الاثنين، 14 نوفمبر 2011

لوزان Laussane ذات صباح ..

 
تحفل البلاد السويسرية بالعديد من المدائن والقرى السياحية البهيجة ، وتتعدد خيارات المسافرين الراغبين في قضاء إجازة في ربوع سويسرا ، فهذه البلاد جمعت بين المدنية والطبيعة الخلابة كما هو الحال في سائر دول اوروبا ، طبيعة البساط الأخضر الباهي ، والأنهار الرقراقة ، والبحيرات الخلّابة ، والأشجار الباسقة ، وقمم الجبال السامقة التي تكتسي بحللٍ من البياض فصل الشتاء وغيره ، وتزدان أحضان ربوع تلك البلاد بالمروج الفواحة ، تغلفها روعة الأجواء المنعشة والماطرة .. ولعلها تتشابه كثيراً مع جارتها الشرقية النمسا في كافة المقومات السياحية في البساط الأخضر والبحيرات والأنهار والجبال ، غير أن البلاد السويسرية قد تتميز عن النمسا بكثرة وتعدد المدن التي تعج بالحياة والأسواق مثل زيوريخ وجنيف وبيرن ولوزان وغيرها ، كما تتميز بكثرة القرى السياحية ، وتعدد القمم الجبلية ، وتعدد المناشط السياحية التي تربو عنها في النمسا ، وتبقى الميزة الأبرز في سويسرا عن النمسا موقعها المتوسط لدول اوروبا .. ومن بين المدائن السويسرية التي تعج بالحياة والحركة الدائبة مدينة لوزان Laussane والتي زرتها ذات صباح ، أثناء إقامتي في جارتها مونترو التي تبعد عنها حوالي الثلث ساعة من الزمان .. 



لحضات من الصفاء .. تناولت فيها طعام الافطار في فندقي في مونترو .. مع رشفات من القهوة .. أرمق محطة القطار من خلف النافذة .. تأهباً للانطلاق الى لوزان..
وصلت الى لوزان... خرجت من محطة القطار .. محطة القطار من خلفي .. التفت لألتقط التذكار الأول في لوزان ..

استقليت الباص قبالة محطة القطار في لوزان .. ثم اتجهت الى منطقة اوتشي .. شاطيء بحيرة لوزان .. بحيرة ليمان .. بحيرة انتظمت عليها جنيف ولوزان ومونترو كالعقد الفريد في جيد حسناء .. وتلكم الحسناء هي بحيرة ليمان المترامية الاطراف
في منطقة اوتشي .. المراكب .. المقاهي .. الاشجار .. المجسمات والاشكال الجمالية .. منظر لاتمل عيناك من رؤياه
تتمايل بي نسمات الهواء المنعشة .. لأجد نفسي مشدوهاً أمام جمال أخاذ !! لاتمله عيناي .. منظر الأوز في البحيرة الخلابة .. منظر لاتمله العينان .. خذ وقتك فأنت في لوزان ..تأمل الجمال من حولك وسبح بحمد الله المبدع الخلاق..
كاتدرائية اوتشي ..مقابل البحيرة------------------
بعد جولة قصيرة على ساحل البحيرة استقليت الباص كي يأخذني الى مركز المدينة ، وهنا لاحظت أن السنتر في مدينة لوزان في واد ومحطة القطار في واد آخر !تصل الى السنتر بعد 20 دقيقة من انطلاقك بالباص من محطة القطار
استقليت الحافلة .. وأنطلقت بي من منطقة اوتشي .. وبيدي الخريطة .. خريطة لوزان .. ليس لدي وقت لتصفح الخريطة .. المناظر الآسرة عن يمين وشمالي ومن أمامي ومن خلفي لاتدع لعيناي مجالاً لأخذ ولو لمحة على الخريطة ..
الخريطة طوتها يدي .. الخريطة الآن في جيبي .. الخريطة أصبحت مجرد تذكاراً .. تذكاراً من لوزان ..
     احدى ساحات المدينة الصغيرة .. ساحات مبعثرة هنا وهناك .. هنا ساحة .. وهناك ساحة .. وأنت تقف بين الساحات .. الساحات .. اشبه باستراحات للغادي .. نعم .. أشبه باستراحات .. استراحات .. للغادي والرائح ..
واثناء تجوالك وسيرك بين الطرقات والممرات ، الممرات التي تتوالى عليك بعد كل خطوة تخطوها .. فستبصر المستعرضين والعازفين في ثنايا لوزان القديمة
.. العازفين الذين أمتهنوا وأحترفوا التسول بطريقة عصرية ..



هذا ماستلحظة وأنت تجول بقدميك في لوزان القديمة .. الحركة الدائبة .. وحركة السيارات والمشاة التي لاتتوقف .. ستشد عيناك العمائر التي تزخر بالمحلات الفخمة والبضائع الفاخرة ..
والجميع ؟؟
الجميع في شغل دائم ..ازدحمت بهم الشوارع والطرقات .. كل في شأنه ..
والنظام ؟؟ 

النظام أن تعبر الطريق وأنت مطمئن ..



وهنا قد تواجهك هذه الساحة .. وفيها هذا المجسم لأمرأة تحمل ميزانا بيد وسيفاً باليد الأخرى 
 
 الميزان والسيف 

وهنا .. احد محلات الحلويات الفاخرة في ذات الساحة ..




ودرجات دو مارشيه الشهيرة .. ستشعرك بالبهجة وأنت تغدو من خلالها والمحلات عن يمينك وشمالك .. كيف سنشعر بالملل في مدينة كهذه ؟؟
وحتى وإن تسلل الى نفسك شيء من الملل .. فهناك ماسيبدده !
منظر لدرجات دو مارشيه صعوداً ..
لأنتهي بهذه الساحة بعد صعود الدرجات
.. الساحات الصغيرة .. وما أكثرها في لوزان !
وبعد فترة من الوقت .. قررت العودة ادراجي الى اول ساحة توقفت فيها في منطقة السنتر ..

وهنا .. اسمحو لي ان اتوقف قليلاً ..سألتقط أنفاسي .. لمواصلة الجولة في هذه المدينة النابضة بالحياة !
--------------------------------------
من السنتر نكمل مشوارنا لنتجه الى منطقة اوشي



 
هنا ساحة كبيرة ومواقف السيارات في منطقة السنتر في لوزان
إذا اردت الذهاب الى منطقة السنتر في لوزان فتوقف عند محطة الباص هذه !
كل شيء سهل هنا ، التواصل مع هذه الفاتنة السويسرية لايحتاج الى الكثير من الجهد .. هنا في الصورة اعلاه احدى محطات الباصات في السنتر ، اذهب الى اي مكان وتتبع محطتك والوقت الذي ستعرف منه موعد قدوم الباص
نظرة على احد شوارع السنتر اثناء انتظاري لقدوم الباص الذي ساتوجه من خلاله الى منطقة اوتشي
ما أجمل هذه الاشجار ، لوحة بديعه من صنع الخلاق جل جلاله ، هناك الكثير من لحظات التأمل التي ستسغرقها للتفكر في الجمال الرباني
هاقد وصلت مرة اخرى الى منطقة اوتشي .. حيث سأستمتع بقضاء بعض الوقت على كورنيش بحيرة ليمان !
ومن هنا ودعت الباص الذي اكمل مشواره الى الناحية الاخرى من لوزان .. تجاه محطة القطارات !
-----------------------------
نعم ... استقر بي القرار أخيراً على العودة ادراجي مرة اخرى الى منطقة اوتشي ،، وما اجملها من منطقة ،، ضفاف بحيرة ليمان الخلابة يشد القلوب .. وصلت بالباص الى منطقة اوتشي الجميلة ، واخذت امتع عيناي ببريق جمال الطبيعه الأخاذ !
التمشية هنا بين هذه الاشجار البديعه ، مع نسمات الهواء العليلة .. وسمفونية الامواج التي تتكسر على ساحل البحيرة لها احساس آخر !
احد المسارات المنسقة بمحاذة بحيرة ليمان

أما الأطفال ..
الأطفال سيجدون ضالتهم هنا ايضاً !




وعبر هذا المسار البديع ستشعر في هذا المكان بيد خفية تجتذب منك كاميرتك بالقوة من على صدرك ..كي تطلق العنان لأصابعك في التقاط المناظر الآسرة !
كافيتيريا ..على ضفاف البحيرة ..
ومن هنا .. بدأت اتهادى عبر هذا المسار الذي يتجه ناحية ضفاف البحيرة الخلابة ، اشجار الى اليمين والى اليسار ، ونسمات الهواء العليلة العبقة تداعب انفاسي .. وتستأذنني رئتاي .. تقولان لي .. لاتبرح مكاك ياصاحبي .. ودع عنك العناء والتجوال .. دعني اطير مع نسمات الهواء ، واتنشق العبير الذي عم المكان ـ فلقد اعمتني ادخنة بلادك وغبرتها فلم تعد تترك لي شيئاً نقياً في بدني!!
وهنا وقفت أتأمل هذه المراكب ،، هذه البحيرة وماحولي من معالم الجمال
مراكب اصطفت تباعاً .. الواحد تلو الآخر .. لم يخيل لي أن اتمنى يوماً أن اصبح قارباً .. لا ابرح هذا المكان ! آه يالوزان !
ماهذا القوس الذي على يسارك في الصورة أعلاه ؟؟ اتراه شكلاً جمالياً ؟؟ بلا معنى ؟؟ لا اعتقد ..
إنها تحفة ولكنها هذه المرة ذات معنى .. هنا على ضفاف بحيرة لوزان ( ليمان ) ، بوصلة جميلة لتحديد الاتجاهات .. البوصلة داخل البحيرة .. البوصلة سترشدك إلى اتجاه الرياح .. تلك الرياح التي ستميل البوصلة .. الرياح التي ستبعث الانتعاش في صدرك قبل أن تعبث بالانتعاش داخل تلك البوصلة ..
ومنظر جمالي آخر .. لكنه بلا معنى ؟؟ أتراني مخطئاً هذه المرة ؟؟
هذا الشكل الجميل لنجمة تداخلت في بعضها ، زادت من حسن المكان

وهذه المرأة .. تبدت من أمامي كي تطعم الطيور .. تلك الطيور التي اصطفت جميعها تنتظر وجبتها التي اعتادتها من سكان هذه المدينة ..
لحظة تأمل .. حانت من تلك المرأة .. قبل أن تستأنف إطعام تلك الطيور..
وهذا المسار البديع على ضفاف البحيرة .. سيبث في نفسك الحماس للمشي..
لقطة لبعض المباني الواقعة على ضفاف البحيرة..
بعد فترة من الوقت والتجوال بين هذا المكان وذاك .. قررت ان اترك المكان .. 
هنا ،، استقليت الحافلة .. واتجهت الى محطة القطار في لوزان
-------------------------------
هنا اختم  هذه الرحلة القصيرة الى لوزان
بعد الانطلاق من ضفاف بحيرة ليمان - لوزان - اوتشي قررت العودة الى مونترو ، نزلت من الباص .. توجهت الى محطة القطارات في لوزان كي أتناول الغداء في مونترو..
محطة قطارات لوزان
------------------------------
مع اشتداد الصقيع في ذلك اليوم ، قد يطرق الجوع الأبواب دونما استئذان ..


لاحظت وجود مطعم مقابل لمحطة قطارات لوزان ، فتناولت غداءي فيه ..كان تناولي للغداء على عجالة ..
--------------------------------------------
بعد تناول طعام الغداء لاحظت مساراً صاعداً يتجه خلف المنطقة التجارية المقابلة لمحطة القطار فقررت تتبع ذلك المسار رغم برودة الاجواء وبدء تساقط الثلوج !
-----------------------------------------
ولازلت اواصل سيري صعوداً عبر ذلك الممر علي اجد شيئاً يستحق هذا العناء !
-------------------------------
التفاتة الى الخلف ، هذه هي المسافة التي قطعتها صعوداً مع بدء تسرب التجمد الى مفاصلي ..
بعد ذلك وبعد السير لعدة دقائق ، وصلت الى احد التقاطعات في المدينة فادركت انه ليس هناك في المنطقة المجاورة لمحطة القطار مايستحق الفرجة
انتهى بي ذلك الممر الصاعد المتعرج إلى هذا المكان ..
------------------------
عدت ادراجي عبر ذلك الممر حتى وصلت الى محطة القطار لأجد مقهى انترنت وقد الحق به صالة العاب
لقطة لمقهى الانترنت وصالة الالعاب - الصالة واسمها QUANTA


وهذا هو اسم الصالة - وواجهتها من الخارج
-----------------------

بعدها ،، قررت العودة ادراجي الى محطة لوزان المقابلة لهذه الصالة استعداداً للمغادرة الى مونترو..
----------------------------------------
في وداع لوزان ...
الوداع يالوزان 

قد  خلّفتِ في روعي ذكرىً جميلة
ستبقى مابقيت الروح في الجسد ..


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق