" جولة داخل مدينة بريغنز Bregenz"
الجميل والممتع في الاستكشاف السياحي للمدن والقرى السياحية حول العالم بشكل عام ، والأوروبية بشكل خاص أنه بإمكانك تتبع الأماكن السياحية وفق نهج يكاد يكون مشتركاً .. إذ أن المعالم السياحية لأي مكان تتواجد عادة في السنتر – منطقة السنتر التي هو عنوان المدينة وواجهتها السياحية ، حيث يتجمع السياح واهل المدينة ، تتأمل كيف يعيشون وكيف هي حياتهم اليومية ، فتأخذ فكرة عامه عن طبيعة المدينة السكانية .. وكذا الطبيعة المعمارية . فاذا ماجلست في احد المقاهي كغيرك من السياح فانك بعد دقائق من جلوسك تشعر بالاطمئنان بأنك في واحة صغيرة تلتقط فيها انفاسك وتتناول فيها القهوه وتشاهد الحياة العامة امام عينيك ...
فالمقاهي قد ازدحمت بها الطرقات .. بل ان بعضها يقع على قارعة الطريق نفسها ، ولعل من مزايا الجلوس في المقاهي هو التخطيط بهدوء لزيارة المدينة التي انت فيها اضافة الى سؤال النادل وهو بالطبع على دارية بالمدينة كأهلها عن أهم الأماكن التي تستحق الزيارة واهم الفعاليات .. الى جانب كون هذه الجلسات الموزعه في كل مكان من المدينة بمثابة واحة واستراحة للسائح . أما أنا فتعجبني منطقة وسط المدينة ( السنتر ) في المدن والقرى والأرياف حيث تكون بدايتي لاستكشاف ورؤية المنطقة عبرها إذ أنه نقطة الصفر التي تجعلني انطلق إلى جميع المعالم والمزارات السياحية الأخرى في المدينة وإرجاءها بعد زيارة منطقة وسط المدينة إلى فترة لاحقة ، ومن اهم الأسباب التي تدفعني للبداية من وسط المدينة هو انني عندما أصل إلى المدينة التي أنا بصدد زيارتها أقوم بالبحث عن الاحتياجات اليومية من مركز للتموين أو مطعم قريب من الفندق . لأبدأ باخذ ما تحتاجه الغرفة من تموين والتي تتنوع بين المياه الصحية و العصائر والمشروبات الغازية وبعض الفطائر ، خاصة وأن الرحلة العائلية تتطلب القيام بتوفير بعض المواد الأساسية للعائلة ، ومع أن مياه الصنبور في فنادق أوروبا عادة ماتكون صالحه للشرب ، إلا وأن بعضنا قد لايستسيغ جلب المياه من ذاك المتواجد داخل دورة المياه مع أن المياه المحلية بالغة العذوبة ، فحتى مياه النوافير في الشوارع والتي تاتي من بعض الينابيع الجبلية هي ايضاً بمثابة واحات للمارة من السكان والسياح للشرب .
فالمقاهي قد ازدحمت بها الطرقات .. بل ان بعضها يقع على قارعة الطريق نفسها ، ولعل من مزايا الجلوس في المقاهي هو التخطيط بهدوء لزيارة المدينة التي انت فيها اضافة الى سؤال النادل وهو بالطبع على دارية بالمدينة كأهلها عن أهم الأماكن التي تستحق الزيارة واهم الفعاليات .. الى جانب كون هذه الجلسات الموزعه في كل مكان من المدينة بمثابة واحة واستراحة للسائح . أما أنا فتعجبني منطقة وسط المدينة ( السنتر ) في المدن والقرى والأرياف حيث تكون بدايتي لاستكشاف ورؤية المنطقة عبرها إذ أنه نقطة الصفر التي تجعلني انطلق إلى جميع المعالم والمزارات السياحية الأخرى في المدينة وإرجاءها بعد زيارة منطقة وسط المدينة إلى فترة لاحقة ، ومن اهم الأسباب التي تدفعني للبداية من وسط المدينة هو انني عندما أصل إلى المدينة التي أنا بصدد زيارتها أقوم بالبحث عن الاحتياجات اليومية من مركز للتموين أو مطعم قريب من الفندق . لأبدأ باخذ ما تحتاجه الغرفة من تموين والتي تتنوع بين المياه الصحية و العصائر والمشروبات الغازية وبعض الفطائر ، خاصة وأن الرحلة العائلية تتطلب القيام بتوفير بعض المواد الأساسية للعائلة ، ومع أن مياه الصنبور في فنادق أوروبا عادة ماتكون صالحه للشرب ، إلا وأن بعضنا قد لايستسيغ جلب المياه من ذاك المتواجد داخل دورة المياه مع أن المياه المحلية بالغة العذوبة ، فحتى مياه النوافير في الشوارع والتي تاتي من بعض الينابيع الجبلية هي ايضاً بمثابة واحات للمارة من السكان والسياح للشرب .
بعد فترة من انطلاقي من الفندق مروراً بالشوارع المتجهة إلى منطقة السنتر بدأت اشعر بحركة السياح المتقاطرة على وسط المدينة ، هذه المدينة الانيقة بشوارعها المنسقة والمرصوفة باتقان فريد ، بمبانيها الجميلة المختلفة ، الحديث منها والقديم ، فهذا مبنى تجاري وهذا منزل جميل وهذه عمارة سكنية وهذا فندق أنيق وهذا نزل صغير ، وهذه اكشاك رائعة اصطفت على جوانب الطرقات ، وتلك مقاهٍ تتوسط هذا الشارع وذاك ، الشوارع بمختلف أحجامها اصبحت ساحات تحتضن المقاهي والسمار الذين باتوا يفرغون هموهم اليومية في هذه الاماكن الجميلة ، ويبتادلون الأحاديث ويحتسون انواعاً مختلفة من القهوة ، ولعل النمسا عرفت بمقاهيها وبالاخص مدينة فيينا والتي اصبحت كثير من المقاهي في شتى أنحاء العالم تقتبس من وحيها .. ليســري عشق القهوة من فيينا الى كافة ارجاء البلاد ، وفي تلك المقاهي يبذل كل محل قصارى جهده لتقديم كل جديد ومميز للذواقة كيما يحصل على بصمة تميز لمقهاه في إطار سعيه لكسب المزيد من عشاق القهوة بمختلف انواعها .. واصلت السير في احد الشوارع التي اتتبع من خلالها تمركز حركة السياح فيها ، فقد باتت هذه الشرايين الحيوية التي يتدفق فيها السياح من اهم مايحيي القلب النابض لمنطقة السنتر ، محلات بيع ملابس ، نافورة جميلة يتحلق الناس حولها من مختلف الأعمار ، رجالاً ونساء .. هذا كشك للتذكارات إذ أن أهم مايمكننا من تمييز السياح عن أاهل البلد تجمعهم امام هذه الاكشاك ، وهذه الكاميرات التي يحملونها ، والخرائط التي يتفحصونها . استمر بالمسير لأتأمل بعض المباني الأنيقة دون وجود أي أثر للسياح العرب في هذه المدينة ، فقد كانت اشبه بمكان مخصص لغيرهم فقط ، وبدأت اتساءل ، ترى .. مازلنا نتردد على نفس الأماكن ؟ ، هل بتنا مقتنعين بأنه لايوجد في العالم اجمل مما رأيناه حتى اقتصرت زيارتنا عليه ؟ ونقوم باسداء التوصيات لزيارة ذاك المكان دون غيره ؟ ان من اجمل مافي السفر واهم ما في فوائده السبعه هو اكتشاف الاماكن الجديده والتعرف على اوجه الحياة في ذلك المكان ومدى اختلافها عن سابقاتها ، وهذا الفرق هو العامل الرئيسي الذي يدفعني بلاهواده للإنطلاق اليه ! فمتعة الاستكشاف والدخول إلى مكان ما تضيف الى محصلتك عنصر الاثارة والمغامرة وحب الاستطلاع ، كم هو جميل السفر وانت تمر بمكان جديد وجميل ، تشعر بأنك في عالم خاص بك لتقوم باستكشاف خباياه وتأمل معالمه ، وكم كنت احمل في قلبي محبة لهذه المدينة الجميلة التي قرأت عنها وشاهدت عنها الكثير من خلال بعض المواقع الاجنبية وماسطر عنها من خلال بعض التجارب لأجد نفسي سعيداً بأن اسطر تجربتي في هذه المدينة عبر منظور سائح عربي .
حينما كنت اسير في طريقي إذا بي الحظ أن الحركة قد بدأت تخف ، وكذا محال التسوق .. بينما كثرت حركة السيارات فيها فعلمت انني قد شارفت على الخروج من منطقة قلب المدينة ( السنتر ) ، وعادة مايلي السنتر لمدينة ما في أوروبا المدينة القديمة لتكون المرحلة القادمة من استكشاف بريغنز Bregenz ، كانت عيناي لاتخطئان مشاهدة لوحات المسرح العائم الذي يحل ضيفاً هذا السنه على المدرجات العائمة في بحيرة كونستانز Constance ، والتي توزعت في كل مكان بالمدينة ، وسيأتي الحديث عنه بشيء من الاسهاب في الفقرات القادمة . كان الجو مشمساً في هذا اليوم بخلاف الأيام التي تلته .. قمت بشراء زجاجة مرطبات وتوجهت الى ساحة تتقاطع فيها الطرقات ثم فتحت الخريطة وبدأت أتأمل موقعي من المدينة ،، في تلك الأثناء لمحت سائحاً وزوجته يبدو من هيئتهما انهما ليسا من أهل المدينة فسألتهما عنها وعن ما أعجبهما فيها فأجابا بكل بشاشة بأنهما حديثا الوصول إلى تلك المدينة وأنه يساورهما فعلاً شعور رائع وجو من السعادة الغامرة فيها ، ثم سألت الرجل للتأكد من موقع البلدة القديمة فقام بالاشارة إلى إحدى الطرق المتجهة للمدينة القديمة ، والتي تقود بدورها إلى إحدى القلاع المشهورة وكان بها برجين أثريين عاليين : برج سانت مارتن St. Martins Turm وبرج سانت غالوس St. Gallus وهما معلمان رئيسيان من معالم مدينة بريغنز التاريخية (القديمة ) . وسألاني بالمثل عن مدرجات بريغنز العائمة وعن موعدها فاجبتهما بانها على ضفاف البحيرة ولكن ليس لدي علم بموعد العروض . كم هو رائع أن نتحادث مع السياح الآخرين وتتبادل معهم المعلومات والإستفسارات ، وما أجمل ذاك الجو الذي يعيشه السياح فيما بينهم . بعد الفراغ من الحديث مع السائحين توادعنا بحرارة وتابعا سيرهما تجاه المدينة القديمة .. التفت الى الوراء فرأيت انني قطعت مسافة ليست باليسيرة حيث اصبح مركز المدينة ( السنتر ) خلفي ووجدت نفسي اسير في بعض الممرات التي تفصل بين المدينة الحديثة والمدينة القديمة ، ومن الأشياء الجميلة التي تلاحظها هو الخط الزمني الفاصل بين الحاضر والماضي والذي يتبدى لك على هيئة إختلاف في نمط المباني من الحديث ...الى المعماري الباروكي .. وإلى النمط القديم وذلك من خلال الأبنية التي تمر بينها حتى تصل الى المدينة القديمة .. قمت باخراج الخريطة من جيبي وأخذت اتأملها لفترة حتى حددت مكاني وادركت انني أصبحت قاب قوسين أو ادنى من المدينة القديمة .. فقررت الإسترخاء والتقاط أنفاسي بجوار نافورة صغيرة ووضعت عليها الخريطة التي كنت احملها لأقوم باستعراض بعض الاعدادات الخاصة بالضبط في الكاميرا .. ثم لألتقط انفاسي وأقوم من ثم بترتيب الأولويات من المزارات السياحية في ذهني والتي قررت زيارتها ذلك اليوم والأيام القادمة ...بعد فترة من الاستراحة .. قررت متابعة سيري متجهاً للمدينة القديمة والبهجة تغمر فؤادي وتنسيني تعب المسير .. حقاً أن لكل جديد لذة تلف السائح بغلالات من حرير .. تفجر في يراعه دفق التعبير وتضمخ وجدانه بأمتع العبير ! .. ورددت قول الشاعر :
بنتم وبنّا فما ابتلّت جوارحنا *** شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
ها أنا أعانق شوقي إليك يا بـريــغنز وأستشعر تجربة المحب في خضم اللقاء :
لم أدرِ مـاطيب العنــاق على الهــوى *** حتى تـرفــق ساعدي فطـواكِ
بنتم وبنّا فما ابتلّت جوارحنا *** شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
ها أنا أعانق شوقي إليك يا بـريــغنز وأستشعر تجربة المحب في خضم اللقاء :
لم أدرِ مـاطيب العنــاق على الهــوى *** حتى تـرفــق ساعدي فطـواكِ
نتابع معاً التجول في شارع المشاة الرئيسي في بريقنز ، ويبدو في الصورة احد المقاهي التي تقع قبيل انتهاء شارعنا هذا ، لو واصلنا المسير قليلاً فإننا سنخرج من منطقة السنتر ثم الى المدينة القديمة
نظرة أخيرة قبيل مغادرة منطقة السنتر عبر شارع المشاة هذا ، لاحظ أنه غير ممكن للسيارات العبور مع هذا الشارع ، فالمشاة هم أسياد (الممشى ) !! ..
مركز تجاري صغير GWL يضم 30 محلاً ويقع في نهاية شارع المشاة الرئيسي ..
هنا .. في هذا المكان ، نخرج من منطقة السنتر عبر هذه الساحة التي يتوزع السياح فيها من وإلى منطقة السنتر
جانب من بعض المباسط الواقعة في ذات الساحة التي ينتهي معها شارع المشاة الرئيسي
نظرة أوسع للساحة التي ينتهي معها شارع المشاة ويشاهد في الصورة بعض المقاهي
زاوية احد المباني التي ينتهي معها شارع المشاة الرئيسي ، ويتبين في الصورة موقف للدراجات الخاصة بجوار احد محلات الرياضة التي تزخر بها بريقنز ..
محل للأطعمة التركية عمل فيه زوجان تركيان شابان ، اود ان اشير انه يؤخذ على المدينة انعدام وجود المطاعم العالمية المعروفة مثل ماكدونالدز - برقر كنج - بيتزاهت - وحتى محل السمك الشعبي لديهم : Nord See ولكن بعض المطاعم المختلفة مثل محلات الفطائر والبيتزا المحلية ومثل هذا المطعم الموجود في الصورة قد يحل مشكلة البحث عن الأكل المناسب
نعم ، اسم الشارع ( كيرتش شتراسيه ) وتعني كلمة كيرتش الألمانية ( كاتدرائية ) ، وهذا الشارع يعتبر دليل لكثير من السياح في المدينة للوصول الى منطقة البلدة القديمة
احد المباني المزركشة التي تتسم بها بعض المباني في قرى الغرب النمساوي وبعض قرى الجنوب الألماني مثل قارمش Garmisch ولنداو Lindau
ومن هنا نتابع المسير عبر هذا الممر باتجاه البلدة القديمة
لقد تبدت قلعة سانت مارتن St. Martin والتي تتمثل في البلدة القديمة بما حولها من مباني واسوار والمكان ليس بتلك المساحة الكبيرة ، تعتبر قلعة سانت مارتن ببرجها الشهير : برج سانت مارتن St. Martins Turm معلماً رئيسياً من معالم مدينة بريقنز المعمارية ، كما يوجد في القلعة برج آخر لايقل شهرة عن الأول وهو برج سانت غالوس St. Gallus ( لاحظ ان الأسم قريب من اسم مدينة سويسرية معروفة : سانت غالين St. Gallen ) وتحف هذا المكان العديد من الأشجار الوارفة والتي اضحت شاهداً تاريخياً على نشوء هذه القلعة
اعتقد انني بدات أشعر بالتعب .. استسمحكم لبعض الوقت لآخذ قسطاً من الراحة بجوار هذا المصب المائي .. ثم اتابع المسير
" النزول إلى المدينة القديمة "
بعد استراحة قصيرة قرب إحدى النوافير التي تتدفق منها المياه العذبة والواقعة بين السنتر والمدينة القديمة ، تابعت سيري عبر طريق يشرف على جانب من أطلال المدينة القديمة ، فقررت الدخول الى محيط بريغنز القديمة والتي تتكون من بعض المباني التاريخية ، وفيما كنت أسير متجهاً نحو المدينة القديمة رأيت احد السكان إلى جوار كلبه فقررت أن أسأله عن مدخل المدينة القديمة ، كان الرجل مشغولاً بإصلاح إطار سيارته فترك عمله واتي نحوي ثم أشار إلى ناحية مدخل المدينة القديمة ، فشكرته وانصرفت متابعاً سيري.. ولكن وبعد عدة خطوات تراءى لي مدخلان فتساءلت أيهما يشق منطقة البلدة القديمة فإذا بي اسمع منادياً خلفي والتفت فإذا هو ذلك الرجل يشير إلى احد المدخلين ... توجهت إلى احد المداخل .. على أنه يبدو أنني أخطأت الاختيار .. فإذا بذلك الرجل يأتي نحوي تاركاً عدته خلفه وكلبه يتبعه ثم وقف إلى جواري وأشار إلى المدخل الصحيح .. فشكرته بحرارة وودعني بابتسامة ،، لقد تركت تلك المبادرة الجميلة أثرها في نفسي ، إذ أن بعض السكان يكتفي عادة بالإشارة إلى مكان ما أو إرشادك إليه ببعض العبارات ، إلا أن تصرف ذلك الرجل كان قمة في المثالية حقاً ، إذ أنني رأيت في حرصه على إرشادي إلى الطريق مدى التعاون الذي يبديه أهل المدينة مع السياح لدرجة انه كان يتابعني بنظراته حتى بعد أن ابتعدت عنه ليتأكد أنني قد وصلت إلى الوجهة الصحيحة ..دخلت المدينة القديمة وهي تتألف من حصن سانت مارتن St. Martins والسور الذي يحيط بها وبعض المباني الأثرية وبرج St. Gallus الذي يعتبر من المعالم المميزة لمدينة بريقنز Bregenz وأخذت أتجول داخل اسوار المدينة القديمة وأقرأ تاريخها من خلال بعض التصاميم والقطع الأثرية المعلقة على الابراج وبوابتها ،، ومررت بمعلم بريغنز المعماري الا وهو برج مارتن St. Martins Turm والمميز في ذلك البرج قبته الخشبية التي لم تتأثر بالعوامل الطبيعية على مر الزمن فهي تبدو ناصعة وكأنه تم تشييدها حديثاً .. اخذت أتامل الماضي من خلال نمط البناء القديم للأسوار والأبراج وبعض الأبنية التي لازالت شاهداً حياً على مدينة بريغنز .. ومما يستهويني في زيارة بعض المدن هي القلاع والحصون القديمة التي ارجع فيها الى تاريخ المدينة الذي بدأت منه ، وكم من الآثار التي لاتخلو منها أي من مدن وقرى النمسا والتي اصبحت محط عناية من الجهات الرسمية هناك من حيث الإهتمام بها وتحويلها إلى مزارات سياحية والإستفادة من تلك العوامل التاريخية كعامل طبيعي يدعم المقومات السياحية للمدينة.. كنت اشق طريقي من زاوية الى اخرى في المدينة القديمة التي اصبحت تظللها الأشجار الوارفة والتي قد تكون في يوم من الأيام حاضرة نشوء هذا المكان .. تابعت مسيري حتى خرجت من البلدة القديمة ولم اقض فيها وقتاً أطول لصغر مساحتها .. ثم توجهت بعد ذلك لمنطقة السنتر مرة اخرى متجهاً صوب بحيرة كونستانس الجميلة ، تلك البحيرة الساحرة التي تمددت على ساحلها مدينتنا هذه ، ولاشك ان مدينة مثل بريغنز اوفر حظاً من أخواتها النمساويات إذ أنها تقع على ثاني اكبر البحيرات في اوروبا ، والتي باتت تغازل جيرانها من المدن الألمانية والسويسرية .. تابعت المسير والعودة مع ذات المسار الذي سلكته للتوجه الى المدينة القديمة ، ومررت بالسنتر لألمح إزدياد الحركة وقد اكتظت بالناس في ساحاتها وشوارعها .. احسست بشيء مختلف في منطقة السنتر في مدينة بريغنز عن غيرها من المدائن النمساوية فقد كانت منطقة السنتر منظمة بشكل جميل وذات طابع عصري .. فالحداثة تشاهدها في كل مكان من المحلات الى الشوارع الى بعض الأبنية التي لاتلاحظ عليها أثر القدم .. طرقات المدينة الجميلة تنبض بالحياة فهؤلاء اطفال يلعبون ويمرحون وهؤلاء اناس قد اكتظت بهم المقاهي من الرجال والنساء بمختلف أعمارهم وجنسياتهم .. تراهم يتسامرون ويتبادلون الأحاديث فيما بينهم ، وكلٌ في عالم خاص به .. فلايحس بمن هو حوله ،، وما اكثر السياح الذين تميزهم بمجرد تأمل حركة الناس في الطرقات .. فهذا سائح يتجول حاملاً معه آلة تصويره .. وهذا آخر قد امعن النظر في الخريطة وهذه سائحه وزوجها قد استوقفا احد اهل المدينة يستفسرون منه عن احد الأماكن التي ينوون التوجه لها وأولئك قد التفوا حول مرشدهم منصتين لما يقوله لهم عن هذه المدينة الجميلة ، وهناك آخرون يتأملون بعض التحف والتذكارات عند احد الأكشاك ، وهؤلاء مجموعة من الرياضيين على دراجاتهم في سعي حثيث لنيل قصب السبق . ولاشك أن متعة التصوير في السفر لها دور كبير في التمتع بالرحلة .. فكبريات شركات كاميرات التصوير تتسابق دوماً في طرح كل جديد ومتطور في مجال التصوير .. حيث يغري ذلك عشاق السياحة كي تبدو الصورة بأجمل هيئة وكم تعني الكاميرا الكثير أثناء السفر .. بل إنني أشعر بشيء من الندم على تلك الأوقات التي خلت فيها سفراتي السابقة من آلة التصوير ،، كيف لا وهي تحجز جمال اللحظة كما يقال .. وتوقِف عقارب الزمن بعد الله ..أو كما يقال .. Captures the moment . قمة المتعة في السفر إذاً أن تنسى همومك وتطلق لحواسك وعدستك العنان فيما أباح الله . أن تشعر بأنك في عالم خاص بك .. تتأمل في الطبيعة الخلابة وفي بديع صنع الله وتسجل ذلك عبر آلتك الثمينة.. وهل استمتعنا بالتقارير الرائعه التي حملها لنا اخواننا الأعزاء في المنتدى الا من خلالهم برحلتهم وهو يسجلون مشاهداتهم وانطباعاتهم بواسطة الكاميرا ويرحلون بنا معهم إلى تلك الأماكن الجميلة التي زاروها .. إلى تلك العوالم الحالمة المبحره مع النوارس في عباب المجهول حتى آخر المدى ؟! ..
بعد استراحة قصيرة ، واصلت مسيري حتى اهتديت بواسطة أحد اعضاء المدينة الى مكان المدينة القديمة والتي تتوسطها هذه القلعة التاريخية ، قلعة سانت مارتن ، التي تحفها الأشجار من كل جانب ويقبع خلفها جبل بريقنز المسمى بفاندر Pfander
قلعة سانت مارتن St. Martin Castle وهي قلعة اثرية قديمة تعتبر معلماً من معالم المدينة ويشاهد في الصورة البرج الخلفي الشهير في المدينة واسمه برج سانت مارتن St. Martins turm ومن العجائب في هذا البرج قبته الخشبية التي تبدو لامعة وكالجديده رغم عدم تأثرها بالعوامل الجوية المختلفة
هنا ، مشهد للقلعة والمنطقة المجاورة لها
هذا البرج يعرف باسم برج سانت غالوس St. Gallus وهو من المعالم المعروفة في مدينة بريغنز
وهنا نتوجه لمشاهدة بعض المعالم الأثرية وفي الصورة بوابة صغيرة تؤدي إلى خارج المدينة القديمة
بعض المساكن في المدينة القديمة والتي اعتلتها عروش بعض الأشجار والأغصان
المنزل الأخضر ، اعجبني هذا المنظر حيث يتوشح هذا المنزل القديم بالأشجار الوارفة
نظرة على احد الميادين الصغيرة في البلدة القديمة .. وهنا في اقصى اليمين احد النوافير التي تزينت بها ميادين مدينة بريغنز اعتقد أنه لايوجد هنا شيء مشجع للتقدم أكثر :114:
غراف ويلهيم ،، هكذا اسم الشارع ... احد الشواهد على نشوء المدينة القديمة ... يابريقنز ... لايزال مشواري طويلاً ...
ونتجه الآن للخروج من المدينة القديمة ... بوابة قلعة سانت مارتن St. MARTIN مزينة ببعض القطع الأثرية ويوجد جزء من سياج حديدي على البوابة ... تلكم هي المدينة القديمة في بريقنز ..
وهنا .. عبر هذا المسار نتوجه نزولاً إلى حيث السنتر ، قلب مدينة بريقنز النابض بالحياة .. لنتأمل جانب آخر من جوانب هذه المدينة العريقة
وبدأت اتجه الى عمق المدينة الحديثة .. سنتر بريقنز .. ومع هذا الشارع سأستمر بالمسير حتى توقفني بحيرة كونستانس Constance عند حدي في المشي
مجموعة من المتسابقين بالدراجات يخترقون ممر المشاة الرئيسي في السنتر
اننا نعرف أن هناك مقطورات للسيارات والمعدات الثقيلة والقطارات ، ولكن هل رأيتم مقطورة للدراجات ؟ .. هنا رجل يقطر خلفه ابنه داخل عربة صغيرة .. طريقة مبتكرة
النافورة الرئيسية في شارع المشاة ويتجمع حولها العديد من الشبان ويبدو أنهم قد خرجوا من مدارسهم ..
اقتربت اكثر من الشارع الرئيسي في المدينة ( شارع الكورنيش ) وهنا على اللوحة انتظمت 3 وجهات إرشادية ، الأولى: Kunsthaus Bregenz ويشار إليه بالرمز KUB إختصاراً وهو معرض الفنون في المدينة ، وسيأتي الحديث عنه بشيء من التفصيل لاحقاً ... أما اللوحة الوسطى والسفلية فتشيران الى موقع فندقين من فنادق المدينة وهما فندق Messmer من فئة 4 نجوم ، وفندق بودنزي Bodensee على اسم البحيرة ، وهو من فئة 3 نجوم .
لقد خرجت من السنتر ، وانهينا الجولة في السنتر والمدينة القديمة .. وشارع المشاة من خلفي وليس بيني وبين بحيرة كونستانس Constance إلا هذا الشارع الرئيسي ( شارع الكورنيش ) ويقع خلف الشارع كورنيش المدينة الجميل ومايحوي من جماليات وفعاليات ، اضافة الى معلم بريغنز العالمي : المنصة العائمة .. Floating Stage
طريق يتجه صعوداً الى داخل المدينة القديمة
لقطة لبعض الأبنية الحجرية ويبدو في الصورة برج سانت غالوس St. Gallus
وهنا يمكنك التجول داخل اسوار المدينة القديمة اما بعبور هذا الجسر الصغير او بالنزول عبر هذا الدرج الذي يقع اسفل الجسر
بعد فترة من مسيري الى جهة كورنيش بحيرة كونستانس تبدى لي الشارع الرئيسي الجميل الذي يفصل بين كورنيش البحيرة والمنطقة السكنية والتجارية لبريغنز .. ازدحم الشارع بالعشرات من المارة الذين توقفوا على جانبي الطريق بانتظار عبور الشارع ، البعض منهم إلى البحيرة مثلي أنا ، أما الآخر فسيتجه نحو المدينة أو المرفأ الخاص بالبحيرة .. عبرت الشارع الى الجهة الأخرى لأجد الكورنيش الساحر لبحيرة كونستانس ، اشجار وارفة ، وحركة السياح والمتنزهين على ضفاف البحيرة ، والباعة الجائلين والواقفين ، قد صف كا منهم بضاعته امامه ، فهذا يبيع التحف وذاك يبيع الاكسسوارات التي جلبها من امريكا اللاتينية ، وهذا يبيع الملبوسات وهنا فرقة من الاستعراضيين والعازفين وامتدت بعض المقاهي والأكشاك الصغيرة التي تبيع التذكارات والهدايا والتحف ، بعضهم أخذ مكانه على المقاعد المقابلة للبحيرة وقد نسي همومه امام ذلك المنظر الخلاب حاملاً كاميرته بيديه لتسجيل مشاهداته .. والبعض يسير على ممر المشاة بمحاذاة البحيرة والبعض قد اخذ مكانه داخل القطار الصغير الذي يطوف بالسياح على ضفاف البحيرة الجميلة بحيرة كونستانس Constanse والتي يسميها الألمانيون بحيرة بودنزي Bodensee ، قررت بعد جولة قصيرة الإسترخاء على احد المقاعد وكان بجواري رجل مسن لايبدو عليه آثار الكِبَر وكأنه في العقد الرابع من عمره يرتدي نظارة سوداء لاتكاد تبدو منها عيناه .. بادرني بابتسامة جعلت لي فرصة لتبادل الحديث عن هذه المدينة فبدأنا بالتعارف ثم سألته عن المدرجات العائمة فأشار اليها مبتسماً وهو يقول بكل فخر It is world famous ، وهي مصدر جذب للكثير من السياح حول العالم ، دار بيننا حوار ودي لايخلو من المرح والفكاهة وشعرت معه بكثير من الإنسجام .. وسألني عن بلدي ولما أخبرته بادرني بابتسامة وأفاد بأنه يعرفها .. ثم تطرقنا للحديث عن بعض المناطق السياحية في المدينة .. بعد قضاء وقت شيق وأخذ معلومات عن المدينة من أحد سكانها ودعته قبل ان انصرف ثم قررت التجول على ضفاف البحيرة لاستجلاء نظرة استكشافية عن معالمها
إلى هنا وصلت .. شارع الكورنيش الذي يفصل البحيرة وكورنيشها عن المدينة الحديثة Bregenz ، وتشاهدون في الصورة العديد من قائدي الدراجات الهوائية ينتهزون فرصة العبور إلى داخل المدينة
هذا هوالجانب الآخر من شارع الكورنيش . وهناك بعض المارة ينتظرون فرصة العبور ..
من هنا وبعد عبور الشارع .. قمت بالمرور من فوق سكة القطار .. والجبل الذي تشاهدونه في الصورة هو جبل بريقنز الشهير Pfander حيث يمكنك الاطلالة من فوقه على 3 دول او 4 .. حسب بعد نظرك !
يتبع ...
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق