم كانت رائعة تلك الأفكار التي تفتقت عن أذهان آبائنا وأجدادنا .. كانت الجصة غرفة صغيرة مبنية من الجص وتحتل إحدى الزوايا الصغيرة في الدار .. وكانت أشبه بالفريزر في زمننا هذا ، يتم خزن التمور فيها ، ومن الأسفل هناك خزان صغير يتجمع فيه ماينزل منها من رحيق الـ ( دبس) ..


تاملت لو أن الجصة لازالت موجودة في زماننا هذا .. لقد نسيها الكثير من الناس ، وأختبأت ذكراها خلف كثبان السنين التي تراكمت من خلفهم .. فبرغم من إعادة البعض للتراث في وقتنا المعاصر بكامل تفاصيله ، إلا أن ( الجصة) أصبحت في غياهب النسيان !..



لم تخف طرقات فؤادي على باب صدري وأنا أجول بين هذا المكان وذاك


المكان يعج بالذكريات


والأنين لايكاد ينقطع من تلك المساكن


كان شوقي يحدوني أن أعود إلى الماضي وماحوى


وأمر بجوار أحد المنازل ، شده إنتباهي إليه هذا الباب المشرع.. فتأملت من مكاني حياة كانت تدور رحاها فيه ، واليوم .. أصبح الحال على هذا النحو .. فلم أتمالك نفسي كثيراً فطأطأت برأسي وأبتعدت عن هذا المكان قبل أن يثخن في قلبي المزيد من الجراح ..

وآه .. على دار حوت الضحكات والسمر ، حياة كانت تستوطن هذا المكان ،، وتقيم بأرض هذه الدار ، لقد ارتحل أهل هذه الدار .. وأصبحت الدار من بعدهم في خبر كان ..




وأطل برأسي داخل إحدى البيوتات التي غدت أثراً بعد عين .. لألمح هذه الدراجة الهوائية .. بل عظاماً بالية لدراجة هوائية لم ترتحل مع أهل هذه الدار .. وآثرت البقاء هنا بين أسوار هذه الدار .. في وفاء منقطع النظير ، حتى قضت نحبها في هذا المكان ..


ومن أطلال منزل إلى آخر


كنت أسير وأتعثر في خطاي ..


كانت أفكاري تحوم بين المنازل .. وعقلي أسير للذكريات .. فلم أعد أشعر بشيء مما تخطو فوقه الأقدام ..


أضحت خيالاتي وأفكاري أقدامي التي أحلق بها في سماء الذكريات




ومن بين ثنايا إحدى البيوتات


تبدت لي هذه السارية


لازالت صامدة وكأنها تواسيني قائلة


سأظل ممسكة بماتبقى من سقف هذه الدار حتى ماشاء الله


فأنا مثلك لم أعد أحتمل ماحدث وكان


وسأظل شاهدة لمن مر بهذا المكان


أنه لازال هناك أمل في الحياة


سأظل في مكاني حتى آخر رمق


ولا أدري إلى متى سأصمد على هذا الحال


فقد آلمت السنين ظهري وكأنها تجلدني على منكبَيّ لأخر على أرض هذه الدار ولألحق بما لحق بها من خراب




وأغادر ذاك المكان


وأسير في طريقي عبر هذا السرداب


وقد تناثر ت أشلائة أمام ناظري


أحتبس بداخلي زفرات أبت إلا أن ترتفع صرخات


يعج بها المكان


وتتردد أصداءها بين الأسوار والممرات


لقد كانت هنا حياة


أيتها الأيام التي خلت


أين أنت من يومنا هذا


لقد تبدل الحال


وتباعدت المسافات


وفقدنا الكثير من الأحباب


أجيبيني أيتها الأطلال


هل تذكريني


هل تذكرين؟.. حينما كنت أعدو من خلال هذا الممر


كنت يومها .. أحمل بقلبي الأمل ..


واليوم .. لا أراني أحمل بين أضلعي سوى .. الألم ..






وللحديث بقية ..


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق