الاثنين، 25 نوفمبر 2013

بـلودنــز Bludenz النمساويــة ، مدينة تتنفس الشوكولاتة


بـــلــودنــز BLUDENZ .. 
البلد : النمسا
الإقليم : Vorarlberg
ربما ليست هذه المرة الأولى التي أتطرق فيها للحديث عن هذه البلدة النمساوية ، ولعلها الزيارة الثانية بعد مرور عابر في رحلة لم تكن بالحسبان ذكرت تفاصيلها في موضوع سابق على هذا الرابط :

كان إختيار مدينة زيوريخ في رحلتي الشهر الفائت لهدفين : أن تكون نقطة انطلاق لإقليم Vorarlberg وزيارة كل من مدينتي : فيلدكيرخ و بلودينز .
أما الهدف الثاني فهو اختيارها محطة مغادرة عبر مطارها إلى اسبانيا ( برشلونة ).
في الثالث والعشرين من شهر اغسطس عام 2013 انطلقت في ذلك اليوم لزيارة مدينتين وهما مدينة فيلدكيرخ والتي نشرت عنها تدوينة سابقة ، ومن بعدها التوجه إلى مدينة بلودنز.
تقع المدينة في ملتقى الوديان ، وتحدها الغابات الوارفة .. والبلدة يمر بها نهر ويوجد بها تلفريك يتيح لزائر هذه البلدة إطلالة بانورامية عليها وعلى الجبال المحيطة. 

يوجد في بلودنز أحد مصانع شوكولاتة ميلكا المنتشرة في اوروبا.
حينما صعدت بالتلفريك إلى قمة البلدة وتناول القهوة في الأعلى أفادني النادل بأنه حينما تهطل الأمطار تنتشر رائحة الشوكولاتة في البلدة ، ذلك لوجود مصنع ميلكا Milka في السنتر ، ويمكن أن تستنشق عبير الشوكولاتة حتى وإن لم يهطل المطر لو كنت في منطقة السنتر قريباً من مصنع الشوكولاتة الواقع مقابل محطة القطارات في بلودنز.
بعد قضاء نصف يوم في مدينة فبلدكيرخ ( والتي بدا لي فيها الجانب المدني طاغياً على الجانب السياحي ) وأعني بهذا أنها بلدة يكفيها بنظري - أو حسب رغبة السائح - مرور فقط دون الإقامة فيها .. توجهنا إلى جارتها ( بلودنز ) والتي تبعد عنها حوالي 10 دقائق ، حيث كانت الرحلة انطلاقاً من مدينة فيلدكيرخ التي وصلناها من محطة قطارات زيوريخ حسب الجدول التالي :
عند الوصول لبلدة ( بلودنز) تناولت وجبة خفيفة تغني عن أفطار وغداء اليوم ، وذلك بهدف كسب أكبر قدر ممكن من الوقت الذي يتيح لي مشاهدة مدينتين في نهار واحد والعودة قبل المساء .. كان لدي انطباع مسبق أن مدينة بلودنز لن تستغرق الكثير من الوقت للتجوال فيها واستكشافها حيث أن لدي علم مسبق بالمزارات السياحية الموجودة في البلدة : التلفريك - السنتر - النهر - مصنع ميلكا للشوكولاتة .. 

وجبة الإفطار - الغداء  من مخبز ( رويتز ) المعروف في النمسا Der Baker RUETZ ، حيث يوجد فرع كبير جوار  محطة قطارات بلودنز .. لم أطل البقاء كثيراً هنا ، كان الباص قد توقف أمام المحطة فانطلقت معه باتجاه محطة التلفريك..
لقطة من شوارع بلودنز أثناء التوجه لمحطة التلفريك
كان الباص يتجه نحو الجبل الذي يبعد بضع دقائق عن مركز المدينة ، خرجنا من النطاق العمراني فجأة إلى الجانب الريفي من بلودنز والذي يحده الجبل 
كان الخروج من منطقة السنتر عبر هذه البوابة نحو الجانب الريفي من البلدة
بعد بضع دقائق وصلت بنا الحافلة إلى محطة التلفريك كما في الصورة أعلاه.
عربات التلفريك متجهة نزولاً من الجبل المشرف على بلودنز

