الجمعة، 7 يناير 2011

سور الهند العظيم



من خوارق العادات أن تنهض فجأة من الرماد كطائر العنقاء دولة بحجم الهند ومحدودية مواردها ، وأن تحقق كل تلك الإنجازات الخرافية في وقت من الزمن وجيز ، وبالنظر إلى السور الصيني العظيم وما أبهر به العالم اجمع لما يخفيه وراءه من حضارة قائمة ونشاط اقتصادي وتقني حثيث، قد بدا واضحاً للعيان أنه قد ترامى على أرض المشرق سورٌ ثان.. يوشك أن يلقي بظلاله على نظيره الصيني .. ،  سورُ من نوع آخر ! .

في الآونة الأخيرة اتسع الميدان الإقتصادي الهندي إلى أبعد من النشاط الزراعي وصناعة النسيج وتصدير السجّاد .. علاوة على البراعة سلفاً وحاضراً في فن التصميم الهندسي وفن المِعمار .. حيث حققت الهند نمواً في مجالات حيوية عدة ، وإنجازات لازالت تتوالى تباعاً مع كل يوم تشرق شمسه على العالم





في تصريح لمهندس عملية الإصلاح الاقتصادي مانموهان سينغ  (رئيس الوزراء الحالي للهند ) حينما كان وزيراً للمالية في حكومة ناراسيما راو (1991-1996)، قال فيه "لو أنك في عام 1960 سألت أي شخص في العالم عن الدولة التي يتوقع أن تكون على قمة رابطة دول العالم الثالث في عام 1996 أو 1997، فإن الهند كانت ستوضع في مقدمة هذه التوقعات". .


الهند تطور جهازاً لوحياً بقيمة 35 دولار


في محاولة من الهند لنشر التكنلوجيا و جعلها متوفرة للجميع، قام وزير التطوير والموارد البشرية Kapil Sibal بالكشف عن جهاز لوحي ينافس الآيباد بسعر لا يتعدى ال 35 دولار.


سيأتي الجهاز بشاشة لمس و ذاكرة عشوائية بحجم 2 جيجا مع دعم للواي فاي وفتحات الـ USB، أما عن عن حفظ البيانات فسيتم إستخدام كروت الذاكرة بدلا من الأقراص الصلبة. وعلى حسب كلام الوزير فإنه سيعمل على نظام مفتوح المصدر وسيلبي كافة إحتياجات المستخدم اليومية من تصفح وتعامل مع المستندات وملفات الملتيميديا وسيتم تزويده بكافة البرامج اللازمة لذلك.




لعل التنافس المحموم في الشرق بين المثلث الياباني والصيني والكوري قد أثر في مجريات الإقتصاد الهندي .. لتصبح من الأقاليم الجغرافية التي يشار إليها بالبنان في مجال تقنية المعلومات ، ومن العوامل التي أسهمت في وصولها إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال الكتلة البشرية الهائلة، التي ينطوي عليها هذا البلد، فالهند هي ثاني أكبر دولة في العالم، بالنظر لعدد السكان، الذين يتجاوز المليار نسمة، ويساعد انتشار الجامعات والمعاهد التقنية على تخريج أعداد هائلة من إخصائيي تكنولوجيا المعلومات.
أما فيما يتعلق بالمحركات فقد وصلت الهند إلى مستوى متقدم في هذا المجال سواءاً في مجال صناعة السيارات حيث أسهمت شركة تاتا في إحراز نتائج رائعة ملموسة على أرض الواقع ، تجاوزتها تلك الشركة إلى نشاط آخر لايقل أهمية عن ذلك المجال وهو الإستحواذ على أكبر شركة اتصالات في كندا Teleglobe والتي كانت على وشك الإفلاس لتتملكها الشركة الهندية ..
إضافة إلى وجود مصانع لكبريات الشركات العالمية مثل مرسيدس بنز وروفر وغيرها في الهند ..


الصواريخ الهندية البالستية
ولاننسى المجال الأكبر تأثيراً في اقتصاديات الدول وهو وصول الهند إلى مرتبة عالية في مجال الفضاء وصناعة الصواريخ حيث
طورت الهند نظاما صاروخيا متنوعا كانت تسعى عن طريقه إلى مجاراة الصين التي سبقتها إلى المجال النووي ومن تلك الصورايخ : بريثفي وأغني وناغ وأكاش وغيرها من الصواريخ الباليستية .. ولايستبعد أن تتصدر الهند الصين وبعض الدول المتقدمة في العالم الغربي بعد سنيّات قليلة .. في ظل السعي الدؤوب الذي لايعرف الكلل والزيادة السكانية المضطردة التي تتبعها زيادة طردية في ارتفاع المؤشر التقني لهذا البلد .. وتبعاً لذلك .. ارتفاع السور ( التقني) الهندي العظيم !

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق