تحرص محلات الأسواق المركزية ومحلات الهايبر ماركت على نشر عروضها الترويجية في أوقات معينه من العام والشهور أيضاً ، ففي بعض مواسم المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والمناسبات الأخرى المتعلقة ببدء الموسم الدراسي ومواسم الشتاء والصيف وعروض الرحلات تسعى تلك الأسواق جاهدة ان تعرض مالديها من سلع من خلال العروض الترويجية التي تسوق لها ، كما تقوم معظم الأسواق المركزية في جدولة عرضين خاصين يتماشيان مع موعد صدور الرواتب سواءاً للموظفين الذين يتقاضون رواتبهم الشهرية حسب التقويم الهجري أو الميلادي ..
وبطبيعة الحال فالمستهلك يشعر أنه في موسم عروض لاينقطع على مدار العام ، وبالرغم من حقيقة هذه العروض التي تتسم بالتخفيض على سلع معينة والابقاء على اسعار سلع أخرى ( إن لم يتم رفعها )
وبالطبع هناك العديد من المستهلكين الذين يحرصون على اغتنام تلك العروض الخاصة .. ينافسهم في هذه البائعين في محلات البقالات الصغيرة وغيرها من محلات الألكترونيات والملابس وغيرها .. وهنا نقف أمام سباق .. مابين المستهلك ومابين بائعي تلك المحلات الصغيرة الذين يسعون جاهدين لافراغ الرفوف عن المستهلك قبل وصوله إليها ..
ثامر شخص قرر الذهاب الى أحد محلات السوبرماركت لشراء صنف معين من الشوكولاته وجد عليه عرضاً خاصاً .. حيث الح عليه أبناءه شراء الشوكولاته المحببه اليهم والتي شاهدوا صورتها في إحدى النشرات الترويجية لأحد الأسواق المركزية ..
بينما سامي قد قرر اغتنام الفرصة لشراء هاتف محمول بسعر متدنٍ كي يقوم باعطائه سائق المنزل
أما أم ماجد فكانت قد نوت شراء بعض الفاكهة من أحد محلات الهايبر ماركت للمنزل
ذهب الثلاثة الى السوق ..
توجه ثامر إلى قسم الشوكولاته في السوق فلاحظ أن الصنف الذي كان قد قدم لشراءه بقي مكانه فارغاً من بين الأصناف الأخرى .. فلما سأل عن هذا الصنف المخفض أجابه أحد العاملين ( كلاس ) مافيه ..
أما سامي فقد توجه إلى قسم الهواتف المحمولة لشراء الهاتف لسائق المنزل .. ولما توجه للصنف المخفض .. وجد مكانه فارغاً .. فلما سأل البائع في ذلك القسم أفاده بأن الكمية قد انتهت وأنهم قد باعوا بالأمس 50 جهازاً من ذلك النوع ..
أما أم ماجد فحينما توجهت إلى قسم الفاكهة والخضروات .. وجدت أن سعر الموز والليمون والكوسا اقل بنصف السعر مما يبيعه بائع محل الخضار المجاور لمنزلهم ..
ولم يدر بخلد الثلاثة أنهم في سباق خفي .. هم لايرون خصمهم ( وهو البائع الوافد ) بينما هو يراهم !
في شهر رمضان المبارك الماضي كنت في أحد محلات الهايبر ماركت وسألت المحاسب عن طريقة التعامل التي يتبعونها مع هؤلاء الذين يزاحمون المستهلكين وينفضون الغبار عن الأرفف قبل وصول المستهلك إليها فأجابني عن ملاحظته أيضاً لهذه الأمور ، فرغم تخصيص كثير من المحلات التجارية بعض السلع التي يتم الترويج لها بعدد معين للمستهلك إلا أن بعض هؤلاء الباعة الوافدين لديهم أفكار أدهى من ذلك ، فسرد علي المحاسب قصة الشاحنة الصغيرة التي لاحظوها أسفل السوق مملؤه بزجاجات أحد المشروبات الرمضانية حيث يتعاقب مجموعة من العمالة الأسيوية على الشراء من السوق ثم النزول الى الشاحنة الصغيرة وتعبئتها .. كي يبيعوها على المستهلك بأسعارهم الخاصة ! ..
رغم حرص هؤلاء العمالة على التوفير والكسب حتى في مزاحمة المستهلك الذي هو أنت وأنا .. غير أني لازلت أشك في أن سباق الأسواق لايزال يحمل في طياته جوانب أخرى قد تتمثل في اتفاق بين بعض عمالة الأسواق المركزية والباعة الوافدين الصغار على إخطارهم بموعد التخفيضات والسلع التي سيتم تخفيضها وعددها وموعد طرح البضاعة في الأرفف .. مما قد يفسر وصولك إلى القسم المقصود فارغاً دون غيره ؟
سباق قد لايكون متكافئاً بين البائع الوافد الذي يبيع في بقالة صغيرة ، وبين المستهلك .. الذي هو أنت وأنا ..
فعلا موضوع مهم للغايه
ردحذفاشكركم على مروركم الكريم وتعليقكم اختي الكريمة
ردحذفومثلما يحتاج المسوق والبائع الى دروس نحتاج نحن المستهلكين الى دروس في هذا المجال
دمتم بحفظ الله ورعايته