تم الدخول لعربة التلفريك وهي عربات صغيرة تتحرك بشكل مستمر كما في عربات التلفريك التقليدية الفردية حيث تدخل إلى أقرب عربة تسير بالقرب منك، ثم بدأت العربة ترتفع متجهة نحو القمة .
منظر بلودنز من عربة التلفريك أثناء الصعود
الطبيعة الوارفة الجبلية لهذه البلدة من أبرز سماتها السياحية حيث تشتهر بلودنز كونها مقصداً لهواة تسلق الجبال.
لقطة لمنطقة القمة أثناء الاقتراب منها ، والمدة تستغرق بضع دقائق فقط للوصول من محطة التلفريك السفلية إلى المحطة العلوية الوحيدة والأخيرة.

صورة من محطة الوصول فور مغادرة عربة التلفريك

بعض المجسمات الجمالية في منطقة القمة
جسر ومصبات مائية في منطقة القمة
منطقة مخصصة لألعاب الأطفال في منطقة القمة
  منتزه جميل - غابة -  في منطقة القمة 
لقطة أخرى من منطقة القمة
مقهى - مطعم ، في منطقة القمة يوجد جزء داخلي وهذا القسم الخارجي المفتوح في الهواء الطلق

أثناء تناول القهوة هنا أفادني النادل أنه عند هطول المطر ينتشر عبير الشوكولاتة في البلدة ، ذلك بسبب وجود مصنع ميلكا للشيكولاتة.

بعض المجسمات  الخشبية المائية في منطقة القمة
جسر صغير من محطة عربات التلفريك معتلياً قناة مائية صناعية صغيرة إلى المقهى 
الجسر والقناة المائية الصغيرة في منطقة القمة

ولهواة المشي ، ولمن أراد التجوال في الغابة يوجد هذا المسار الموجود في منطقة عربة التلفريك

بعد قضاء فترة من الوقت للاستمتاع بالأجواء العليلة في القمة وتناول شيء من القهوة قررت التوجه نزولاً عبر عربة التلفريك 
مما لفت انتباهي أن رؤيتك لهذا المنظر الريفي يشعرك أنه في قرية بينما مركز البلدة والنطاق العمراني يقع إلى الجوار من هذه الأكواخ ! لهذا السبب ذكرت أن هذه البلدة يغلب عليها الطابع الريفي ، حيث تكون ملائمة للاقامة والراحة لليلة أو ليلتين .. فالبلدة في نظري جميلة وسيعشقها زائرها من الزيارة  الأولى وأقترحها لأن تكون محطة استراحة للمسافر الذي يعبر النمسا إلى سويسرا براً استناداً إلى موقعها المتوسط بين مدينة انسبروك النمساوية ومدينة زيوريخ السويسرية ، ولطبيعتها التي يغلب عليها الجانب الريفي كذلك.
جانب من بلودنز البلدة ، حيث يبدأ التقاء الجانب المدني بالريفي فيها
لقطة من مركز المدينة - السنتر -  الجبال تحيط بها من جهتين مما جعل من البلدة تتخذ مكانها الطبيعي في أحضان أحد الوديان الثلاثة التي تلتقي فيها . ( تُشبه في تضاريسها الجغرافية  انسبروك ومعظم بلدات اقليم ( تيرول) والذي مركزه الإداري مدينة انسبروك )
برج الساعة في مدينة بلودنز، من المعالم البارزة في منطقة السنتر

لقطة من الميدان الرئيسي في منطقة السنتر

لقطة أخرى من مركز البلدة
أحد الممرات التجارية الصغيرة في منطقة السنتر

ممر آخر داخل مركز البلدة ، توجد العديد من المحال المختلفة هنا
مركز بالمرز Palmers  المعروف في النمسا- للملابس - على أحد الممرات في مركز البلدة
نافورة صغيرة في أحد شوارع  مركز البلدة

أحد الممرات الصغيرة الأخرى التي تتواجد عليها بعض المقاهي ، حيث سلكت طريقي باتجاه محطة القطارات
وهنا بعد الوصول إلى الشارع الرئيسي في بلودنز ، على يمينك KINO سينما بلودنز 
وهنا مطعم ايطالي في منطقة السنتر ( توسكانا ) لمن رغب في تجربة المذاق الإيطالي في بلودنز

بعد جولة على الأقدام في بلودنز ، وصلت إلى الشارع الرئيسي الذي تقع عليه محطة القطارات ، استشعرت رائحة الشوكولاتة هنا وكانت تزداد مع كل خطوة أمشيها باتجاه محطة القطارات.
وهنا المقهى الذي جلست فيه حين وصولي لبلودنز ، وقد حصل لي موقف طريف هنا ، فبعد وصولي لبلودنز وتناول تلك الوجبة الخفيفة ، توجهت لأغسل يدي ووجهي وتركت النظارة الشمسية والقبعة على أحد الأرفف هناك ، ثم خرجت ناسياً إياهما ولم اتذكرهما إلا بعد وجودي في قمة بلودنز ، فتوقعت أنهما لن يبقيا في محلهما .. وحين عودتي إلى هنا توجهت إلى داخل المخبز فوجدت النظارة  الشمسية والقبعة على هيئتهما كما تركتهما ، فأرتديتهما وانصرفت .. بعد أن ترك لي هذا الموقف انطباعاً حسناً .
عبير الشوكولاتة يملأ المكان .. هذا هو مصدر تلك الرائحة الأخاذة !
مصنع شوكولاتة ميلكا .
للأسف لايتم تنظيم زيارات لمصنع الشوكولاتة ، الموجود هنا فقط متجر لبيع الشوكولاتة ملحق بالمصنع فقط وهو الذي يمكنك زيارته.

توجهت بعد ذلك إلى النهر في البلدة ويقع خلف محطة القطار من الجهة الأخرى ،  إسمه نهر ILL يمتد بطول 72 كلم وهو أحد روافد نهر الراين ، يتحدر من سلسلة جبال  ( سيلفريتا Silvretta )    جزء من جبال الألب ،  في اقليم فورارلبيرغ غربي النمسا  باتجاه الغرب حتى الحدود السويسرية ملتقياً بنهر الراين ، وتوجد العديد من محطات الطاقة الكهرمائية في مناطق مختلفة على امتداد الرافد
لقطة للرافد ILL  ( نهر بلودنز )

بعد قضاء بعض الوقت على ضفاف النهر ، تم التوجه إلى محطة القطارات عبر هذا النفق التي تعتلية خطوط السكك الحديدية في بلودنز

غادرت البلدة التي احببتها من زيارتي الأولى عام 2007  ، كنت قد قررت زيارتها مستقبلاً إن سنحت لي الفرصة وتكررت الزيارة بعد 6 سنوات من الزيارة الأولى غير ان الفرق هنا أنني شاهدت البلدة باختياري واستكشفتها بطريقتي الخاصة. 
غادر القطار محطة بلودنز وبعد دقائق من مغادرة البلدة وأثناء وجودي في القطار مررنا إلى جوار المقر الرئيسي لشركة راوخ للعصائر في النمسا والواقعة في بلدة :

رانكـفــايــل Rankweil
توقف القطار لبضع دقائق قبل أن يكمل مشواره إلى زيوريخ حيث سنغادر من مطارها إلى برشلونة..





تلك هي بلودنز 
مدينة تحـفّــها الجبال 
وتحتضنها الوديان
وتنتعش أجوائها بعبير الشوكولاتة

أنتهى ،،





هناك تعليقان (2) :

  1. عنوان رائع وموضوع أروع. اثار انتباهي هذا الموضوع فبحثت عن هذه المدينة ووجدت أن الشركة تنظّم شيئاً يسمى مهرجان ميلكا للشوكولا كل سنة، فهل أدركته؟ يُقام في شهر يوليو.

    ردحذف
  2. الأروع مرورك اخي الكريم ، وللأسف لم تصادف رحلتي ذلك المهرجان حيث كانت رحلتي لتلك اليوم في شهر اغسطس.

    دمتم بوافر الشكر والتقدير

    ردحذف