الأربعاء، 7 أبريل 2010

صفحة من مذكراتي ، رحلتي إلى اسطنبول عام 2001

هذه بعض الخواطر عن رحلتي الى تركيا - اسطنبول -- 26 يوليو عام 2001 ، وددت بثها في هذه الصفحة ..

جائت رحلتي إلى تركيا في العام 2001 بعد تردد وتخوف خاصة بعد احجام الكثير من السياح العرب عنها بعد الزلزال الذي ضربها عام 1999 فتوكلت على الله وعزمت السفر الى هناك ،، بيد أن انبهاري بتلك المدينة الفاتنة انساني مخاوفي ، وحقيقة ان السائح ليحتار اينما يقضي وقته ، فالاماكن كثيرة ومتعدده ، والخيارات غير محدودة ، ولم استخسر قضاء كامل الاسبوعين في اسطنبول ، بل حينما قضيت اسبوعين فيها خلال رحلتي عام 2001 لم اشعر بالملل ، فالمدينة ساحرة ،، كبيرة ،، غنية بالمزارات السياحية، المنتزهات الطبيعية التحف ،، الآثار ولعل من المثير حقاً أن تجمع اسطنبول مالم تجمعه أي مدينة اوروبية من المزارات الكثيرة ، ومما يميز اسطنبول ان وقتها يتسع لأي نشاط يرغبه السائح ففي أي فترة من اليوم تجد مايناسبها من اماكن التنزه ، ففي الصباح مثلاً بعد الافطار يمكنك الذهاب الى منطقة تقسيم للتسوق في مركز القالاريا – مركز "اكمركز" او الذهاب لجبل العرايس عبر عبورالجسر الذي يعتلي البوسفور للانتقال الى الشطر الآسيوي من تركيا ، حيث تصل الى جبل يعتبر منتزهاً طبيعيا ذو اطلالة رائعه على اسطمبول فتجد السياح من كل مكان ، الصغار والكبار وتجد بعض محلات التحف والهدايا والسوبرماركت وتجد البعض يتجاذب اطراف الحديث وبعض النساء الكبيرات في السن يقومون بعمل الخبز التقليدي اللذيذ ، ثم تقوم بالتجول في منطقة الجبل لرؤية بعض الاستعراضات من العرسان الذين يتهادون بين اصحابهم وبين السياح لتجد البعض قد حمل كاميرته ليقوم بتسجيل هذا الأمر ، ومالاحظته هناك ان بعض الناس هناك ملامحهم قوقازية الشكل ، ثم تقوم بالتمشي في جبل العرائس لتعود منه الى حيث تسكن .
منتزه كيليوس من المنتزهات التي لاتفوت بالنسبة للمسافر الى اسطمبول وهو قريب من ترابيا وهو عبارة عن منتزهات طبيعية جميلة اشبه بالحدائق تقوم هناك بتناول المشويات من الاغنام التركية الطازجة سواءا اذا رغبت في شية بنفسك ام الطلب منهم ان يشووه لك ..
وكوني من محبي السباحة في البحر فقد اتسعت النشاطات السياحية في تركيا لتبلغ إحدى إهتماماتي وهي مداعبة المواج البحرية ، حيث استمتعت بالسباحة في شاطيء (اسمه كيليوس ان لم تخني الذاكرة) حيث قام سائق التاكسي الذي تعاقدنا معه باختراق بعض الاشجار الكثيفة ليأخذ الطريق نزولاً الى ذلك الشاطيء ، الذي تنتصب عليه بعض المقاهي المعتلية والتي تطل منها على البحر الأسود الذي كان شديد التلاطم ، كانت الإطلالة رائعه على ذلك الشاطيء الهاديء فالغابات من خلفي والبحر امامي وانا ارتشف كوبا من عصير البرتقال الطازج ، ولم استطيع مقاومة هدير الامواج المتكسرة على الشاطيء لأقوم بمصارعة الموجات القوية التي كانت ترميني على الشاطيء الخلاب .
أما جزيرة الاميرات أو ماتعرف بإسم "بويوكادا" فكان لها شأن آخر ! .. حيث انتقلت اليها عن طريق العبارة من ميناء في اسطنبول وقد كانت جزيرة في غاية الروعه ، وسياحية من الدرجة الاولى لتبدأ الدخول الى الجزيرة عبر ساحة يزدحم فيها السياح / ولم احتار في تلك الجزيرة فعربات الخيول قد اصطفت خلف بعضها لتاخذ السياح في جولة حول الجزيرة ، وكم كانت متعه ركوب العربة التي يجرها الخيل والتي اخذت تلف بنا الجزيرة صعودا ونزولا والتي كانت تختبيء في ثناياها بعض المطاعم والمقاهي الصغيرة ، ولأختم جولتي بالتجول في الجزيرة الجميلة وتناول الغداء من احد المطاعم التي تشرف على البحر ، ثم لأتجه الى احد الاتراك الذين يقومون بخبز الوافل ويدهنه بالشوكولاته ا كريمة البندق و الذي لم اجد له مثيلا ابدا الا في تلك الجزيرة ثم لاخذ العبارة للرجوع الى اسطنبول مرة اخرى .
في المساء كنت أستمتع بقضاء الوقت في كافيتيريا " مادو" MADO الواقعه في قلب ترابيا وكانت مفضلة من قبل الكثير من الخليجيين حيث يقصدها الناس لتبادل الاحاديث والسمر وتناول الآيس كريم والقهوة بانواعها .
ولاأتعجب من كثرة الاتراك متحدثي اللغة العربية والذين يقصدون ترابيا بشكل كبير من اجل السياح هناك ، ومن الجميل هناك الأمان حيث كنت ارى بعض رجال الشرطة واقفين على ضفاف البحر في منطقة ترابيا ، مما يشعرك بنوع من الأطمئنان خصوصا نظراتهم وابتساماتهم الودية للسياح العرب خاصة .
وللجلوس على البوسفور في المساء سواءا عصرا ام ليلا طابع خاص ! حيث يكون المنظر شاعريا اكثر وانت ترى منظر الوسفور الخلاب والبواخر التي تتهادى فيه ، ولاتستغرب اذا رأيت كثرة قشور الحب الشمسي من حولك في كل مكان ، ولعلها تسلية قد نكون اخذناها نحن السياح العرب من الاتراك في تناول الحب الشمسي اثناء الجلوس والحملقة في السفن والبوارج الغادية والرائحه في قلب البوسفور .
وتأخذني الذكريات لفندقي الذي أقمت فيه آنذاك " فندق قراند ترابيا " الذي كانت تملكه الحكومة التركية ورغم كونه 5 نجوم وقدمه والتجديدات التي تمت عليه الا انني كنت اراه في ذلك الوقت قمة الفنادق من حيث الاطلالة الرائعه على البوسفور ، حيث كان الجلوس في بلكونة الفندق متعه لاتجاريها متعه حيث تجد الهواء القادم من الشمال يداعب انفك واحاسيسك التأملية .
الاسبوع الثاني ، قررت الإقامة في إحدى الشقق في ذات المنطقة والتي لاتبعد كثيراً عن الفندق حيث كان للشقق وبساطتها طعما مميزاً آخر.
منطقة ترابيا منطقة حيوية كل شيء الاحتياجات الضرورية متوافره من مطاعم وبقالات صغيرة ومصارف ومقاهي الا ان منطقة تقسيم كانت بالنسبة لي متنفساً آخر للقلب الحيوي الصاخب اذ ان اسطمبول الحية هناك ، فالى جانب المولات والمراكز التجارية هناك ، يوجد احد اجمل الشوطيء التي ينتشر عليها السياح واهل المدينة كذلك وتتواجد بعض المقاهي هناك ، ولا انسى منظر فندق كراون بلازا لاطلالته الرائعه على البحر ولشموخه وارتفاعه مما جعلني اعقد العزم على ان اسكنه اذا كتب لي زيارة تركيا مرة اخرى .

هذه اسطنبول وحدها فكيف بمن اضاف وجهات اخرى الى رحلته في تركيا ! حتما ستكون رحلة لاتنسى!


الصورة الوحيدة التي تبقت لدي من تلك الرحلة ، وهي لقطة من المركب الذي استقليته أثناء النزهة البحرية القصيرة في مضيق البوسفور 2001

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق