الأحد، 31 يناير 2010

لحظــة تأمــل ...



الحياة ..
كم هي قصيرة هذه الحياة ..
قصيرة بلحظات الصفاء .. وطويلة بلحضات العناء

حينما نجتاز مرحلة من العمر
ونلتفت وراءنا ..
نجد الراس قد شاب ، والأمل قد قَصر ..

ولحظات الحياة قد أصبحت معدودة .. حينما نكبر تكبر معنا همومنا ، وتصغر لحضات صفاءنا .. منذ أن كنا نعيش في بحبوحة الطفولة حيث لا أرق ولا هم ولا قلق ،
تلك اللحظات التي استشعرها في هذا الصغير الذي يلهو على ارجوحته ..


تذكرت لحضات الصفاء تلك ، وأنا أقلب بعضاً من صوري .. فأحببت أن أسترجع لحضة التأمل التي طواها الزمن .. في هذه الصفحة ..

لست أدري إن كان قد جال في ذواتكم ماجال ببالي حينما لمحت هذا الطفل ..
يرنـــــو على ارجوحته صوب السماء ..
ثمة مشاعر متلاطمة كموج بحر لجيّ زخرت بها ذاتي حين رأيته ..
وتداعـيات عذبة عذوبــة الغــزالة تهتن تبراً يضمخ خد المحيــط والسمــاء أول المســاء ..

أيا وهج البراءة والرقة والحنان !
فيم تحدق ؟؟ ..
وأين ترنو ببصرك ؟؟ ..
تراك تبحث عن غيمة تهتن غيثاً يروي البلاد والعبــاد ؟؟ ..
لا أظن ذلك .. فبلادكم دائمة المطـــر .. همالة الديم ..
ففيم تحدق إذاً يا صغيري بالله عليك ؟ ..
أبعصفور غــــرد ...
مـــرّ فوقـــك فناجـيتــه ؟ ...
أم بسرب يمام حيـــاك فناديته ؟؟ ..
أتُــراك سُحــرت بزرقة السمــاء ..
وروعة اللازورد في أجواز الفضاء ؟؟ ..
أيتيم تناجي روح أمك ؟ ..
تسكب في أسماع الطير همك وغمك ؟..
أم تراك مسَّـتــك رقة العُبــّاد
وتنسك الزهّــاد
فأنت في وادٍ والملأ بوادٍ ...

تراك ترنو صوب البدر ..
وأنت بعد في أول العمر ..
تمسح بأهدابك أجنحة النوارس المبحرة إلى المرافيء البعيدة البعيدة حيث لا يتم ولا ألم ولا فراق ولا شقاق ولا نفاق ؟..

ربـــاه ! .. كيف أودعت في قلبي كل هذا الوجد به ..

تخالج روحي تلك الكلمات النورانية استلهمها من وهج اللحظة ولحظة الوهج : قال تعالى" المــال والبنون زينة الحياة الدنيا " ، الكهف (46)

****************
خاطرة من رحلتي إلى مدينة Bregenz عام 2006
نشرتها في مواقع السفر والسياحة وأضفتها للمدونة لاحقاً

هناك تعليقان (2) :

  1. تناغم رائع بين الصورة والنص

    ردحذف
  2. اشكر لكم مروركم الكريم اختي الفاضلة ام راكان

    حفظكم الباريء

    ردحذف