الأربعاء، 5 يناير 2011

فكّر مابداخل الصندوق !




بسم الله الرحمن الرحيم

كثيراً ماتبدو لنا الأشياء بخلاف حقيقتها للوهلة الأولى ..
وكثيراً ماتستقبل أذهاننا حدث معين أو مشكلة من المشاكل بصورة أكبر مما هي عليه
كوننا نعتبرها مشكلة أو حدثاً يعتبر الجزء الأكبر من المشكلة بحد ذاتها .. ولو تعمقنا قليلاً في ماهيتها والتفكير في وسيلة لحلها لوجدنا أن الأمر لايستحق أن نحمل هذا الإهتمام الزائد للمشكلة نفسها ..


كثير من الأمور في الحياة تظهر بشكل مغاير لحقيقتها ، تدخل أحد المجالس ، او تتجه داخل المصعد .. فتقابل شخصاً قد لاترتاح لملامحه من الوهلة الأولى .. وقد يكون هذا الشخص ظاهرياً خلاف الواقع .. فتكتشف بعد حين أن هذا الشخص رائعاً خلوقاً دمث الأخلاق ..
الاقتراب من دواخل الأمور والأشخاص يكشف  وجهاً متناقضاً في بعض الأحيان ..
بعض المفاهيم في هذه الحياة تسنفد تفكيراً عميقاً قد لايستدعيه ذلك الأمر كله في الواقع .. ومن الأمثلة على ذلك .. الإقدام على تجربة جديدة ، وظيفة مثلاً .. أو التخطيط للسفر إلى بلد جديد ، يذهب المرء ويخوض تلك التجرية الجديدة ، كالسفر إلى بلد لم يسافر إليه  ، يجد أن الأمر كان في غاية اليسر ..

ربما الصورة التي تنعكس عن تجربة جديدة أو مفهوم جديد تشعر الإنسان بالرهبة والقلق أن لايؤديها على الوجه الأكمل ..

ومن الأمثلة الحيّة التي جعلتني استرسل في هذه الأفكار .. أنني قد اصطحبت طِفلَيّ إلى إحدى المدن الترفيهية .. وتوقفت عند إحدى أجهزة التصوير الذاتية .. بحيث يدخل الطفل داخل الجهاز ، ويسدل الستائر الجانبية ثم يبدأ في اتباع الإرشادات السمعية والمكتوبة من على شاشة العرض ويقوم بالإستعداد لوضع التصوير ، وبعدها تقوم الآلة بطباعة صورته بشكل جميل ..

 

تأملت هذا الجهاز ملياً أكثر في أكثر من مناسبة واستحسنت أن يتم استغلال فكرة هذا الجهاز وذلك لوضع أجهزة تحمل نفس الفكرة بالقرب من بعض الدوائر التي تتطلب صوراً فوتوغرافية كالجوازات والأحوال المدنية وغيرها .. ثم اقتربت من الجهاز الذي بدا ( ظاهرياً ) أنه يحمل قالباً معقداً في داخله كي يقوم بالتصوير الذاتي وطباعة الصورة  .. بعد أن أصر طِفلَيّ على تجربته والتقاط صورة لهما بواسطته .. وتوجها للجلوس في وضعية التصوير داخل الجهاز .. إذا بالجهاز يتعطّل .. وظهرت عبارة أن الجهاز معطل ويحتاج للفني لإصلاحه .. ( فكرت قليلاً .. هل الوضع معقد لهذه الدرجة حتى يتعطل هذا الجهاز ويستدعي مناداة الفني؟ ) ، قمت بطلب الفني المسؤل عن هذا الجهاز ( الذي بدا ظاهرياً معقداً )  كان الخلل الذي اتخذ إزاراً أعرض من منكبيه ( نفاد الورق من الطابعة ) .. وعندما فتح العامل الجهاز إذا بي أرى حقيقة هذا الجهاز الذي بدا خلاف ما ارتسم في ذهني منذ البداية ..

 


هذا هو القلب الداخلي للظاهر الخارجي كما ترون :
طابعة + حاسب آلي مجهز ببرنامج ( سوفتوير) وكاميرا ويب .. داخل صندوق صغير ..
وهذا هو كل شيء !



قد تبدو لنا الأشياء خلاف حقيقتها وظاهرها في الحياة .. ولعل هذه الفلسفة كانت ترافقنا في سياراتنا دون أن نرعي لها انتباهنا حيث قد سبقتنا بها المرآة الجانبية والتي تقول .. " أن الأشياء الظاهرة في المرآة تبدو أصغر مما هي عليه في الحقيقة " ..


 وكذا .. ماقد يواجه المرء من مشاكل في حياته ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق