بسم الله الرحمن الرحيم
تحفل مدينة اسطنبول بالعديد من مناطق
الجذب السياحي ، ما ساعدها على ذلك موقعها المتميز في تركيا حيث يلتقي الشرق
بالغرب ، وكذلك اتساع رقعة المدينة ونظراً للموقع البحري الفريد الذي تحتله إلى جانب العديد من المناطق السياحية التي تحفل بها تلك المدينة العريقة .
من تلك المناطق السياحية التي تتمتع بها اسطنبول منتجع كيليوس Kilyos الواقع في منطقة سرير Sariyer على بعد 30 كيلومتر تقريباً من مركز اسطنبول. يتميز
هذا المنتجع بوجود العديد من المنتزهات الجميلة المترامية الأطراف ويقع على طرف
المنتجع شاطيء كيليوس والحي الساحلي حيث تنتظم
البيوتات فيما بينها لتتداخل فيما بينها المحال الصغيرة كمحال التموين والخضار والفواكه والهدايا والتذكارات والاكسسوارات وغيرها ، بالإضافة إلى تواجد بعض المطاعم والمقاهي إلى جانب بعض الفنادق البسيطة .
أحببت تسطير زيارتي للمنتجع والشاطيء
خلال صيف العام 2011 م والتي كانت عقب زيارة سابقة لاسطنبول قمت بها عام 2001 م ، حيث كانت كيليوس من ضمن برنامجي آنذاك ، الأمر الذي جعلني أتوق لزيارة المكان مرة أخرى لما تركه من انطباع حسن .. كانت بداية الرحلة من شارع الاستقلال في اسطنبول بجوار فندق مرمرة
حيث قمت بالمفاصلة مع سائقي التكاسي والذين لم تكن اسعارهم للوصول لتلك المنطقة تنافسية
بتاتاً .. فاضطررنا للتوجه إلى قصر دولما بهجه الواقع على البحر .. بعد أن فكرنا
في تأجيل زيارة كيليوس في وقت لاحق ، إلا أن الرغبة العارمة تجددت هناك لزيارة تلك
المنطقة فقررنا التوجه إلى كيليوس من هناك بعد الاتفاق مع سائق تاكسي بمبلغ 100
ليرة تركية ذهاباً وجيئة .. فانطلقنا على بركة الله إلى هناك ..
كان المشوار طويلاً للغاية ومما زاد
من طول المشوار ازدحام الشوارع ومرورنا بمنطقة ترابيا التي هي بحد ذاتها من
المناطق البعيدة قليلاً عن مركز اسطنبول ، حيث تقع منطقة سرير بعدها
وبعد قضاء حوالي الساعة أو أقل بقليل
واختراق غابات بلغراد الخلابة تم الوصول إلى كيليوس حيث قررنا التوجه لأحد
المنتزهات لتناول طعام الغداء وللراحة هناك ، ثم التوجه مباشرة إلى شاطيء كيليوس ..
وبعد الوصول إلى منطقة كيليوس ، دلف بنا سائق التاكسي داخل أحد المنتزهات المنتشرة
هناك
منتزه : ييشيل شيفتليك وتعني في اللغة العربية ( المزرعة الخضراء )
موقع المنتزه الألكتروني
http://www.yesilciftlik.net/
موقع المنتزه الألكتروني
http://www.yesilciftlik.net/
وقبل أن ننزل من السيارة أخذ سائق
التاكسي يجادلنا بلغة تركية لانفهمها حتى أتى مدير المنتزه والذي يتحدث شيئاً من
اللغة الانجليزية فأفهمنا أن سائق التاكسي يطلب 200 ليرة ذهاباً وإياباً فاستأنا
من ذلك حيث أن الاتفاق كان على 100 ليرة تركية ذهاباً وعودة .. علا صوت سائق
التاكسي وأخذ يحاول أن يقنعنا بأنه لم يتوقع طول مشوار الطريق حتى رضخنا في
النهاية مكرهين ، فلاحظ مدير المنتزه استيائنا من ذلك التصرف ويبدو أنه استاء كذلك
، ومن محاولة منه لإرضاءنا أفادنا مدير المنتزه أنه سيقدم لنا خصماً مجزياً على فاتورة الغداء وسيوصلنا من المنتزه على
نفقته إلى شاطيء كيليوس .. شعرنا بالارتياح من تصرف مدير المنتزه.
ثم نزلنا من السيارة بعد أن دفعنا الحساب ( القدوم إلى هنا فقط ) وهو 100 ليرة تركية لسائق التاكسي ليحل عنا وليولي إلى شأنه ..
توجهنا إلى إحدى الطاولات في المنتزه
.. كان المنتزه جميل ويحوي العديد من البرك والشلالات الصناعية ، إضافة إلى وجود
بعض الحيوانات الداجنة في المنتزه .. ولم يكن في المنتزه معنا سوى عائلة واحدة ..
قمنا بعد الراحة قليلاً والتجول في
جنبات المنتزه بطلب قائمة المشاوي حيث سنقوم بالشي بأنفسنا .. وبعدها أتى النادل
ومدير المنتزه بعدة الشواء وباللحم وبدأنا في الشي وتناول الطعام وسط أجواء جميلة
وهادئة ..
الطريق الذي يقع عليه منتزه المزرعة الخضراء (المنتزه يمين)
بعد فترة من تناول طعام الغداء .. أخبرت مدير المنتزه عن رغبتنا في التوجه إلى الشاطيء فقام بتوجيه أحد العاملين بإيصالنا بسيارة خاصة بالمنتجع إلى الشاطي وحين الوصول رفض أن يتقاضى منا أي أجر رغم الحاحنا .. فودعته وغادرنا ..
بعد فترة من تناول طعام الغداء .. أخبرت مدير المنتزه عن رغبتنا في التوجه إلى الشاطيء فقام بتوجيه أحد العاملين بإيصالنا بسيارة خاصة بالمنتجع إلى الشاطي وحين الوصول رفض أن يتقاضى منا أي أجر رغم الحاحنا .. فودعته وغادرنا ..
كان المنتجع البحري خلياً من مرتاديه
وأغلب المنتزهات البحرية موصدة على مايبدو هناك ، قمنا بالتجوال في الحي
الساحلي ، ومن بعدها توجهنا إلى ساحل البحر حيث توصلنا إلى ممر يؤدي إلى
أحد المقاهي المشرفة على البحر ..
بعد تناول القهوة والشاي على الشاطيء
والاستمتاع بمنظر البحر ..قررنا العودة مرة أخرى للتجوال بين جنبات الحي السكني ..
ومع
دنو المساء .. توجهت لأحد المكاتب الموجوده على ناصية أحد الشوارع وطلبت منه أن
يستدعي لنا سيارة تاكسي كي تأخذنا إلى منطقتنا التي نقيم فيها في اسطنبول ..
وبعد
الوقوف في ناصية الميدان الذي يقع في بداية المنطقة الساحلية في كيليوس وصلت سيارة
التاكسي التي ستقلنا إلى اسطنبول ، ولم يكن سائق التاكسي طمعاً مثل ذاك الذي
احضرنا من اسطنبول إلى منتزه كيليوس حيث اكتفى بـ 50 ليرة تركية فقط لإيصالنا
لمنطقتنا في اسطنبول .. وقد شعرت بالارتياح مع سائق التاكسي حيث كان يبطيء من
سرعته في كل حين يشاهدني مستغرقاً في تصوير المشاهد الخلابة في طريقنا وغابات
بلغراد البديعة ، وبين الفينة والأخرى يهديء من سرعته ويقول لي : هذا منظر يستحق التصوير ، وبالفعل كانت مشاهد آسرة فسبحان المبدع الخلّاق ، ويستمر بنا سائق التاكسي في طريقه لدرجة أننا شعرنا بخفة المشوار وأننا لم نستغرق الكثير من الوقت
حين التوجه إلى اسطنبول ..
وبعد الوصول إلى فندقنا .. شعرنا بأن
هذا اليوم كان الأكثر تميزاً في رحلتنا تلك ، وبالفعل .. حتى بعد نهاية الرحلة
والعودة من تركيا إلى أرض الوطن .. لازلت أعتبر أن ذلك اليوم كان الأكثر تميزاً في رحلتي ..
واليوم بعد مرور قرابة السنة إلا شهراً على تلك الرحلة .. أحسست بأنه لابد من تسطير شيء من عبارات المديح لمنطقة كيليوس .. وكتابة هذا التقرير في حقها .. وإن كانت تستحق أكثر !
واليوم بعد مرور قرابة السنة إلا شهراً على تلك الرحلة .. أحسست بأنه لابد من تسطير شيء من عبارات المديح لمنطقة كيليوس .. وكتابة هذا التقرير في حقها .. وإن كانت تستحق أكثر !
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق