الجمعة، 5 فبراير 2010

رومـــــــــا Rome .. وأيام لاتُنسـى ، 2009 ( من الأرشيف)

 بسم الله الرحمن الرحيم

تمهــيــد:
لعله من أصعب الأمور التي تواجهني في كتابة تقرير سياحي مصوّر مفصّل الكتابة عن عاصمة مرموقة من عواصم العالم ، أو مدينة مشهورة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ والسياحة على حد سواء.. كتابة تقرير سياحي عن روما  ترددت في كتابته أكثر من مرة ليقيني التام أن مثل هذه المدينة مهما كُتب عنها ومهما تم تصوير معالمها فسيبقى التقرير قاصراً عن حصر معالمها وتاريخها وحضارتها فكتابة تقرير مصوّر عن مدينة مثل روما  ليس  كمثل كتابة تقرير عن معلم معين أو وجهة سياحية محددة أو تقريراً سريعاً عن فندق أو متحف أو مطعم .. ومن هنا قررت بعثرة حروفي وصوري في هذا الموضوع ولا ادري كيف سيكون شكله مع يقيني بأنه محاولة تعبثية لجمع هذه المدينة في تقرير سياحي  مصور ، يحكي قصتي مع العاصمة الإيطالية .. رومــا، من رحلة العام 2009 م.
البداية ... 
من فلورنس .. كان الإرتحال .. توجه القطار بنا جنوباً .. حيث العاصمة الإيطالية ..
تلك هي محطتنا الأخيرة .. روما ROME .. كانت رحلة روما على طليعة وجهات رحلة صيف 2009 ، وبالرغم من إنطباعي المسبق عن هذه المدينة .. والفكرة التي اكتسبتها عن هذه المدينة ..  أنها مدينة آثار ومعالم تاريخية .. ومتاحف وغيرها .. وعدم توافق أجوائها مع الأجواء الريفية الأوروبية .. إلا أنني خططت مسبقاً لتقسيم رحلتي تلك بين 4 بلدان .. تتباين فيها المقومات السياحية بأنواعها حتى لايتسلل الملل والرتابة للرحلة ..
كان اختيار الفندق في روما من الأمور المهمة إن لم تكن الأهم في الرحلة منذ البداية ، المدينة تعج بمئات الفنادق المختلفة الفئات والتصميم ، إلى جانب أن روما تزخر بعشرات المعالم السياحية ويتعين التفكير مليّاً بمكان اقامة ملائم يكون قريب من الأماكن السياحية ، إذ يحتار السائح في إلى جوار أي من المعالم يسكن .. خصوصاً إذا كانت الاقامة في عاصمة اوروبية كبيرة تختزن إرثاً ثقافياً وتاريخياً كبيراً . ولعل الوسيلة الأمثل في هذا الموقف تحديد المعلم أو المنطقة السياحية التي يرغب المرء الاقامة حولها ، إضافة إلى قربة من وسائل النقل العام فالمدينة مزدحمة بشكل كبير وليس عملياً قيادة السيارة في مدينة تموج فيها السيارات والحافلات وتغص بالزحام في كل وقت .ولعله من البديهي لأي مسافر أن يجعل مدة إقامته في مكان ما تتناسب مع وجهة الرحلة ، فإن كانت الوجهة التي سيقيم فيها مدينة ، فبقدر حجم المدينة ومعالمها السياحية وإرثها التاريخي وأنشطتها السياحية يتعين تخصيص المزيد من الأيام التي يود المسافر قضاؤها فيها  .. وعلى سبيل المثال مدينتنا هذه .. روما .. والتي قد يناسبها فترة اقامة بحدود 5 ليالي على الأقل .. المدينة الزاخرة بالمعالم السياحية والتاريخية ، والتي تنبض بالحياة ..
خلال ساعة ونصف من الزمان .. وصلنا إلى روما .. وتوقف بنا القطار في محطة روما الرئيسية للقطارات .. والمسماة بـ روما تيرميني .. خرجنا من المحطة حاملين حقائبنا وتوجهنا خارجها .. ثم قمت بسؤال أحد الأشخاص الذين كانوا يتحادثون مع أحد سائقي سيارات التاكسي .. وأستعلمت منه عن محطة المترو القريبة من فندقنا الذي نحن بصدد الإقامة فيه لمدة 3 ليال هي آخر ماتبقى من رحلتنا تلك .. وأستعلمت منه عن أجرة التوصيل للفندق إلا أنه أشار علي بأنه من الأفضل أن أقوم باستخدام المترو الذي له خطان فقط في روما ، الخط الحمر والخط الأزرق ، لأن التاكسي سيستغرق وقتاً طويلاً للوصول إلى الفندق بسبب الزحام الشديد الذي تكتظ به شوارع العاصمة الإيطالية .. ثم وجهني لإستخدام خط المترو الأزرق الذي يوصلنا إلى محطة الكولوسيوم .. وتحمل تلك المحطة إسم COLLOSEO .. فشكرته ثم أنصرفنا إلى منصة المترو ذي الخط الأزرق .. قدم المترو ثم توجهنا داخله فأنطلق بنا لعدة وقفات حتى وصلنا إلى وجهتنا المقصودة وهي محطة الكولوسيوم .
إسم مطار روما Fiumicino وهو الاسم القديم للمطار ويستخدم في الاشارة اليه بهذا الاسم في رحلات الطيران ، بينما الاسم الحديث والرسمي للمطار  Leonardo da Vinci وتصل إليه معظم خطوط الطيران العالمية .  مطار روما فيه صالة A وصالة  B و C
-        صالة A للرحلات المحلية الداخلية

-        بينما صالة B فهي خليط بين الرحلات الداخلية والدولية

أما الصالة C فهي لخطوط السفر العالمية  

من المطار لوسط المدينة : هناك التاكسي وهو الاسرع ويكلف حوالي 40 يورو في المتوسط 
اما اذا نوى المسافر الواصل لمطار روما الذهاب لوسط المدينة فهناك القطار الذي له محطة في مطار روما وهو  اقل كلفه بكثير حيث يصل المسافر لمحطة روما المركزية Roma Termini
بعد ان استلام العفش ، يتتبع المسافر لوحة مكتوب عليها Stazione FS/Railway Station حيث يصعد دورين بالمطار حتى يصل المحطة الخاصة بالقطار  ..
وهناك  كاونتر FS الخاص بشركة القطارات الايطالية يتم شراء التذكرة منه ، حيث يقطع التذكرة باتجاه  Per Termini من المكائن الذاتية الخاصة باصدار التذاكر وتكلف التذكرة 11 يورو ، وينبغي تختيم  التذكرة بعد شراءها مباشرة من الماكينة قبل ركوب القطار ( مهم جداً  )

واذا نوى العودة للمطار انطلاقاً من محطة قطارات روما فعادة يكون القطار المخصص للمطار متواجد في المسار رقم 24 ، فيذهب المسافر لشراء  تذكرة القطار المنطلق من محطة القطار والمتجه للمطار من مكتب ( الخطوط الإيطالية Alitalia ) والمكتب موجود بالمسار رقم 22 ، أو يشتري التذكرة من أجهزة اصدار التذاكر الذاتية . 
في روما هناك خطان للمترو ، الأحمر A والأزرق B ويتقاطعان في المدينة بشكل حرف X ومركز التقاطع محطة قطارات روما المسماة بـ Roma Termini ، ويمكن الوصول إلى بقية أجزاء المدينة عبر تلك النقطة ، وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان إكمال المشوار للمكان المقصود في المدينة عبر استخدام الحافلة لمسافة قصيرة أو التاكسي ، وبالرغم أن بعض الأماكن السياحية لايصل إليها خطا المترو 

إلا أن الحافلات العامة تعتبر مكملة لزيارة بقية الأماكن السياحية الأخرى في العاصمة الإيطالية ..

أبرز الأماكن السياحية المشهورة مثل الكولوسيوم ، نافورة تريفي ، ساحة اسبانيا ، شارعي فيا كندوتي وفيا فينيتو ، أطلال روما، ساحة فينيسيا ،  تقع على مقربة من خط المترو الأزرق B 
خرجنا من المحطة فوجدت مبنى الكولوسيوم التاريخي شامخاً قبالة محطة المترو ، وشاهدت المحطة تلك تعج بالسياح وحركة الناس الكثيفة ، ثم قمت بسؤال أحد العاملين في الكافيتيريا التي تقع على الرصيف المقابل لمبنى الكولوسيوم عن الفندق فأشار إليه .. 

 لاحظت أن الفندق يبعد حوالي 500 متر عن محطة الكولوسيوم .. أي مايعادل 5 دقائق مشي .. فقمنا بسحب الحقائب وتوجهنا راجلين إلى الفندق ..
محطة قطارات روما عند الوصول إليها قادمين من مدينة فلورنس

وهنا ، بعد الخروج من محطة روما

وهذه صورة لمحطة مترو الكولوسيوم بعد الوصول إليها ، لاحظ أن لون لوحة المحطة بالأزرق حيث أن محطة مترو الكولوسيوم تقع على الخط الأزرق للمترو في روما..

وهنا المقهى والكافيتيريا الواقعه خارج محطة مترو الكولوسيوم وتقع في مواجهة مبنى الكولوسيوم

وهنا لمحت هذه الحافلة السياحية المفتوحة والتي تقوم بأخذ السياح في جولة بانورامية في روما ، حالها كحال المدن الإيطالية والأوروبية الأخرى ..
بعد الوصول إلى فندقنا في روما والذي أخترته بسبب مستواه المتميز وموقعه الجيد قرب الكولوسيوم ، قمت بإعطاء أوراق الحجز التي قمت بطباعتها من موقع الفندق نفسه .. بعدما تسلم موظف الاستقبال الأوراق نظر إلينا ثم أفادني بأن حجز الغرفة كان ثنائياً ولم أذكر له أن برفقتنا طفلنا ذي الثلاثة أعوام .. فأخبرته بأنه قد جرت العادة أن يقيم الطفل مع أبويه في نفس الغرفة في حال عدم إستخدامه سريراً إضافياً ، لكن موظف الفندق لم يقتنع بهذا وأفادني بأن سياسة الفندق وعلى حسب قوله ( من ناحية الأمان) يتعين أن تتحول الغرفة إلى ثلاثية وأن أدفع مبلغاً إضافياً عن الطفل قدره 15 يورو إضافي عن كل ليلة .. كنت قد حجزت هذا الفندق بسعر مناسب وهو 130 يورو ، ليصبح السعر الجديد بعد تحويل الغرفة إلى ثلاثية 145 يورو ..
أثناء قيام موظفي الفندق بالبحث عن غرفة ملائمة قمت بالتجوال داخل البهو والتقطت بعض الصور منها الصورة ادناه


لقطة من إحدى الزوايا في قاعة الجلوس بالفندق والتي تقع خلف منصة الإستقبال في الفندق .. حيث تبدو الأناقة واللمسات الجمالية في التصميم

إحدى زوايا صالة إستقبال الفندق حيث توجد بعض المطويات السياحية والإرشادية عن العاصمة روما ..
--------------

بعد إنتظار الترتيبات التي قام بها موظف الإستقبال مع زميليه ، قام بتسليمي مفتاحي الغرفة ، ثم توجهنا صعوداً إلى الطابق الخامس حيث غرفتنا ، دخلنا الغرفة فأعجبتنا لإتساعها وإنشراحها وحسن ترتيبها ونظافتها ، وأعجبني أكثر الملحق الصغير بالغرفة ..

منظر من داخل الغرفة التي كانت تقع في الطابق الخامس وتقع في الجانب الآخر من الفندق والذي لايطل على الشارع الرئيسي الذي يقع عليه الكولوسيوم ، ولكنها تشرف على الحي السكني بالإضافة إلى إطلالتها الشرحة على حديقة عامة جميلة




منظر من نافذة الغرفة على المنطقة السكنية وتبدو في نهاية الصورة إلى اليسار الحديقة العامة


نظافة وجمال الغرفة وحسن ترتيبها أول دافع للراحة والإطمئنان عند الوصول لأي مدينة نسافر إليها ..


وهنا شاشة LCD أنيقة وتقع دونها خزانة صغيرة تحتوي على ثلاجة الغرفة ..




أما طفي فقد خصص له هذا الملحق الصغير بالغرفة .. وخصص له أيضاً تلفزيون بشاشة LCD

قضينا فترة من الوقت للراحة في الغرفة ثم إنطلقت على قدماي صوب الكولوسيوم حيث سأقوم بالتبضع من أحد المحلات هناك لما يسد رمقنا هذا اليوم .. توجهت للكولوسيوم فلم أعثر على سوبرماركت بل أحد الكافيتيريهات الأنيقة ، اشتريت بعض الفطائر الايطالية الحلوة والتي لم أجد سواها بالإضافة إلى 10 علب من المرطبات والمياه الغازية .. وقد فوجئت بتسعيرة تلك الاغراض البسيطة ( 10 علب مرطبات + 8 معجنات وكروسانات حلوة) ب73 يورو .. حوالي 370 ريالاً سعودياً .. والسبب أدركته مؤخراً أن السعر كان مضاعفاً للغاية في تلك الكافيتيريا بسبب وجودها قبالة الكولوسيوم ، لذلك يتعين على السائح أن يتجنب شراء أغراضه من المحلات الواقعة بالقرب من الأماكن السياحية في روما إلا للضرورة القصوى وأن يقتصد في ذلك قدر الإمكان ..




لقطة للكولوسيوم ، والذي يعتبر من أهم الأماكن السياحية والرئيسية في روما


وهنا المنطقة المحيطة بالكولوسيوم حيث المسطحات الخضراء وتقع بعض المقاهي في الجهة المقابلة للكولوسيوم من طرف الشارع ، ويقع في إحدى الجهات مسار جميل منسق يبتديء بقوس النصر

كما تتواجد العديد من عربات الخيول والأكشاك والمستعرضين ..


منظر آخر للكولوسيوم من زاوية أخرى وتبدو في الصورة إحدى الحافلات السياحية..



بعد العودة للفندق ومعي الأغراض ، قمنا بتناول الغداء الخفيف ، ثم بدأنا نفكر بماذا نبدأ جولتنا هذا اليوم في هذه المدينة الحية الزاخرة بعشرات المشاهد والمعالم السياحية ؟ تملكتنا الحيرة وبدأت أفكر وأرتب أوراقي .. ثم رمقت ساعتي فوجدت أننا في رابعة النهار .. لنستقر في النهاية على أحد الخيارات التي لاتتطلب منا الكثير من الجهد خاصة أن هذا هو يوم الوصول لروما وينبغي علينا أن لانجهد أنفسنا كثيراً فهناك 3 أيام متبقية ، يمكننا بإذن الله .. الألمام بمعظم الجماليات التي تكتنزها هذه المدينة المفعمة بالحيوية والجمال ..

وهنا في الصور التالية .. فندقنا الذي أخترناه للإقامة في روما والذي كان رائعاً بحق .. وملائم لمن يريد الإقامة في سكن آمن ونظيف ... وقريب من المناطق السياحية ( نسبياً ) في روما .. وددت أن أختم هذا الجزء ببعض الصور الخارجية له ..







 بعد الاستراحة في الغرفة لبعض الوقت ، قررت التوجه لأعلى طابق في الفندق وكان السطح ، حيث يوجد مقهى أنيق مفتوح في الهواء الطلق ويوجد مسبح الفندق ، قضيت بعض الوقت في تأمل المشاهد الخارجية لمنطقة الفندق عبر الإطلالة من أعلى الفندق ..

تأملت الحركة الدائبة للشارع الرئيسي الذي يقع عليه الفندق واستمتعت بمشاهدة منظر الكولوسيوم الجميل ، ثم توجهت إلى زاوية أخرى من السطح وأطليت برأسي على الحديقة الخارجية للفندق ، قررنا بعدها النزول من الفندق والتوجه للحديقة المجاورة ، أترككم مع بعض الصور والمشاهدات


نظرة على الشارع الرئيسي من سطع الفندق ويظهر مبنى الكولوسيوم في نهاية الشارع

وهذا هو المسبح الخاص بالفندق

وهنا إطلالة من سطح الفندق على الحديقة المنسقة المجاورة له ..
بعد النزول من الفندق توجهنا للحديقة المجاورة له وكانت تملؤها الحياة ، الناس على مختلف أعمارهم تواجدوا فيها ، الصغار يلهون مع بعضهم البعض ، والكبار قد جلس بعضهم على مقاعد الحديقة ، منهم من يتسامر مع الآخر ومنهم من أستغرق في القراءة ، بعد قضاء فترة من الوقت في تلك الحديقة قررنا الإنطلاق إلى النافورة التي تشتهر بها روما والتي تعرف بنافورة الأمنيات أو ( نافورة تريفي )
لقطة من داخل الحديقة العامة التي تقع إلى جوار فندقي
بعد ذلك قمنا بالتجوال قريباً من الفندق وأسترعى انتباه مشاري أحد الأشخاص الذي كان يقوم باستعراض بعض الحركات البهلوانية مع طيور الكناري

نافورة تريفي TRIVI FOUNTAIN

نافورة تريفي ( Fontana di Trevi : فونتانا دي تريفي) هي أكبر نافورة مبنية على النمط ( الباروكي) . أنتهى بناءها عام 1762 وهي من تصميم نيكولا سالفي ،
-----------
تشتهر مدينة روما بجماليات نوافيرها المتتشرة في ميادينها وساحاتها العامة، ومن أجمل هذه النوافير على الإطلاق نافورة "تريفي" االتي تشغل حيزاً كبيراً من الساحة بتماثيلها ونوافيرها والتي ينساب الماء منها على شكل شلالات صغيرة، تصب داخل البركة، وهذه المياه تنقل عبر قنوات معلقة وتنتهي في هذا المكان الذي يعرف الآن بنافورة "تريفي" ، وفي القرن الخامس بعد الميلاد، أمر "نيكولو الخامس" ترميم القناة الناقلة للمياه، وكلف "ليون باتيسيا البرتي" أن يبني حوضاً لتجميع المياه، في نفس مكان النافورة التي نشاهدها اليوم، أما الصخور والتماثيل المرمرية تم نحتها في القرن الثامن عشر، بواسطة الفنان "نيكولو سالفي" ويُشاهدعلي جانبي النافوة صخرة تجتمع عليها عرائس البحر التي تم نحتها أيضاً ..
من الأساطير التي تروي عن هذه النافورة: أن كل من يلقي بداخلها قطعة نقود، لا بد وأن يعود مرة ثانية لروما !!
أذكر أول مرة شاهدت هذه النافورة في فلم قديم لعادل إمام إسمه ( عنتر شايل سيفه) حيث قام بدور فلاح من الصعيد يسافر إلى روما فينبهر بما يراه هناك ثم يمر بتلك النافورة فيشاهد الناس يقومون بإلقاء القطع المعدنية داخل النافورة ، بعدها ليقوم بالنزول للنافورة ويجمع العملات المعدنية منها وسط ذهول الناس وإندهاشهم
وأترككم مع بعض اللقطات لهذه النافورة الجميلة ويبدو في الصور كثرة الجموع من السياح التي طوقتها وسلبية هذا المكان إزدحامه الشديد وصغر مساحة الساحة هذه النافورة حيث تقع في ساحة صغيرة محاطة بالمحلات والمباني التاريخية والحديثة ، إضافة إلى تواجد بعض الباعة والمستعرضين فيها .
بعد قضاء بعض الوقت إلى جوار النافورة ، قررنا التوجه إلى ساحة أسبانيا ، وهي ساحة جميلة ورائعه يتوافد إليها جموع السياح وتتواجد فيها العديد من النوافير الجذّابة إضافة إلى عربات الخيول المصطفة فيها ، كما يوجد في ساحة أسبانيا أحد أشهر معالم روما وهي المدرجات الأسبانية التي تشرف على الساحة وعلى شارع التسوق الشهير المعروف بإسم VIA CONDOTTI ، ويحتشد الناس في المدرجات الذين فقط يجلسون ويشاهدون الحركة الدائبة في تلك الساحة ، ويقع في أعلى المدرجات ساحة صغيرة تنتشر فيها اللوحات الفنية والأكشاك التي تبيع التذكارات والهدايا إضافة إلى الرسامين الذين يقومون برسم صورة لك إذا رغبت في ذلك 
بداية ( ساحة أسبانيا) وتظهر في الصورة عربات الخيول ..
المدرجات الأسبانية ، المعلم الأكثر تميزاً في ساحة اسبانيا وتنتهي المدرجات بساحة صغيرة أعلاها ويتواجد على الساحة الرسامين الذين اتخذوها معرضاً لنشر وبيع لوحاتهم الفنية ورسم صورة لك حسب رغبتك ..
مشهد من الساحة وفي الصورة إحدى النوافير الجميلة التي يجتمع حولها بعض السياح
تعتبر هذه الساحة من أكثر الساحات تميزاً في روما وسبب تسمية هذه الساحة بهذا الإسم أن سفارة اسبانيا كانت مقامة على هذه الساحة خلال القرن السابع عشر الميلادي ، ويتوافد السياح على هذه الساحة منذ عام 1600 ميلادي حسبما ذكر في بعض المصادر وأجمل مافي هذه الساحة تلك العتبات المتعاقبة والتي تربط الساحة بالمبنى الذي يعتليها بنهاية الدرجات صعوداً ويعرف ذلك المبنى بكنيسة Trinità dei Monti .
بعد التجوال قليلاً في الساحة تملكني التعب ، فقررنا التوجه للفندق بحلول المساء بعد طي صفحة اليوم الأول في روما ..
ليكون أمامنا اليوم الثاني والذي قمنا باستغلاله بشكل جيد ..
-------------------------
في صبيحة اليوم التالي
قررنا الإنطلاق إلى أشهر ساحة في روما وهي ساحة نافونا ، هذه الساحة رائعه بحق تمتليء بالسياح والرسامين الذين افترشوا أرضها لرسم لوحاتهم لتصبح هذه الساحة أشبه بمعرض للفنون ، كما يتواجد هناك بعض المستعرضين وبعض العازفين والنوافير الشيقة والمباني الجميلة إضافة إلى العديد من الأكشاك المنتشرة في جنباتها

ساحة نافونا navouna square لاتكتمل متعتك في روما إلا بزيارتها !




بعد زيارة ساحة نافونا توجهنا إلى ساحة ليست ببعيدة عنها وهي ساحة مبنى البانثيون

البانثيون هيكل قديم، بناء قديم يقع وسط روما. اكتمل بناؤه إبان حرب الإمبراطور الروماني، هادريان، نحو عام 126م.. ويأتي اسمه من الكلمة الإغريقية بانثيون التي تعني مكان جميع ( آلهتهم )وقد استُغل الهيكل ككنيسة من عام 609م، وحتى عام 1885م، ثم أصبح واحدًا من مقدساتهم الوطنية، ومقبرة للأبطال القوميين في إيطاليا. ومن بين مشاهير الإيطاليين المدفونين هناك الملك فيكتور إيمانويل، ورسام عصر النهضة رفائيل.

بُني البانثيون بصفة أساسية من الآجر والأسمنت، وهو مبنى مستدير يصل قطره إلى حوالي 43م، وله سقف مقبَّب ترتفع أعلى نقطة فيه حوالي 43م من الأرض. ويمتد من مدخل المبنى رواق مستطيل. وله سقف مثلث الشكل، يسنده صف مكون من ثمانية أعمدة كورنثية الطراز. والمعلوم أن كثيرًا من التقنيات الهندسية التي استخدمت لبناء البانثيون مازالت تستخدم اليوم.

ويعتبر البانثيون أحد المباني الأولى التي رُكِّز فيها على الحيز الداخلي أكثر من الشكل الخارجي. ويضاء داخل المبنى بشكل منسق ومتساوٍ بوساطة منار في قمة القبة قطره تسعة أمتار. وقد كانت نسب الحيز الداخلي محل تقدير وإعجاب، بسبب تناسقها وانسجامها. وتشكل الأبواب البرونزية في المدخل، وبعض الرخام المستخدم في الزخرفة الداخلية، جزءًا من البنيان الأصلي للبانثيون. ( منقول بتصرف من الموسوعة المعرفية الشاملة)

كنت أسمع بالبانثيون من قبل باعتقادي أنه مبنى أثري أو اطلال على غرار الأطلال اليونانية

البانثيون من الخارج
صورة من داخل مبنى البانثيون
-----------------------------
ساحة الزهور Campo de' Fiori
بعد ذلك غادرت البانثيون متوجهاً إلى ساحة تسمى ساحة الزهور وهي أشبه بالمباسط الشعبية تباع فيها الزهور والنباتات والمنتجات الزراعية والغذائية وتتواجد أكشاك الملابس والهدايا والتذكارات

بعد زيارة ساحة نافونا صبيحة ذلك اليوم ومشاهدة ساحة ومبنى البانثيون وكذلك ساحة الزهور التي لم تستهويني كثيراً ، استقرينا بعدها في أحد المقاهي للراحة ثم واصلنا مشوارنا إلى :


روما القديمة ، أو الأطلال الرومانية Roman Forum

كانت زيارة هذه الآثار أشبه برحلة للعصور القديمة ، المنطقة شاسعة وممتدة وكأنك انتقلت من العصر الحاضر إلى العصر القديم ، مدينة بنائية كاملة تشاهدها أمام ناظريك ولكنها قد أرمت .. وتقع هذه المنطقة على نفس الشارع الذي يقع عليه فندقنا والكولوسيوم وساحة فينيسيا .. أترككم مع بعض الصور ..







The Forum أو أطلال روما هي قلب العاصمة الإيطالية ، ويذكر أنه منذ عام 753 قبل الميلاد كان سكان التلال يُدفَنون في هذا المكان ، ومن هذا المكان نشأت مدينة روما ..
-------------------------

venezia squareساحة فينيزيا
أشهر ساحة في روما يقف عليها هذا المبنى الشامخ وهو أكثر مبنى أعجبني وأجمل المباني التي رأيت ، تصميماً وهندسة وعمارة ، لقد أحسست بأن شخصية روما تجسدت في هذا البناء البديع ..

تعتبر ساحة فينيسيا Venezia Square ، Piazza Venezia ملتقى العديد من الشوارع الرئيسية الهامة في وسط روما كما تعتبر إحدى الأماكن التي عايشت العصور التاريخية المختلفة التي مرت على روما ..
هذه الساحة هي الرئيسية في روما واول ساحة استخدمت فيها المصابيح الغازية
تم إنشائ هذه الساحة بهيئتها التي نراها عليها اليوم خلال الفترة بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ،
يوجد تمثال الملك ايمانويل فيتوريانو الثاني في الساحة .
أستمدت الساحة اسمها من أشهر المباني الموجودة في الساحة وهو قصر فينيسيا الذي كان مقراً للإقامة البابوية ليتحول بعدها إلى هيئة دبلوماسية في المدينة



ترون في الصور أعلاه البناء الأبيض الضخم المصنوع من صخر الكلس الأبيض، ويسمى بالإيطالية "الفيتوريانو" أو نصب النصر التذكاري، الذي شيد بمناسبة إتحاد إيطاليا، وتم إهداؤه للملك "فيتوريو إيمانويل الثاني" قد إستغرق بناؤه 26 سنة، من سنة 1885 إلي سنة 1911.
يبدأ صعودك إلى هذا البناء من عبر عتبات عديدة واسعةتنتهي بساحة يوجد في منتصفها تمثال روما، ويوجد إلى الأسفل من هذا التمثال قبر الجندي المجهول منذ 1921م.
يوجد أيضاً نصب للملك "فيتوريو إيمانويلي الثاني"، والمصنوع من البرونز المطلي بالذهب.
كما ينتصب في الطابق العلوي من هذا البناء 16 عموداً في الوسط، وعمودين على كل جانب، وفوق كل منها تماثيل النصر المجنحة
يشرف هذا المبنى -الفيتوريانو - على ميدان فنيسيا، الذي يتفرع منه أهم شوارع العاصمة التجارية، وينتهي هذا الشارع التجاري في ميدان بياتسا دل بوبولو، أي ميدان الشعب.
  
بعد ظهر ذلك اليوم ، انطلقنا للنزهة حول مبنى الكولوسيوم الرائع والذي لم يكن ليخلو يوماً من السياح ..
----------------

( الكولوسيوم Colosseum - تاج روما القَديم)





تقول الاسطورة: مادام الكولوسيوم قائما ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره. شيد هذا المبنى الضخم على شكل مدرج ومسرح نصف دائري في وسط العاصمة الايطالية منذ الفي سنة كأكبر شاهد على عظمة العالم القديم والإمبراطورية الرومانية. حين تتجول هذه الايام في أروقة الكولوسيوم تحس وكأن الاحجار تتكلم وتخاطبك الآثار بما مر عليها من غزاة صنعوا التاريخ. ورأيت البعض يقرأ في ساعة الغروب كتاب مرغريت يورسينار «مذكرات الامبراطور ادريانو» الذي انتصر على الملكة زنوبيا في تدمر بسورية، وتذكرت موسيقى «صنوبر روما» للموسيقار رسبيغي تصور جحافل جيوش الرومان تتقدم في الشرق والغرب لتقيم أضخم امبراطورية في الزمن القديم.

وربما كان مارش النصر من اوبرا «عايدة» لفردي أنسب قطعة نستمع اليها تحت قوس قسطنطين المجاور.

يعتبر الكولوسيوم تحفة هندسية لفن العمارة بمحيط دائرة تصل الى 52 مترا واستعمل فيه الحجر الجيري، وهو مؤلف من أربعة طوابق يحمل الطابق الاول اعمدة من النوع الدوري (وهو أبسط وأقدم نوع من الاعمدة في الهندسة المعمارية الاغريقية) ويليه طابق تحمله اعمدة من النوع الايوني (نسبة الى ايونيا اليونانية) ثم ترى الطابق الثالث تحمله اعمدة من النوع الكورنثي (نسبة الى كورنث في اليونان التي اشتهرت قديما بالترف والتهتك وتزدان تيجان الاعمدة بزخارف تشبه اوراق الاشجار) وله ثمانون مدخلا مثل ملاعب المدن الرياضية الحديثة أما داخله فينقسم الى ثلاثة اقسام: المسرح المدور ، والمنصة العالية ، ومقاعد المتفرجين وتنقسم حسب طبقاتهم من الاشراف وأعضاء مجلس الشيوخ وبقية أفراد الشعب.

وقد انتبه الرومان منذ ذلك الوقت الى ضرورة السيطرة على مواطنيهم بتوفير الخبز وتسليتهم بالرياضة. وقد أقيم المدرج بالقرب من دار الامبراطور نيرون الذي أحرق روما كتعويض لأهلها عن الضيم الذي لحق بهم بعد مصادرة نيرون لأرضهم وسمي كولوسيوم نسبة الى تمثال نيرون البرونزي الضخم وارتفاعه 38 مترا، والذي كان منتصبا بالقرب من المدرج في أول شارع النصر (أو المنصة الامبراطورية الان) بعد أن جره 12 فيلا لإقامته في ذلك الموقع وبني بالقرب منه قوس قسطنطين عام 315 بعد الميلاد تكريما لنصر الامبراطور الذي بنى القسطنطينية والذي قلده الفرنسيون في قوس النصر بباريس. وتم تحطيم التمثال في القرن السادس بأمر من البابا غريغوري الكبير حين تنصرت روما وردا على اضطهاد المسيحيين ثم اجبارهم على مصارعة الاسود.

بدأ انشاء الكولوسيوم عام 72 بعد الميلاد ودشنه الامبراطور تيتوس الذي هدم المعبد في القدس بعد 8 سنوات من البناء فأقيمت فيه الالعاب الرياضية لمدة مائة يوم قتل خلالها خمسة الاف حيوان مفترس ونصب البحارة خياما وأشرعة على سقفه لحجب ضياء الشمس القوية عن المتفرجين أما الان فيتوافد عليه السياح من كافة بقاع الارض ويقضون ساعات طويلة من دون غطاء يحميهم من أشعة الشمس الحارقة، خلال موجة الحر الشديد هذا العام لكن ذلك لم يمنع البعض من اقامة حفلات الزواج والتقاط الصور التذكارية في بهو المدرج، أو مكان صراع العبيد أو الاسرى أو المارقين مع الوحوش الضارية.

بعد تحطم جزء من الكولوسيوم اثر هزة أرضية عنيفة في القرون الوسطى استخدم امراء عصر النهضة قسما من حجارة المدرج لبناء قصورهم العامرة مثل باباريني الذي تحول الى متحف الان وفرنيزي الذي استولى عليه نابليون ليصبح مقر السفارة الفرنسية.

أقيمت في السنوات الاخيرة عدة حفلات موسيقية لاشهر الفنانين العالميين في باحة المدرج مثل بول ماكارتني من فريق البيتلز، لكن أنصار البيئة احتجوا على افساد أهم الاثار التاريخية من قبل الجمهور فخفت تلك الحفلات أخيرا ولا شك أن قضاء لحظات شاعرية في باحة الكولوسيوم تحت ضوء القمر المكتمل في الليالي الصافية، هي أروع دقائق للعودة في الزمان الى ألفي سنة وكأنك تعيش الاسطورة بكل أبعادها التاريخية.

ثم قمت بالتجوال في المنطقة السياحية الجميلة المحيطة به والتي تبتديء من قوس النصر ، حيث يبدأ من هناك مسار بديع تنتظم على جانبيه الأكشاك وتحيط به المسطحات الخضراء الجميلة ..
منظر لحديقة الكولوسيوم ، ويظهر في الصورة قوس النصر
منظر جانبي للكولوسيوم والساحة التي تقع في محيطه
يسع هذا المدرج الروماني العملاق في الأصل حوالي 45000-50000 مشاهد. كانت الساحة تستخدم في قتال المصارعين (الجلادياتورز) والمسابقات الجماهيرية. تم البدء في بناءه ما بين عامي 70 و 72 بعد الميلاد تحت حكم الإمبراطور فيسباسيان وتم الإنتهاء منه بشكل أساسي سنة 80 في عهد تيتوس، ولكن تمت بعض التغييرات الإضافية في عهد دوميتيان.
منذ تاريخ البدء في البناء وحتى الوقت الحاضر مر البمنى بالعديد من التطورات من حيث الاستعمال وأيضا شكل المبنى معماريا فقد كان يعتقد أن الساحة كانت مغطاة بقبة كبيرة. ويعد المبنى أشهر مثال للمسارح الرومانية على هذه الشاكلة والتي تتميز بكونها كاملة الاستدارة أو بيضاوية تماما. وظل المبنى مستخدما لمده تقرب من 500 عام وسجلت أخر ألعاب أقيمت فيه في القرن السادس، بعد التاريخ التقليدي الذي يعتقد سقوط روما فيه وهو عام 476.
المصدر ( الموسوعة الحرة)

من هنا يبتديء قوس النصر ويليه ذلك المسار الجميل
صورة من إحدى الزوايا لقوس النصر الذي يقع إلى جوار الكولوسيوم
المسار الأنيق الذي يبدأ من قوس النصر ويقع إلى جوار مبنى الكولوسيوم

بعد قضاء فترة من الوقت إلى جوار مبنى الكولوسيوم قررنا الإنتقال إلى Villa Borghese وبعد الوصول إلى هناك نزلنا إلى ساحة شعبية واسعة توزعت فيه العديد من أكشاك الباعة والمباسط الشعبية 
.. بعد ذلك توجهنا لتناول الغداء في مطعم Burger King .
بعد تناول الغداء قررنا الانتقال إلى الساحة المقابلة والمجاورة لحدائق ( فيللا بورغيسي) وتعتبر من أشهر الساحات في روما وتعرف بإسم Piazza del Popolo ومما يميز هذه الساحة اتساعها ورحابتها وتميزها بالسور العالي الذي يطوقها وتدخل إليها عبر بوابة داخل السور ، تتوزع المباني التاريخية والنوافير البديعة التي صيغت بحرفنة داخل هذه الساحة كما يوجد في منتصف هذه الساحة المسلة المصرية ، سميت هذه الساحة بهذا الإسم نسبة إلى الكنيسة الموجودة داخلها وهي كنيسة Santa Mari del Popolo

هنا بعد الوصول إلى الساحة الشعبية المقابلة لساحة Piazza del Popolo


وهنا البوابة المميزة التي تدخل من خلالها إلى ساحة Piazza del Popolo


مشهد عام من ساحة Piazza del Popolo وتبدو في المنتصف المسلة المصرية


بعض المباني الموجودة في الساحة وتوجد إلى اليسار هذه النافورة البديعة


منظر جانبي للمسلة المصرية الواقعة في قلب الساحة


وهنا صورة أخرى للساحة

بعد فترة من الوقت قضيناها في ساحة Piazza del Popolo قررنا التوجه لقضاء بقية النهار في حدائق ( بورغيزي ) أو ماتعرف باسم ( فيللا بورغيزي)
-----------------------
فيللا بورغيزي Villa Borghese
تعتبر فيللا أو حدائق بورغيسي من أجمل الأماكن الطبيعية التي يمكنك الاستمتاع بقضاء وقتك فيها ، فهي حدائق شاسعة ( مد النظر) .. تنتشر في كل زاوية وبقعه من هذه الحدائق النوافير الجميلة والمجسمات الفنية والبحيرات الصناعية الصغيرة والمباني البديعة وبعض المقاهي ، كما يوجد بالحديقة بعض المتاحف وأماكن ترفيهية للأطفال ويمكنك الاستمتاع بالتجوال داخل الحديقة عبر استئجار العربات أو الدراجات الهوائية بوقت محدد وبمبلغ رمزي .. وتتمتع هذه الحدائق بإطلالتها الفريدة على مدينة روما حيث تقع إحدى جوانبها على هضبة مرتفعة تشاهد فيها رؤوس المباني والأبراج وكذلك مشاهدة النهر ..
سبب تسمية هذه الحدائق بهذا الأسم أنه كانت تملكها أسرة بورغيزي حتى عام 1902 ، وفي عام 1903 تم جعل هذه الحدائق مشاعة للعامة ..
من هنا تبدأ الدخول للحدائق ، ويمكنك التجوال على قدميك أو عبر استيقاف سيارة أجره ، أو التوجه لأقرب موقف للحافلات التي لها نقاط مخصصة للوقوف على هذا الشارع الذي يخترق الحديقة
بعد الدخول إلى الحدائق ، والانبهار بالنوافير والمعالم الجمالية والتحف التي تفاجئك أثناء تجوالك داخل هذه الحدائق الجميلة استوقفتنا إحدى البرك الصناعية الجميلة ، قررنا الاستراحة إلى جوارها لفترة من الوقت وقد كان المكان ساحراً للغاية !
بعد ذلك انطلقنا للتجوال داخل الحدائق ، وقد أعجبني حسن تنسيق وتنظيم ونظافة الحدائق ، وقد توزعت اللافتات الإرشادية أينما ترنو ببصرك ..
وأثناء التجوال داخل هذه الحدائق ، كان لنا مرور بهذا المقهى الجميل المفتوح في الهواء الطلق
بعد فترة من الوقت والاستمتاع بالتجوال داخل الحدائق ، كان الوقت قد مر سريعاً دون أن نشعر فقد تعددت الجماليات التي تزخر بها الحدائق حتى كان لنا مرور بهذا المكان والذي يتم فيه تأجير الدراجات الهوائية والاستمتاع بالتجوال عبرها داخل هذه الحدائق الرحيبة
نقطة تأجير الدراجات أو العربات الهوائية ، وفترة التأجير لفترة محددة من الوقت وبسعر مناسب .
أحد الأشكال الجمالية المنتشرة بكثرة داخل الحدائق
بعد فترة من التجوال داخل الحدائق ، شعرت بالتعب وتسارع النبض في تزايد مع كل مسافة أخطوها ولاعجب حينما علمت أنني كنت أصعد تلاً دون أن أشعر
حتى وصلنا إلى طرف الحديقة الذي يشرف على روما، تفاجأت بالاطلالة الرائعه وكذلك شعرت بالراحة حينما لمحت مقهى كبير مؤلف من طابقين ويوحي جلسات مفتوحة في الهواء الطلق ، وقد كان مبنى المقهى الرئيسي يضم قاعة للاحتفاليات .. توجهنا إلى إحدى الجلسات لأخذ قسط من الراحة ثم قمنا بطلب بعض الكابتشينو والكعك وشيئاً من المياه المعدنية .. وقضينا فترة من هذا الوقت وسط هذه الاجواء المنعشة دخل هذه الحدائق الخلابة والوارفة والتي تسبعت بنسمات الهواء العليلة الممتزجة برائحة الأشجار والأزهار النظرة من كل صنف ولون
منظر للمطعم والمقهى الرئيسي داخل الحدائق
وهنا لافتة تحمل إسم المقهى والمؤلف من طابقين حيث يضم إحدى الطابقين قاعة للاحتفاليات والمناسبات
صورة جانبية لمبنى المقهى وقاعة المناسبات
لقطة عامة للجزء المفتوح من المقهى حيث قررنا الجلوس هنا
صورة من إحدى الزوايا أثناء الاستراحة في القسم الخارجي من المقهى

مع حلول المساء ، وإدبار الشمس نحو الغروب ، خلف خط الأفق البعيد .. قررنا إنهاء تجوالنا في ذاك اليوم الحافل في مكان هاديء وشاعري ، لإمتاع العين والنفس قبل العودة إلى الفندق ، وكان ذلك المكان نهر روما المعرف باسم( التيبر)
التيبر ( بالإيطالية : Tevere) هو ثاني أطول نهر في إيطاليا ، يبدأ في سلسلة جبال توسكان وسط إيطاليا على ارتفاع 1,268م فوق مستوى البحر، ويتدفق جنوبا لمسافة 405 كيلو متراً ، في نهايته يعبر مدينة روما قبل أن يصب في البحر الأبيض المتوسط في منطقة أوستيا ، وقد كان يُعد هذا النهر وسيلة تجارة مهمة في العهود الرومانية. وقد فاض نهر التيبر عدة مرات فبنيت سدود واقية من الفيضان في روما.





بعد الوقوف على ضفاف نهر التيبر الساحر ، وسط أجواء من البهجة والانشراح ، واللحظات الحالمة التي لاتنسى على ضفافة ، والتجوال بين ضفتيه يمنة ويسرة ، قررت العودة إلى الفندق مختتماً يومي الثاني في روما ..
في صبيحة اليوم التالي في روما ، وبعد الاستيقاظ من نومي باكراً .. توجهت إلى شارع التسوق الشهير المعروف بإسم VIA CONDOTTI وهو أشهر شوارع التسوق الراقية في روما ، ويعج هذا الشارع بالسياح والمتسوقين وتتراصّ المحلات الفخمة والماركات العالمية على جنباته








وهنا التفاتة نحو الخلف ( الصورة أعلاه) حيث ينطلق هذا الشارع الجميل من ساحة أسبانيا






بعد التجوال لفترة من الوقت .. لفت نظري أحد المحلات المصطفّة على إحدى ضفتي ذلك الشارع الراقي .. وكان إسم ذلك المحل : مجوهرات كاستيللي ، وهذا المحل متخصص في بيع المجوهرات واللؤلؤ والعطورات الإيطالية والعنبر المصنوعة والمصاغة محلياً .


  بعد أخذ جولة قصيرة في شارع Via Condotti توجهت إلى ساحة أسبانيا ، ثم صعدت بعدها المدرجّات الأسبانية حتى وصلت إلى ساحة صغيرة وجميلة تحتشد بالرسامين وتناثرت فيها بعض الأكشاك التي تبيع التحف والهدايا ، وكانت هذه الساحة الصغيرة تعتلي المدرجات الأسبانية وتشرف عليها ويبدو للناظر من فوقها شارع via condotti الشهير على إمتداده ..


الساحة الصغيرة التي تعتلي ساحة اسبانيا بعد صعود المدرجات الأسبانية .. ويبدو في الصورة بعض الرسامين الذين يقومون بممارسة حرفتهم الأزلية ..





وهنا إطلالة عامة على ساحة اسبانيا وشارع التسوق الشهير VIA CODOTTI على إمتداده



نظرة من الأعلى على شارع VIA CONDOTTI المنطلق من ساحة أسبانيا

-----------------------
نهـــايــــة الرحـــــلــة


بعد مشوار الصباح لزيارة ساحة اسبانيا والساحة الصغيرة التي اعتلتها .. عدت للفندق ،، ثم انطلقنا لمشوار آخر طوال ذلك اليوم لنعود مع حلول المساء إلى الفندق ثم لأبيت ليلتي الأخيرة في روما


ولمعرفة أين قضيت بقية يومي ماقبل الأخير ، فقد كان ذلك المشوار على هذا الرابط







في صبيحة اليوم الأخير في روما والرحلة تناولت افطاري وقمت بتجهيز حقيبتي وتسليم الغرفة كما استلمتها.. بعد تناول افطاري في الغرفة



بعد ذلك نزلت إلى مكتب الاستقبال في الفندق ، منهياً إجراءات الإقامة ومنهياً معها رحلتي تلك ، ثم قمنا بطلب سيارة أجرة كي توصلنا إلى مطار روما ، وخلال 5 دقائق .. كانت سيارة الأجرة متوقفة إلى جوار الفندق .. انطلق بنا السائق ميمماً وجهه مطار روما ، وأثناء توجهنا إلى المطار .. كنت أتأمل كل منظر وكل زاوية من زوايا هذه المدينة الحية الزاخرة بالتاريخ والحضارة في آن واحد ، لن انساك ياروما .. ولقد اتعبتيني للغاية .. فما أكثر معالمك ومزاراتك السياحية التي تعددت صنوفها والوانها .


وصلنا إلى مطار روما الكبير والرائع ، الجميع في قمة التعاون ، وموظفي المطار في قمة اللباقة وروعة التعامل ، تشعر من خلال الحميمية وكأنك تسرعت في مغادرة هذه المدينة الرائعه باكراً ..
صورة أخرى من مطار روما
بعد إنهاء الاجراءات اللازمة وخاصة الهم الذي كان يشغلني طيلة الرحلة وهو مسألة العفش الزائد ، سرت أمورنا ولله الحمد والمنة على خير ، فلم نجد ممانعة أو مايعكر علينا يومنا الأخير ، ثم انتبهت لمسألة استرجاع الضريبة ، فتوجهت إلى مكتب استرجاع الضريبة والبالغة 67 يورو والتي يتعين أن تعود إلى محفظتي .. لأجد ممانعة من موظفة استرجاع الضريبة بالمطار ، فهيأ الله لي أحد المشرفين في المطار والذي كان في قمة التعاون  ، وكان يتكلم معنا ببعض الكلمات العربية  ، وكذا كان يفعل مع بقية المسافرين العرب .. فأخبرته عن المشكلة فأجابني اني تسرعت في إرسال تلك الأغراض مع أمتعتي لدى موظفي العفش وقطع كوبونات صعود الطائرة قبل طلب استرجاع الضريبة لأنهم يحرصون على رؤية جميع مشترياتكم ويقارنونها بالفاتورة الشرائية .. ثم قال لي اتبعني .. توجهنا إلى مسؤلة العفش فأجابتنا بأنه لايمكننا الحصول على أغراضنا لأنها سلكت مسارها إلى مخزن العفش .. فأطرق صاحبنا ملياً برأسه ثم قال لي اتبعني .. فانطلقت وراءه إلى مكتب استرجاع الضريبة  .. وحينما وصلت معه إلى مكتب استرجاع الضريبة .. وجد هو الآخر ممانعة من الموظفة ، ثم دخل في جدل معها ، بعدها التفت إلي مبتسماً وهو يقول : لاتتعامل مع امرأة ! فهذه طبيعتهن ، يتلذذن بتعقيد الأمور ثم توجه إلى أحد الموظفين وتفاهم معه ، فأعطيته الفاتورة ثم طلب مني التوجه للمكتب المجاور الخاص بالجمركة ، ثم عدت إليه مرة أخرى فأعاد لي مبلغ الضريبة ..
صورة أخرى لساحة الطيران في المطار
بعد صعودنا للطائرة وجلوسنا أماكننا القيت النظرة الأخيرة على هذه المدينة الرائعه فقد كانت محطة إختتام رائعه لرحلتي تلك .. والحمدلله على أن يسر لنا أمورنا في رحلتي تلك ..
مشهد من داخل طائرة الخطوط السعودية 772-777 أثناء توجهنا للرياض ، كانت الطائرة مريحة للغاية أكملت متعة رحلتنا تلك ..
قبل الوداع ..
روما ...

 القي اليك آخر كلمات الوداع من نافذة الطائرة
ويوماً ما ..
قد يكون لي عودة هاهنا ..  إن كتب الله لي عمراً ..
الوداع يا إيطاليا ..
وأخص بالوداع ... روما التي لاتُنسى ...

تم بحمد الله


هناك 3 تعليقات :

  1. جزاك الله خير الجزاء

    ردحذف
  2. واياك ياعزيزي
    جزاك الله خير
    وشرفني مروركم العطر

    تحياتي

    ردحذف
  3. أبو مشاري

    معلومات ولا أروع، وسوف أستفيد منها في رحلتي القادمة بعد 10 أيام

    أشكرك من الأعماق

    محبك/ هشام الجاسر

    ردحذف