الأربعاء، 19 يناير 2011

رحلتي إلى مدينة روميو وجولييت Verona - من ارشيفي -




انتظر السائح طويلاً .. تحت شرفة جولييت .. علّه يحظى بطلة منها ، أو أن يرى محيّاها االباسم الفتّان..

ويعلل نفسه بأنه قد فعل الكثير .. والكثير فيما يتوجب عليه فعله .. حتى يصل إلى هذا المكان..

ذاك الذي هام من بعده العشّاق .. وتفتّقت بعد رؤيته قرائح الأدباء والمؤلفين عن سمفونيات رائعة من الغزل والجمال والهيام .. ليتخذوا من خيوط البدر المتلألأة في جوف الليل معلّقات تضج لها الآفاق ، وتذوب رقة وعذوبة وسحراً ..

يوم كان الحب وليداً

وكان القلب خليّاً من خيالات العشق الكاذب .. وترّهات الود والغرام ..



يوم أن كانت الشمس تضحك على استحياء .. للعاشقين المتيّمين .. روميو .. وجولييت .. اللذًين لم يبنيا عشّاً من خيالٍ

أو ترّهاتِ حمقاء ..بل كانت فصول غرامهما المتأجج تنساب من ثنايا شرفتها لتهتن على العاشق المتيّم خيوطاً من نور ودرراَ من بلّور

وبدا ماكانا ينسجاه بالليل والنهار .. ديباجة من الودّ الصادق .. يقلبها أساتذة العشق .. يمنة ويسرة بافتتانٍ وذهول .. فيلقوا على مسامع تلاميذهم .. دروساًعن السحر الحلال .. وكيف يصون العاشقان ودّهما .. ويبقيان عليه .. مهما تعاقبت عليه الضروف .. واشتدت المحن ..

قصة .. تلتها قصص أخرى ..

وتبع هذين العاشقين عشّاق كثر .. بيد أن روميو وجولييت .. غلّفا ودّهما بالوفاء الضارب في أعماق الروح .. في حياتهما .. وحتى مماتهما .. وعلى مر التاريخ ..




بعد فترة من الإنتظار الطويل .. تسلل الملل إلى فؤاد صاحبنا .. ثم توجه إلى مكان آخر في فيرونا Verona

يسأل عن جولييت .. أين هي؟


لم يدع أحداً في المدينة إلا سأله ..


الجميع .. لهم نفس الإيماءه .. لا نعرف .. هكذا كان الجواب ..


ويستقر المشي بصاحبنا نحو زاويةٍ خفيّةٍ في المدينة .. بعد أن أضناه كثرة الترحال .. فتلوح أمام ناظريه بوابة مزركشة .. ويعتريه الفضول ..


يطل برأسه من خلالها .. ليلحظ باحة فسيحة تربعت فيها حديقة جميلة منسقة .. توزعت فيها الأشكال الفنية البديعة ..





ويدلف صاحبنا داخل ذاك المكان ..


ثم يجذبه الفضول أكثر وأكثر .. وقد سرى في الجو عطر أخّاذ .. لم يستأذن أنفه له مثيل ..





أخذ صاحبنا يتتبع بأنفه رائحة ذلك العبير الصارخ والذي يزداد شذاه مع كل خطوة تسابق اختها ..


ليصل في نهاية المطاف إلى .. حجرة منزوية مظلمة داخل تلك الدار ..

تملّك الفضول صاحبنا فتوجه إلى تلك الحجرة ..


وحينما أطل برأسه فيها ..


إذا به يجد ..




العاشقة الولهانة .. جولييت .. راقدة .. بسلام .. في مخدعها الوثير..



لتتحطم آماله تحت صخرة اليأس..



وتتبعثر أحلامه كقطن تطاير من مغزل الندّاف..


وتتداعى أركان وجدانه ..


بعد أن يأس في بلوغها لناظريه .. وهي حية ترزق ..




هذه مجرد بداية .. لرحلة مدينة العشّاق ..

روميو وجولييت ..


فيرونا ..











تمهيــــــد
المكان : النمســا ، محطة قطارات ( فيــلاخ Villach )

الزمان : فترة انتظار في المحطة من الساعة الثانية عشر ظهراً حتى الساعة الثانية من فجر اليوم التالي !

بعد قضاء 3 ليالي في قرية ( بليد BLED ) السلوفينية ، ومع إشراقة شمس اليوم الأخير وتسليم الغرفة والسيارة لمكتب التأجير بعد قضاء 7 ليالٍ في سلوفينيا ، تم التوجه مع سائق التاكسي من الفندق إلى محطة قطارات بليد BLED الصغيرة تأهباً لرحلة انطلاق طويلة لم أكن أتخيل أن تكون بذاك الإرهاق ..

بعد الوصول إلى محطة Bled وانتظار القطار الذي سينقلنا إلى ( فيلاخ Villach ) ، ووصول القطار حسب الموعد ، استقلينا القطار كي يستمر بنا في طريقه إلى فيلاخ ، بيد أن القطار كان سائراً في الإتجاه المعاكس ، فبدلاً من أن ينطلق شمالاً نحو الأراضي النمساوية ، كان متجهاً جنوباً نحو العاصمة ليوبليانا ، بدلنا القطار مع أول توقف ، ونزلنا في المحطة التالية Kranj ، طال بنا الانتظار نحو ساعتان من الزمن حتى وصل قطار آخر يتجه للشمال صوب الأراضي النمساوية .

لكن قبل أن يصل القطار إلى الأراضي النمساوية ، توقف بنا القطار في محطة صغيرة ونزلنا فيها ليتم إيصال ركاب القطار إلى فيلاخ عبر الباصات لوجود أعمال إصلاح في الوصلة الحدودية للقطار بين سلوفينيا والنمسا ! ، انطلق بنا الباص يخترق بنا الحدود حتى وصلنا إلى محطة قطارات فيلاخ بعد جهد . نزلنا في المحطة واستعلمت من موظف محطة قطارات فيلاخ عن القطار الذي سينطلق إلى فيرونا .. ليفيدني بأن ذلك سيكون عبر القطار الوحيد ولكنه مسائي ( مباشر من فيينا إلى روما ) : نقطة انطلاقه فيينا .. مروراً بكلاغينفورت ثم إلى جارتها فيلاخ حيث نحن هنا .. مروراً بفينيسيا .. مروراً بفلورنس .. ووصولاً إلى روما .. إذ يتعين علينا التغيير في محطة فينيسيا ..


لاحظ أن القطار ينطلق من محطة WIEN SUD وهي محطة فيينا الجنوبية ( ليست تلك المحطة الغربية والرئيسية WIEN WEST التي تنطلق من فيينا إلى الغرب نحو سالزبورغ وميونخ أو شمالاً نحو التشيك ، بل نحو الجنوب الى سلوفينيا او ايطاليا أو شرقاً نحو المجر ).اصبت باحباط بعد أن علمت أن قطار فيلاخ-فينيسيا المباشر مسائي ، بل مع بداية فجر اليوم التالي الساعة الثانية فجراً .. ترددت كثيراً وفكرت بقضاء طيلة الفترة في الفندق المقابل لمحطة قطارات فيلاخ وهو فندق ( سيتي CITY ) ، وكان سعر الليلة 120 يورو (لم أكن أهتم بسعر الإقامة في الفندق غير أني فضلت التجول هذا اليوم في فيلاخ مع الباص أو مشياً في قلب المدينة.

---------------------------------


كما هو موضح ، الخطة كانت تستدعي الانتقال من بليد الى فيرونا ، كنت على علم بهذا المشوار مسبقاً وكنت مستعداً كذلك لتجشم الصعاب التي ستجعلني اجتاز دولة عبر دولة أخرى للوصول إلى دولة أخرى ! ، المسافة حوالي الساعة من بليد إلى فيلاخ ، وتبلغ المسافة من فيلاخ الى فينيسيا أقل من 3 ساعات ليتعين التبديل في محطة فينيسيا كي نستقل قطار الغرب المتجه إلى ميلان مروراً بفيرونا والتي هي محطتنا النهائية . ولكن جدول الرحلات ، والعارض الذي اعترى الوصلة الحدودية لسكة القطارات بين سلوفينيا والنمسا كان مفاجأة إضافية من العيار الثقيل لنا ..

قضينا اليوم في جولة مع أحد الحافلات في ربوع فيلاخ ، ثم تجولنا في السنتر ، ومع حلول المساء لزمنا محطة القطارات .. كانت هناك إمرأة شابة معها ابنتيها الصغيرتين وكانت تشعر بقلق فاقتربت منا واخبرتنا بمشكلتها ، قدمت مع زوجها الى فيلاخ وافترق عنها حيث سيرجع اليها مساء اليوم ولكنه تأخر كثيراً .. أما الأطفال فقد وجدوا مايلهيهم عن هذا ، حيث اندمجت الطفلتين مع طفلي في اللعب واللهو البريء ، تاركين الهموم للكبار ربما لعلمهم المسبق أنهم لم يبلغوا سن التكليف لحمل مشاغل الحياة بعد !

مر الوقت بطيئاً ، ومن قطار ينطلق إلى آخر قادم داخل محطة فيلاخ العملاقة ، جميع الجنسيات يمكنك رؤيتها هناك ، فالمحطة تربط المانيا مع صربيا ، وتربط النمسا مع ايطاليا ، وتربط النمسا مع سويسرا بشبكة مباشرة من القطارات دون تغيير ..

بعد الإنتظار لفترة طويلة ، اقترب موعد الرحلة الليلية بالقطار ، والتفت للإطلاع على حال هذه المرأة الحائرة مع طفلتيها فلم الحظها مع بنياتها ، وتأملت أن زوجها قد أتى واصطحبهم معه ، وبالفعل سعدت حينما علمت أن زوج تلك المراة قد وصل إلي اسرته  ( حيث أن هذه الأسرة الصغيرة مسلمة من مقدونيا وتقيم في بولزانو ) الإيطالية .

وصل القطار وحملنا معه في رحلة ال 3 ساعات الى فينيسيا ، وصلنا الى فينيسيا مستري مع الخامسة صباحاً ، نزلنا في المحطة انتظاراً للقطار الذي سيحملنا إلى فيرونا ، كانت مدة الانتظار طويلة كذلك .. والنعاس قد بلغ مني مبلغه ، والوجوه الكئيبة تمر من أمامنا ، قررنا الخروج من المحطة ( فينيسيا مستري ) والجلوس خارجاً بجوار أحد محطات الحافلات للاستئناس بوجود الناس من السياح والمارة


لحظة الإنتظار في محطة فينيسيا مستري

بعد فترة من الإنتظار خارج المحطة ، ولشعورنا بالملل ، عدنا للمحطة وقضينا فيها فترة من الوقت حتى وصل قطار فيرونا ، وانطلقنا معه ، كان الاجهاد والنعاس يتصارعان مع الهواء المنعش وإشراقة الصباح البهية ، وبالتالي تغلب الأخير على الأثين الأول !



لحظة الإقتراب من فيرونا حيث يظهر نهر إديجي

حتى وصلنا إلى فيرونا أخيراً مع التاسعة صباحاً 
 خرجنا من المحطة واستقلينا التاكسي متجهين إلى فندقنا الذي حجزناه من موقع booking.com ، فندق مارتيني ، والذي زاد من معاناة الرحلة بسبب لامبالاة العاملين فيها وعدم ابداء شيء من اللطف او حسن التعامل .. إضافة إلى سعره المبالغ فيه والذي لايستحقه إطلاقاً ( 110 يورو ، 3 نجوم ، فندق سيء تعامل موظفيه ، إفطار متواضع ، غرفة صغيرة متواضعة ، موقع عادي جداً ) ، لاحظت أن هناك نوعاً من التمايز في التعامل مع السياح (؟! ).




لحظة الخروج من محطة فيرونا ، حيث استقلينا بعدها تاكسي لتوصيلنا للفندق






فندق مارتيني الذي اخترته للإقامة في فيرونا


قاعة الاستقبال والكافيتيريا



غرفة النوم



بعد قضاء وقت من الراحة في الغرفة ، توجهنا لكافيتيريا الفندق لتناول طعام الإفطار ، بعدها قررت بداية رحلة التجوال في فيرونا !



يبلغ عدد سكان فيرونا حوالي 270 الف نسمة وتعتبر ثاني أكبر مدينة في إقليم ( فينيتو Veneto) حيث تعتبر فينيسيا أكبر مدن الإقليم ، وتعتبر مركزاً صناعياً وتجارياً وزراعياً اوروبياً ، كما تقام بعض المعارض والمهرجانات هناك ومن أشهر تلك المهرجانات الزراعية التي تقام سنوياً في فيرونا المهرجان الزراعي الدولي وكذلك مهرجان (ساموتر Samoter) وهو مهرجان عالمي خاص بمعدات ومكائن الزراعة ، ويشتهر الإقليم بانتاج ببعض الصناعات الأخرى كالرخام وزراعة الخضروات
Porta nuova الباب الجديد – بورتا نوفا -


بورتا نوفا ، قد تقرأ أو تسمع بهذه التسمية كثيراً مقرونة بإسم مدينة فيرونا .. بورتا نوفا ( فيرونا بورتا نوفا) وتعني الباب الجديد ،
يقع هذا المبنى المسمّى بالباب الجديد ( بورتا نوفا) إلى الجنوب من مركز المدينة وعلى مقربة من محطة قطارات فيرونا الرئيسية والتي تحمل اسم ( فيرونا بورتا نوفا)

تم بناء هذا المبنى ( الباب الجديد ) وهو بمثابة المدخل الرئيس للبلدة الجديدة آنذاك خلال الفترة 1535 م الى 1540 ، ولكن تم تغيير هيئته بُعَيد وصول النمساويين إلى هذا المكان عام 1854 م




خرجت مع سائق التاكسي إلى قلب المدينة ، إنطلاقاً إلى أكبر الساحات في فيرونا وهي ساحة برا Bra


وهنا بعض الصور التي التقطتها للساحة مع بداية الوصول إليها





بوابة الدخول للساحة - ساحة برا Bra -


هذه البوابة تعتبر مدخلاً لبلدة فيرونا القديمة ، بمجرد عبورك من هذا البوابة ستشاهد ساحة برا Bra الشاسعة وستشاهد المسرح الروماني والحديقة العامة والعديد من عربات الخيول والسياح وستشاهد العديد من المطاعم والمقاهي مصطفة على جنبات الساحة .


Arena - المسرح الروماني:

تم بناء هذا المسرح العملاق في بداية القرن الميلادي الأول وقد كان يستخدم من قبل الرومانيين للقتال والمبارزات والمباريات والأسواق كذلك ، ويستوعب هذا المسرح 20 الف متفرج ، إلا أن هذا المسرح قد تعرض للدمار بفعل الزلزال الذي حصل في المنطقة عام 1117 ، بينما تم إعادة بناء بعض الأجزاء الأخرى من المبنى، ويتم في هذا المبنى أداء العروض الموسيقية والأوبرا وغيرها ، وهذا المبنى مفتوح للعامة هذا اليوم ، يتربع هذا المسرح على أكبر ساحة في فيرونا وهي ساحة Bra العامّة .















القصر اليوناني Palazzo Barbieri ويعتبر مقر المجلس البلدي في فيرونا حيث صممه المهندس المعماري (باربيريثي)
تعتبر ساحة برا أكبر ساحة في فيرونا وتضم حديقة عامة وتمثالاً للملك فيكتور ايمانويل الثالث والذي تم انشاؤه عام 1883 والعديد من المباني الرئيسية التي تحيط بالساحة مثل قصر ديللا غران غارديا ، وقصر باربيري الذي هو بمثابة مجلس المدينة ، كما تضم الساحة المعلم الأشهر وهو المسرح الروماني القديم









السور الكبير
تم بناء هذا السور الضخم لحماية مدينة فيرونا ويمتد هذا السور بطول 9 كيلومترات ويحتل مئات الهكتارات بما يحويه من ابراج ومباني وحصون وحواجز وممرات وخنادق
ويوجد خارج سور فيرونا 31 حصناً .








الحديقة العامة في فيرونا ( حديقة ساحة BRA )
وهي حديقة جميلة التنسيق يوجد في مقدمتها نصب للملك فيكتور الثالث وتتواجد بها المسطحات الخضراء ومقاعد للاستراحة ونافورة جميلة في مركزها ، وتعتبر هذه الحديقة بمثابة الواحة التي يلتقط فيها السياح أنفاسهم .




جانب من الحديقة العامة التي تتوسط ساحة (برا Bra )


الحديقة العامة - ساحة براBra


نصب تذكاري لفيكتور الثالث يقع قبالة الحديقة العامة التي تتوسط ساحة برا


نافورة جميلة في قلب الحديقة العامة التي تتربع على ساحة (برا)






المطاعم والمقاهي تقع قبالة الساحة وتأتي عن شمالك عند دخولك لساحة برا Bra قادماً من البوابة الرئيسية




بعد ذلك .. قررنا التوجه إلى المسرح الروماني والتجوال بين جنباته ، وللإطلالة على ساحة Bra ، كانت المدرجات الداخلية اشبه بمدرجات ملعب لكرة القدم أما في قلب المسرح الروماني فقد تم صف الكراسي لتبدو أشبه بمسرح من العصر الحديث


بعد جولة حرّة في الساحة توجهنا إلى المسرح الروماني


مدخل المسرح الروماني



وهنا بعض الأجهزة التي تقوم بتقديم بعض المعلومات عن هذا المعلم التاريخي بأربع لغات ( الإيطالية ، الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية) .


أحد الممرات من داخل المسرح الروماني


وهنا وصلنا لقلب المسرح الروماني حيث الباحة الرئيسية


ومن هنا ، قررنا الصعود إلى أعلى المدرجات التي بدت مرتفعة ومتقاربة فيما بينها


نظرة من سطح المسرح الروماني على الساحة العامة ، ساحة Bra


ولقطة أخرى على الساحة وتبدو فيها المطاعم والكافيهات التي اصطفت على جنبات الساحة

---------


بعد قضاء فترة من الوقت ومشاهدة معالم المسرح الروماني ، قررنا الخروج عبر هذا الباب الذي تشاهدونه في الصورة أعلاه


نصب تذكاري لكارلو البيرتو ، الشخص الذي أحيا الإنتاج المسرحي في هذا المسرح الروماني وله مسابقة عالمية في الأوبرا بإسمه تمنح فيها الجوائز لمن يتم تفوقهم في الأداء المسرحي أو في الأوبرا


لقطة من خارج المسرح وفيها أحد المستعرضين بالزي العسكري القديم
ومن بعدئذٍ ، قررنا التوجه لتناول طعام الغداء حيث وقع إختيارنا على أحد مطاعم البيتزا المصطفة قبالة ساحة Bra


توجهنا تلقاء أحد المطاعم في طرف الساحة ، ولقد كان الإختيار صعباً للغاية لتشابه المطاعم ، ولدى كل مطعم قائمة تتميز عن الآخر .. حتى استقر بنا الإختيار للجلوس حول هذه الطاولة


وطبعاً البيتزا والسباغيتي في موطنها الأم لها تميزها الخاص ، هكذا كانت مائدتنا ، صنفين من الطعام لاغير .. يمثلان المذاق الإيطالي المعروف


بعد تناول طعام الغداء .. قررنا التجوال بين طرقات المدينة التي ازدحمت بالسياح .. نتأمل المحال والمباني المختلفة والطرقات المرصوفة بفن ..

وبعد التجوال بين ثنايا مركز المدينة ، والالتفاف بين هذا الممر وذاك ، وصلنا إلى الساحة الأخرى .. وهذه الساحة إسمها :


Piazza della Erbe ساحة ديللا إربي
سميت هذه الساحة نسبة إلى نوع من الزهور ينمو في المنطقة ، وتعتبر من أشهر الساحات في فيرونا بعد ساحة ( برا Bra ) ويحيط بهذه الساحة العديد من المحال التجارية والمقاهي كما تعتبر إحدى الساحات المركزية لتجمع السياح ، وتقام في هذه الساحات بعض العروض المختلفة ، ويقع في هذه الساحة برج لامبيرتي الشهير Lamberti في المدينة


برج لامبيرتي : Torre dei Lamberti

يرتفع هذا البرج نحو 274 قدماً (84 متراً) حيث يعتبر البرج الأطول في فيرونا ، بدأ العمل في بناءه عام 1172 وأكتمل انشاؤه في عام 1464 ويوجد برج الجرس في أعلاه وقد صمم على شكل ثماني الأضلاع ، وبداخل برج الجرس يوجد جرسان قديمان يطلق عليهما اسم (رينغو) والآخر (مارانغونا)
في فترة حياة البرج ، تعرض لصاعقة عام 1403 م أدت لإتلاف رأس البرج ولم يتم ترميمه ، إلى أن تمت إعادة بناء البرج ، بعد ذلك بعدة سنوات بدأت أعمال الإنشاء من جديد في إعادة بناء البرج ولكن بإرتفاع أكثر من السابق حيث استغرقت 15 عاماً لحين تم الإنتهاء من البناء مرة أخرى عام 1464 م ، أما الساعة فلم تثبت على البرج إلا في عام 1779 ، وكان البرج يستخدم لتنبيه سكان المدينة عن نشوب الحرائق ، كما كان يستخدم للمناداة في أهل المدينة للإجتماع في مجلس المدينة ، لهذا البرج 238 عتبة للصعود حتى الوصول إلى الأعلى .. كما يوجد مصعد كهربائي لنقل السياح إلى الأعلى ، وتبلغ قسمة التذكرة 5 يورو .


هذا المشهد عند بداية دخولنا للساحة ، إلى الخلف تقع الساحة Erbe وأمامنا من خلال هذا الممر تسير قليلاً ثم تلتفت يسرة لتشاهد منزل جولييت ، وبعد إستمرارك على هذا المسار الماثل أمامك في الصورة ستتوالى عن يمينك وعن شمالك عشرات المحال المختلفة ، الهدايا والتذكارات ، الملابس ، الجيلاتو الإيطالي المميز حتى ينتهي بك الممر في ساحة صغيرة تنتظم عليها طاولات ومقاعد أحد المقاهي ثم من بعدها تجد نفسك واقفاً على ضفاف نهر ( اديجي )


نصب تذكاري يقع في بداية ساحة Erbe


وهذا منظر عام لساحة Erbe




لقطة من زاوية أخرى لساحة Erbe ويبدو في الصورة ( برج لامبيرتي : Torre dei Lamberti)


المقاهي تحيط بجانب واحد من ساحة Erbe ، قد تنسيك متعة التجوال والتأمل عناء السير المتواصل داخل هذه المدينة الحيّة



تنتهي الساحة Erbe بهذه النافورة التي تُعرف بإسم نافورة ( مادونا فيرونا ) نسبة إلى هذا المجسم الذي يمثلها الروماني والذي تم تنفيذه لفترة تعود إلى سنة 380 قبل الميلاد .

وكما في بقية مدن أوروبا ، التجوال بعربة يجرها الخيل لها متعة أخرى وتختصر عليك الوقت كثيراً لإستكشاف خبايا مركز المدينة السياحي


لقطة أخرى أشمل لثاني أهم ساحة في فيرونا وهي ساحة Erbe وهذا الصورة من بداية دخولك للساحة

منظر آخر لذات الساحة ولكن من نهايتها ..


أحدالممرات الضيقة التي تتوالى عليك أثناء سيرك في قلب المنطقة السياحية في فيرونا


وهناك أيضاً موطيء قدم للمستعرضين في ساحة Erbe


والتهريج أيضاً هنا لايقتصر على الرجال فحسب..


كما هو الحال في بقية الساحات الأوروبية من مثل هذه الأنشطة التي يقوم بها المهرجين حيث يتظاهر المهرج بالجمود وإذا مامر من حوله أحد قام بالتحرك نحوه ومفاجأته بهيئته الحيّة


لكن في هذا المشهد يبدو الدور التمثيلي غائباً بعض الشيء ..


وهناك أسلوب خاص يؤديه المهرجون تجاه الأطفال لإدخال البهجة في نفوسهم ..


صورة توديعية من المهرجة قبيل مغادرتنا للساحة


بعد قضاء بعض من الوقت الماتع داخل ساحة Erbe ثاني أهم ساحة في فيرونا ، وتأمل بعض المباني المزركشة والعتيقة وبعض النوافير واللمسات الجميلة التي أضيفت لهذه الساحة ، كنا سنقضي فترة من الراحة في أحد المقاهي الواقعة على ناصية الساحة ، لكننا فضلنا إكمال المشوار لإستكشاف بقية معالم فيرونا ، حيث قررنا إختتام جولتنا في هذا اليوم بالجلوس في آخر مقهى تبلّغنا أقدامنا إليه ..


هناك العديد من الفنادق الصغيرة والأنيقة في ثنايا مركز فيرونا السياحي معظمها فنادق الثلاث نجوم وقليل من فنادق الأربع نجوم ، يصعب عليك رؤيتها إلا إذا دققت النظر في كل مبني تقابله ، من الأفضل الإقامة في أحد فنادق مركز المدينة السياحي وبالطبع ستكون تكلفة السكن أعلى من بقية الأماكن الأخرى في فيرونا .. فنادق فيرونا تعتبر من الفنادق المرتفعة التكلفة من حيث الإقامة من بين المدن الإيطالية ولا أعتقد أنه سيكون من السهل الحصول على فندق فئة 3 نجوم يقل عن ال 100 أو ال 110 يورو ! إلا إذا كان في أطراف فيرونا ، بعيد عن مركز المدينة وبعيد عن الأماكن السياحية .. وهنا سيكون الخيار محصوراً في أن تبحث عن محطة حافلات قريبة من الفندق أو أن تستقل تاكسي في كل مرة حيث ينتهي مشوار التاكسي في ساحة Bra ومنها .. تبدأ مشوارك السياحي في مركز المدينة سيراً على الأقدام ..


بعد فترة من التجوال في ساحة Della Erbe ، والتي كانت مزدحمة بالمارة والسيّاح والمحلات المختلفة ، قصدنا الطريق نحو مكان ليس ببعيد عن الساحة وهو


منزل جولييت

عند توغلك في قلب البلدة القديمة في فيرونا ، وبعد اختراق بعض الممرات المتوالية والتي تعج بالمشاة والسائحين ، وبين ساحة وأخرى .. ستجد أنك تسير ناحية إحدى الأماكن المميزة في البلدة دون أن تدري ، منزل جولييت .. أينما تجد عدد تجمع السياح في منطقة أكبر من اختها فسيتبين لك أن هناك معلماً أو مشهداً شد انتباهاتهم إليه ، وبالطبع قد يطول بك المسير وأنت تتوقف في كل لحظة أمام محل أو زاوية او حدث استعراضي أو في ساحة صغيرة ، قد تستحسن أن تلتقط فيها أنفاسك ، أو تقضي فيها بعضاً من الوقت ، وربما اشتهيت كوباً من القهوة الإيطالية التقليدية في زخم المقاهي التي تعج بها مدينتنا هذه

وأثناء سيرك في ممرات المدينة ، فقد لاتنتبه إلى ( منزل جولييت ) ، فمكانه غير بارز للسائح ، ويتعين عليك الإسترشاد من السائحين أو البائعين أو السكان المحليين .

عند مدخل بيت جولييت ، ستلحظ الأغصان المتدلية على الممر الذي يستقر بك في عقر دارها ، وحشود السياح وبالأخص السائحات تملأ المكان ، وستجد التذكارات التي يوقعها أصحابها على أسوار بيتها في كناية عن ترك رسالة حب لجولييت.. ثم لتتوغل أكثر حتى تقع عيناك على مجسم قد نصب لها ، يتجمع حوله العشرات من السياح لالتقاط صور تذكارية إلى جوار تلك الحسناء ، وإذا مايممت بصرك في جنبات الدار فستلحظ شرفتها المطلة على باحة نزلها ..

بُعيد مغادرتنا لساحة Erbe ، لم نمضي قُدُوماً في سيرنا سوى بضع أمتار إلا وشاهدنا الطريق يكتظ بعشرات السياح ، وحينما التفت عن شمالي إذا بي واقفاً على باب المتيّمة بروميو .. جولييت .. في الصورة أعلاه مدخل منزل جولييت ، يبدأ المدخل ببعض الأجهزة الألكترونية التي تعرض بالصوت والصورة معلومات عن هذا المكان ... وستشاهد المئات من التذكارات الورقية والتي حولّت جدران المدخل إلى ( اوتوغراف ) كلٌ يسجل ذكراه وعشقه ورسالة يتركها لجولييت ..


هنا توقفت في باحة الدار .. وترون شرفة جولييت التي يُقال أنها كانت تُشرف منها على روميو ..


وهنا لقطة للشرفة والدور العلوي من المنزل .. منزل جولييت ..


وطبعاً هذا النُصب التذكاري الذي يمثل جولييت ، حيث يتوافد السياح من كافة الأعمار والجناس لإلتقاط صوراً تذكاريه إلى جانبه ..


لقطة أخرى لنُصب جولييت .. كان من الصعب التقاط صورة فردية لها بمفردها فالسياح لايتوقفون عن الوقوف والتصوير إلى جانبها ..


وهنا صورة لشرفة جولييت الشهيرة


لقطة لذات الشرفة من زاوية أخرى ..

لقطة عامة لباحة منزل جولييت

وقبل أن يخرج السياح من هذا المكان والذي يعتبر المعلم الأبرز في فيرونا فلابد لهم من تسجيل ذكرى على أكبر اوتوجراف في ايطاليا !


والنساء كذلك .. لديهن مايودن البوح به ..


التذكارات والملصقات بالمئات التي تركها السياح من بعد زيارتهم لبيت جولييت ، ولم يسلم الحائط أيضاً من بعض الكتابات الأخرى .. ويُشاهد في الصورة أجهزة العرض المرئية التي وضعت عند مدخل منزل جولييت


بعد الخروج من منزل جولييت كان لنا مرور بهذا المحل الذي يقوم بتفصيل وخياطة القلوب وكتابة أسماء كل زوجين عليها تيمنا بقصة وٍداد روميو وجولييت ..


وبالطبع المحل كان يضم مختلف الزبائن من شتى الأعمار ..


أحد الخياطين منهمكاً في تسطير الأسماء على أحد القلوب التي قام بخياطتها بطلب من إحدى زبائنه ..


وكان لنا أيضاً مرور بهذا المحل الذي يقوم بنحت وصناعة المجسمات التذكارية الخاصة بفيرونا ..


أما محلات الجيلاتو ، فكانت استراحات للسياح بين معلم وآخر .. ولم تخل من الزبائن كذلك ..





أما الفنانين التشكيليين والذين تزخر بهم إيطاليا فقد وجدوا في ثنايا المدينة زواياهم الخاصة التي تتسع لفراشيهم ولوحاتهم ..


قد لايقاوم السائح الذي أضناه التجوال بين هذا المكان وذاك أن يبل رمقه أو أن يغتسل من إحدى النوافير المائية التي تستقي مياهها من المصادر الطبيعية في البلاد ..

بعد فترة من التجوال ومشاهدة أهم المعالم السياحية في قلب فيرونا القديمة قررنا العودة أدراجنا حيث وصلنا إلى ساحة Bra الساحة الرئيسية والكبرى في المدينة ..

لقطة من زاوية الساحة عند مغادرتك إياها ومتوجهاً تلقاء الساحة الثانية Della Erbe ويظهر في الصورة إلى اليمين المسرح الروماني القديم ..


أحد الممرات التي لاتخلو من المشاة في ثنايا فيرونا القديمة


لقطة عامة من ساحة Bra ، إلى اليمين تنتظم عشرات المقاهي والمطاعم ، وإذا مايممت النظر عن شمالك فستجد المسرح الروماني ، ومن أمام المسرح الروماني تترامى حديقة الساحة ويبدو جزء منها ظاهراً في الصورة أعلاه ، ويقع خلف جميع تلك المعالم سور فيرونا القديم ..


أحد محلات الكماليات والمستلزمات النسائية التي كان لنا مروراً بها



بعد جولة في ساحة Bra الرئيسية في المدينة ومشاهدة المسرح الروماني القديم والتجوال في عرصاته وإعتلاء مدرجاته ، ثم تناولنا لطعام الغداء ، وبعد تجوالنا في ممرات المدينة القديمة بين المحال المختلفة في خضم زحام السياح الذين توافدوا على المدينة ، ثم زيارتنا للساحة الثانية في فيرونا وهي ساحة Erbe والتي تبعد خطوات من الساحة الرئيسية الكبرى ساحة Bra ، ثم من بعدها زيارة منزل جولييت ، قررنا التوجه للمكان الذي يُزعم أنها قد دُفِنت فيه .. لم يكن المكان قريباً جداً من وسط المدينة إذ كان تعين علينا السؤال عن ذلك المكان الذي يُقال أنها دُفِنت فيه حتى قطعنا مسافة تقارب الكيلو متراً من وسط البلدة القديمة وذلك بعد أن قمنا بمحاذاة سور فيرونا التاريخي حتى وصلنا إلى ذلك المكان .. وهو :


بعد خروجك من بيت جولييت ، فلا أظنك ستقاوم رغبتك في التوجه إلى المكان الذي يُقال أنها قد نامت فيه نومتها الأخيرة .. يبعد قبر جولييت عن منزلها حوالي مسافة 15 دقائق مشياً ، حيث تم تشكيل المبنى على هيئة حديقة ومنزل صغير يضم بين جنباته بعض الغرف التي تحوي بعض الآثار القديمة والأواني العتيقة إضافة إلى مجسم حجري لما يعرف بإسم " قبر جولييت " !

هنا مدخل المنزل الذي يُقال أن قبرها يوجد فيه ، وكما ذكرت آنفاً ، المكان عبارة عن حديقة صغيرة تحوي بعض الغرف وبعض الآثار التي تعود إلى الزمن القديم ، وكذلك بعض الحُجيرات التي وضعت فيها بعض التحف واللوحات والجِرار الفخّارية ..


مجسم جمالي يقع في مدخل الحديقة ..


وعبر هذا المسار تتوجه دخولاً إلى حيث تقيم جولييت في سريرها الحجري ..


وهنا بعد الدخول إلى الحديقة الصغيرة التي تقع ضمن نطاق قبر جولييت


أترككم مع صور مختلفة للحديقة .. والمكان الذي يوجد فيه قبر جولييت ..






وهنا لقطة من داخل فناء الدار



هل هذه بئر حقيقية أم مجرد مجسماً لبئر ؟


بعض المقتنيات والتحف الموجودة داخل ذلك المكان ..


مابين التجوال في أطراف الحديقة وباحاتها ، كان لنا جولة استكشافية لبعض الغرف الحجرية التي شعرنا ببرودتها وكأنها مكيفة .. لم نكن نعلم سر البرودة الطبيعية في ذلك المكان وربما قد يكون لرطوبة الجدران الحجرية ومادتها التي بُنيت منها إضافة إلى عتقها دور في إحتفاظها بتلك البرودة.


حتى وصلنا إلى إحدى الغرف والتي تعتبر أهم غرفة داخل الموقع ..


هنا حيث يجثم قبر جولييت ولا أعلم هل هذا فعلا هو قبرها الحقيقي أم لا ..


وكما أن المكان يتألف من دورين فبالطبع كان لنا صعود لبعض الدرجات التي تؤدي لبعض الغرف الأخرى ..


أحد الغرف الشاغرة داخل المنزل والتي كانت شديدة الرطوبة وباردة كذلك .


إحدى زوايا الدار التي تضم قبر جولييت والتي توزعت فيها المجسمات وبعض الآثار الرومانية الأخرى ..


منظر آخر لباحة الدار التي تضم قبر جولييت ..


البئر الصغيرة وتقع في باحة المبنى ..


وبالطبع لم يخلو المكان من بعض الجسمات الرومانية القديمة

بعض الأواني الفخارية التي كانت معروضة في إحدى غرف المبنى..

بعد مغادرتنا لقبر جولييت قررنا التجوال على ضفاف نهر أديجي الذي يخترق مدينة فيرونا


لم يكن هذا الموقع من النهر جذاباً بسبب بعض الروائح غير المستحبة ، سواءاً روائح الصرف أعزكم الله أم روائح الطبخ الشرق آسيوي أو الإفريقي المنبعثة من عشش بعض الجاليات الوافدة والتي تقيم تحت النهر فقررنا مواصلة سيرنا ..


منظر آخر لنهر فيرونا المعروف بإسم ( أديجي ) ، وقد يكون هذا المكان من النهر أقل نقاطه جاذبية ..


بعد جولة حول النهر والتي لم تكن ماتعة بالفعل قررنا التوجه بنهاية ذلك اليوم إلى فندقنا حيث نقيم مروراً بمحطة قطارات فيرونا ، وكان لنا مرور إلى جوار هذا السور الذي يحيط بإحدى الحدائق الصغيرة والتي تقع على أحد شوارع فيرونا الرئيسية ..






هنا تقع الساحة العامة أو الميدان العام للسيارات في فيرونا حيث يمثل المبنى الماثل أمامكم بوابة فيرونا الجديدة ( فيرونا بورتا نوفا )
Porta novaالباب الجديد – بورتا نوفا -

يقع هذا المبنى المسمّى بالباب الجديد ( بورتا نوفا) إلى الجنوب من مركز المدينة وعلى مقربة من محطة قطارات فيرونا الرئيسية والتي تحمل اسم ( فيرونا بورتا نوفا)
تم بناء هذا المبنى ( الباب الجديد ) وهو بمثابة المدخل الرئيس للبلدة الجديدة آنذاك خلال الفترة 1535 م الى 1540 ، ولكن تم تغيير هيئته بُعَيد وصول النمساويين إلى هذا المكان عام 1854 م

عندما تكون في جنوب فيرونا ، فستلمح البوابة الجديدة العملاقة ، وعندما تتبع نفس ذلك الطريق الذي يقع عليه هذا الباب العملاق فسيؤدي بك إلى قلب فيرونا مباشرة ..

محل روميو وجولييت .. يبدو أن اسم هذين العشيقين قد غدا رمزاً أو علامة مسجلة لمحلات فيرونا المختلفة


وهذا محل آخر سُمّي : منزل جولييت !


بعد قضاء فترة من الراحة في الفندق قررنا مواصلة السير تجاه نهر أديجي كي نختتم يومنا هذا بزيارة بعض المحلات والتبضع وشراء بعض الهدايا والتذكارات إنتهاءاً بالجلوس حول طاولة أحد المقاهي التي تقع على ضفاف النهر


أحد محلات الجيلاتو التي مررنا إلى جوارها ، منظر الجيلاتو لايقاوم بالفعل خاصة في مدينة تتسم بدفء أجوائها ..


وهنا مرور بأحد المخابز التي تبيع الفطائر والكعلك الإيطالي ..


أحد المراكز التجارية الصغيرة التي تقع على أحد ممرات البلدة القديمة


بعد فترة من السير وصلنا إلى هذا المكان والذي يقع على ضفاف نهر أديجي .. إلى جوار أحد المقاهي ..

وأخيراً وصلنا إلى نهر فيرونا الفتّان !
نهر إديجي Adige :
ينبع هذا النهر من إقليم الألب شمال إيطاليا على مقربة من الحدود النمساوية من بحيرة صناعية قرب جبال الألب تعرف ببحيرة ( ريشنسي ) ويمتد بطول 410 كيلو متر وهو ثاني أكبر نهر في إيطاليا بعد نهر ( بــو Po ) الذي يبلغ طوله 652 كلم .


أحد المباني الواقعة على ضفاف النهر


وهذا نصب تذكاري لا أدري لمن يعود ويقع قبالة النهر كذلك ..



بعد أن قارب نهارنا على الزوال ، ومع قدوم المساء .. تبدلّت نسمات الهواء الدافئة والتي قد تكون دافئة بوداد روميو وجولييت إلى نسمات باردة أخاذه منعشة ، كان يطيب لنا الجلوس في أحد المقاهي وربما هو المقهى الوحيد الذي يشرف على نهر أديجي .. نود التقاط شيء من أنفاسنا ونستجمع قوانا ففي اليوم التالي سيكون لنا زيارة إلى مدينة بـولزانــو Bolzano لنعود بنهاية يوم الغد إلى مدينتنا هذه ( فيرونا ) حيث نقيم .. كان المكان هادئاً بالفعل وكان لإضاءة المكان الخافتة وهيئة المقهى الأنيقة دافعاً لنا لإختيار أحد الطاولات التي تتوسطه.




لقطة للمقهى الذي قررنا التقاط الأنفاس فيه ، لاحظت كثرة الدراجات الناريّة في فيرونا ..


وهنا جانب من المقهى ذاته والذي يطل على نهر أديجي ..


منظر للنهر والجسر الذي يعتليه من الجلسة الخارجية للمقهى ..


واجهة المقهى الذي قررنا الجلوس في باحته الخارجية

وكما أن للجيلاتو الإيطالي مذاقه الخاص .. فإن له وقته الخاص بالنسبة لنا !


قبيل أن نغادر المقهى التقطت هذا المنظر الجمالي الذي يقع عليه المقهى من الجهة الواقعة في نهاية البلدة القديمة في فيرونا


ومع إدبار نهار ذلك اليوم ، وإقبال المساء .. قررنا العودة سيراً على الأقدام إلى فندقنا حيث نقيم ، ورغم أن المسافة كانت طويلة من فندقنا نوعاً ما والواقع قرب محطة قطارات فيرونا إلا وأن المشي في هذا الجو المنعش كان منسياً لما تجشمناه من عناء في ذلك اليوم

وأثناء توجهنا للفندق مساء ذلك اليوم ، كان لنا مرور ببوابة ( فيرونا ) الجديدة والمسماة ( بورتا نوفا ) PORTA NOVA


بعد قضاء ليلتان في فيرونا ، حيث كانت المدة الحقيقية 3 ليال ( ليلة استهلكها مشوار الانتقال الطويل والمتعب من سلوفينيا عبر النمسا إلى فيرونا ) ويوم قضيناه في فيرونا ، وآخر قررنا قضاءه في مدينة بولزانو الإيطالية ، لنتوجه من بعد الغد إلى وجهتنا التالية نزولاً نحو فلورنس ، وبالرغم من أنه لم يكن لدينا متسع من الوقت لزيارة بحيرة Garda القريبة من فيرونا إلا وأنني رأيت أنني قد اكتفينا بما شاهدناه هنا في فيرونا .. اللقطة أعلاه لملصق دعائي لإحدى وكالات السياحة والتي كانت منتشرة ملصقاتها داخل الفندق ..


وداعاً فيرونا .. نعم وداعاً .. فقد أكتفيت بما تراءى أمام ناظريّ من معالم ومباهج حوتها جنباتك .. ولمن يفكّر في زيارة هذه المدينة مستقبلاً .. يكفيك زيارتها يوم واحد .. سواءاً كان انطلاقك من جارتها الشرقية ( فينيسيا ) أم وصولاً إليها من جارتها الغربية ( ميلان)


فكلاهما يبعدان عنها تقريباً ذات المسافة وذات المشوار ، حوالى الساعة والنصف ..



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق