الثلاثاء، 10 أبريل 2012

الزائر المُستضيف !


يوم الإثنين ، السابع عشر من شهر جمادى الأولى  من عام 1433هـ، الموافق للتاسع من شهر ابريل (نيسان) 2012 ، كان يوماً مميزاً في منتصف الأسبوع ، فقد تلبدت الغيوم ظهيرة ذلك اليوم ، وبُعيد صلاة العصر بدأت الغيوم في نثر مكنونها من جُمان شفافة متلألأة ، بثت البهجة والسعادة في قلوب الجميع .. وبالطبع .. لم يكن ذلك اليوم لأهل الرياض يوم إجازة .. ومع ذلك .. فقد غص الطريق الدائري بأفواج السيارات المتوجهة لإغتنام هذا اليوم الربيعي البهيج تحت وقع المطر المنعش ونسماته العليلة نحو طريق الثمامة .. فالمطر قد وجه دعوة للجميع لأخذ نزهة برية في ذلك اليوم .. وما أبهجه من يوم ..






ضجت السماء بالغيوم ، وهطلت الأمطار بغزارة .. وجرت الشوارع والطرقات كالأنهر .. لقد كان لزاماً على الكثير التوجه لإطراف المدينة ، والاستمتاع بهذا اليوم الماطر البديع ..

ومن هنا ، تتدفق المركبات .. كلٌ يشق طريقه سراعاً تلقاء منطقة الثمامة .. والتي لاتبعد كثيراً عن أطراف العاصمة ..

والحال كذلك في الطرقات الدائرية .. كهذا الطريق .. الشريان الرئيسي للمدينة .. ليُصبح نقطة تلاقي الجميع من شتى أحياء المدينة .. للتوجه إلى طريق الثمامة ، ومنطقة الثمامة وماحولهما ..

هكذا بدا طريق الثمامة ، لم يكن بهذا الزخم كما الحال في أيام منتصف الأسبوع .. غير أن الدافع للجميع هنا يستحق الخروج ..

وهكذا تبللت الرمال وانتعشت البيداء
وملأت مياه الأمطار جنبات الأرض

لقد دبت الحياة  في الأرض من جديد ..
ولم يبق إلا عدنان ولينا ليكتمل الوصف !
طريق الثمامة .. جسر الرياض للمناطق البرية ..

ازدحام الطريق لم يكن معهوداً إلا في أيام نهاية الأسبوع .. ولكن المطر ليس بالزائر العادي لمدينتنا العزيزة الغبراء..

وتبدأ المركبات في شق الطريق ، كلُ يحاول ويبذل جهده أن يكون في مقدمة الركب ..

وهكذا تبدت البراري الرطيبة الرحيبة ..وعلى جنبات الطريق توزع الناس بين هذا المكان وذاك ..
وأصبح كلٌ  يشق طريقه نحو مكانه كي يكون بحضرة الزائر الجميل  ..
يوم الإثنين .. كان يوماً خاصاً .. أحببت أن  أكتب فيه خاطرة وشيء من الذكرى بحق هذا الزائر الحبيب ( المطر ) ..
ويتوقف المطر لبرهة عن الحديث ...كي يتسنى للجميع ملء صدورهم بنفحاته المنعشه .. بمنأى عن الغبار والتلوث .. واغتنام  شيء من مباهج الربيع ، والذي يوشك أن يلملم أغراضه ويهُم بالرحيل..



وتتلبد السماء بالغيوم مرة أخرى ..

ويبدأ البعض في حزم متاعه ومغادرة المكان .. فهناك المزيد من شهد السحاب في طريقه للنزول ..


وتمطر السماء ثانية .. وتنتشي الأجواء والطرقات والأنفس قبلها.. 
رباه !
يالهذا الزائر من سحر عجيب وأثر في النفوس ..
الحمدلله الذي مطرنا بفضله ورحمته ..

ويبدأ الجميع في العودة من حيث أتوا .. بعد قضاء يوم بري في ضيافة ماء السحاب ..

وليعود الجميع ثانية إلى شوارعهم بضجيجها وتلوثها مرة أخرى ..
وكأني أرى كل من هؤلاء يمني نفسه بإثنين آخر ..
يسترجع فيه ذكريات هذا اليوم الجميل ..
وهذا الزائر الذي بات هو المستضيف  للأهالي ، في ربوع البراري  ..

  فيا أيها المطر !
إن حللت ثانيةً .. فلا ترحل ..
فإنما نحن الضيوف..
وأنت صاحب الدار .




هناك 4 تعليقات :

  1. ياحلوو المطر من جد كان يوم جميل ومميز
    تصويرك مره جمييل و اسلوبك مره يدخل جو مع الصور !!
    شكرا لك ، و الله يديمها علينا يارب .

    ردحذف
  2. المطر هذا الضيف الجميل حتما سيبدو بهيا بأي صورة وأي عدسة
    تشرفت بمروركم
    تحياتي

    ردحذف
  3. أظلم الجو أمس بشدة قرابة الساعة 5 وظننت أن الغبار هبط علينا من جديد فأصابتني كآبة وحزن، لكن الحمد لله صار الأمر أفضل مما توقعت. جو الرياض هذه السنة غريب ولم أره مثله في الماضي، أمطار في الصيف، عواصف رملية شنيعة، تقلبات سريعة لا تنتهي (يوم حر ويوم برد)، ما السبب يا ترى؟ لا أذكر أبداً أن مثل هذا حصل في السنين الماضية. الله يحفظنا بحفظه.

    ردحذف
  4. تشرفت بمروركم الكريم
    الحمد لله على كل حال وسبحان الله مصرف الاحوال ، فعاصمتنا الحبيبة لايمكن التنبؤ بأجوائها واعتقد أن ذلك عصياً على جميع خبراء الارضاد والفلكيين ، فالنقائض قد تجتمع في وقت واحد ، غبار ومطر ، غيم وشمس ، وأجزاء الرياض قد تختلف أيضاً في طقسها بين مطر وبَرَد أو غبار ..

    نسأل الله ان يحفظنا بحفظه ..

    دمتم بحفظ الرحمن ورعايته

    ردحذف